طالب زارعو الزيتون في الضفة الغربية، بمساعدتهم في ترويج منتجات الزيت محلياً وخارجياً، ووقف تهريب الزيت من الأسواق الإسرائيلية، لتداعياته السلبية على منتجاتهم، إلى جانب وضع حد لاعتداءات المستوطنين.
ووسط نشاط مميز، وموسم مبشر بالخير من حيث الكميات المتوقعة، تتجه أنظار وآمال المزارعين لموسم قطاف ثمار الزيتون، ومن ثم عصره لجني الزيت منه وبيعه، لكونه يعدّ المنفذ الوحيد للتغلب على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، في الضفة وخاصة للمزارعين والعمال الزراعيين.
وبمشاعر التفاؤل يقول المهندس الزراعي إبراهيم بني نمرة مدير زراعة نابلس، إن موسم الزيتون لهذه السنة يبدأ من الثالث عشر من الشهر الجاري وسط توقعات لإنتاج وفير، وهو ما يطلق عليه الزارعون سنة "ماسية"، بعكس الموسم الماضي الذي كان إنتاجه قليلًا، أي "شلتونة".
وعن سعر الزيت يؤكد بني نمرة لصحيفة "فلسطين" أن السعر يتفاوت من منطقة لأخرى، فهو مرتفع في جنوب الضفة وأقل في منطقة الوسط، إلى أن يكون سعره منخفضًا نوعًا ما في شمال الضفة الغربية، لكون الإنتاج يكون في الشمال أكثر.
واستطرد: "سعر الزيت يتأثر بعوامل كثيرة، وتشتد مع الموسم، من بينها التهريب، حيث يقوم البعض بتهريب الزيت وهو ما يجعل السعر ينخفض؛ ما يجعل المزارع يتأثر سلبيًا، فضلا عن منافسة التجار الذين همهم الربح ولو على حساب المزارع".
لكن ماذا عن سعر الزيت بنظر التجار؟ حيث يقول التاجر عبد الله صوالحة من نابلس: إن سعر كيلو الزيت بشكل عام يتراوح، في محافظات شمال الضفة (نابلس، طوباس، سلفيت، جنين، قلقيلية، طولكرم) من 20-25 شيقلًا، أما في محافظات الوسط مثل رام الله فيبلغ سعر الكيلو ما بين 25-40 شيقلًا، وفي جنوب الضفة مثل بيت لحم ترتفع الأسعار بدرجة كبيرة قد تصل إلى أكثر من ألف شيقل للعبوة بوزن 15 كغم، حيث تُصدّر للخارج.
وعن تأثير سعر الزيت في المزارع، يقول المزارع سليم شواهنة من بلدة حوارة قضاء نابلس: عندما يرتفع سعر الزيت من 25 – 30 شيقلًا للكيلو غرام الواحد، ويكون الإنتاج وفيرًا فإن حقول الزيتون تنتعش وتنظف ويعتنى بها بدرجة كبيرة، ولكن عندما ينخفض سعر الزيت لأقل من 20 شيقلًا للكيلو غرام الواحد، فإن المزارع يقلل من مصاريف العناية بأرضه، لكون التكاليف مرتفعة؛ ما يجعلها في حالة يرثى لها، ومما يقلل الاهتمام بأرضه وقد تصبح خرابًا، وتصير بذلك نهباً للمستوطنين.
وفي العام الماضي أثار قرار وزارة الزراعة استيراد الزيتون عاصفة من غضب المواطنين بدت جلية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما أدى إلى خفض سعر كيلو غرام الزيت من 20- 22 شيقلًا.
ولا يخفي المزارع فواز مسالمة من بلدة عقربا جنوب نابلس خوفه من التلاعب بأسعار الزيت، خاصة من التجار، وهو ما ينعكس سلبا على الزارعين في الضفة الغربية.
يقول مسالمة: "كل موسم تظهر جهات عديدة تتعمد ضرب الموسم، وتحديدا سعر الزيت، بفعل الاستيراد أو الغش أو التهريب، ورأينا كيف تم تعمد خفض سعر الزيوت مع اقتراب الموسم قبل فترة، وفضلا عن غيره من الطرق والأساليب التي تتسبب بضرب سمعة الزيت الفلسطيني، وانخفاض سعره".
وتابع مسالمة: "المزارع يعاني من مضايقات وملاحقات الاحتلال والمستوطنين، وكذلك من مصادرة أراضٍ وتجريف لأشجار الزيتون، وكذلك منافسة لإنتاجه سواء سعر الزيت أو المنتجات الزراعية الأخرى".
وتشير الإحصائيات إلى وجود 15 مليون شجرة زيتون مثمرة مزروعة في الضفة الغربية وقطاع غزة.