مع عجز جيش الاحتلال الإسرائيلي عن السيطرة على حالة تصعيد عمليات المقاومة التي تشهدها مدن الضفة الغربية المحتلة، خاصة في جنين ونابلس، لجأ إلى استخدام سلاح الطائرات المروحية والمُسيّرة بهدف الوصول للمقاومين.
واستخدام الاحتلال الطائرات بمختلف أنواعه يعكس فشله بالوصول إلى المقاومين، وتراجع سيطرته على الضفة الغربية التي يحاصرها، ويقتحم مدنها وقراها يوميًّا، وفق ما يقول مراقبون.
وشهد مخيم جنين، أمس، تحليقًا مكثفًا لطائرات الأباتشي التابعة لجيش الاحتلال، خلال اقتحام المخيم، واعتقال أحد المقاومين، وخوض اشتباكات كبيرة معهم.
وسبق ذلك الاستخدام، حديث لجيش الاحتلال عن تفعيله لـ"مروحيات قتالية" ضد المقاومين في جنين، وذلك في ظل تحذيرات إسرائيلية من "عملية عسكرية وشيكة" من المدينة.
وشهدت جنين في مايو/أيار الماضي، مقتل الضابط نعوم راز من وحدة "اليمام"، التي تُعدُّ من أبرز وحدات القوات الخاصة في جيش الاحتلال، في أثناء اقتحامها الأخير لمخيم جنين، وهو ما جعل الاحتلال يستخدم الطائرات خلال الاقتحامات في محاولة لتأمين قواته.
ردع المقاومين
ورأى الخبير العسكري، يوسف الشرقاوي، أنّ عقيدة جيش الاحتلال مبنية على استخدام القوة النارية الكثيفة للوصول إلى أهدافها، إضافة إلى عدم خدش قوته مطلقًا، لذلك استخدم الطائرات خلال اقتحامه لجنين.
وأوضح الشرقاوي لصحيفة "فلسطين"، أنّ الاحتلال يحاول ردع المقاومين بجنين ونابلس من خلال استخدامه لطائرات عسكرية مذخرة، ولكنّ ذلك يُنقص تفوقه على الأرض بالضفة الغربية المحتلة.
وبيَّن أنّ الاحتلال يريد تخفيف فاتورة الدم لديه، ويزيد فاتورة الدم لدى الفلسطينيين المقاومين، خاصة مع حالة التحدي الجديدة التي طرأت من خلال قوة المقاومين.
ولفت إلى أنّ استخدام جيش الاحتلال للطائرات بمختلف أنواعها، يتطلب من المقاومين أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والعمل على التمويه والاختباء من تلك الطائرات، خاصة أنها لا تستطيع الوصول إلى كل بيت.
وذكر الشرقاوي أنّ طائرات جيش الاحتلال المستخدمة، وخاصة المُسيّرة منها، يجري التحكم بها من خلال غرفة عمليات أرضية، والحصول على صور دقيقة للمخيم وشوارعه، وتحركات المقاومين خلال عمليات الاشتباك.
من جانبه، ذكر المحلل السياسي، عادل شديد، أنّ جيش الاحتلال يستخدم أحدث الأسلحة لديه من طائرات مختلفة، ودبابات، ومسيّرات، من أجل تجنب وقوع أي إصابات بين صفوفه.
وأوضح شديد لصحيفة "فلسطين"، أنّ الاحتلال يريد من استخدام الطائرات العسكرية والمُسيّرة، تحقيق أكبر خسائر بين المقاومين الفلسطينيين في مدن الضفة التي تشهد مواجهات مع جيشه.
ولفت إلى أنّ الاحتلال سيستمر باستخدام الطائرات العسكرية في كل المواجهات القادمة طالما أنّ الإصابات في أوساط جنوده قليلة.
وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال سبق واستخدم طائرات أف 16 خلال انتفاضة الأقصى، وقصف مراكز أمنية، ونفّذ عمليات اغتيال لمقاومين وشخصيات فلسطينية، لذلك غير مستبعد استخدامه الطائرات الحربية خلال المواجهات الحالية.
ولا يستبعد المحلل السياسي، أن يُقدم جيش الاحتلال على إنزال الدبابات على أرض الميدان بجنين ونابلس من أجل تقليل الخسائر البشرية بين جنوده، وتحقيق إصابات بين المقاومين.
وتشهد الضفة الغربية المحتلة، تصاعدًا كبيرًا في عمليات المقاومة، على مستوى إطلاق النار على حواجز جيش الاحتلال، والمستوطنين؛ وإلقاء العبوات المتفجرة والحارقة، ردًّا على جرائم الاحتلال في القدس والضفة الغربية المحتلتين.