قائمة الموقع

"عيد الغفران".. اقتحامات بالجملة يُنفّذها المستوطنون في الأقصى ويتصدى لها المرابطون

2022-10-06T11:33:00+03:00
مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى المبارك

في مشهدٍ لا يتقبله الفلسطينيون مطلقًا، اقتحمت جماعات المستوطنين بأعداد كبيرة المسجد الأقصى المبارك، أمس، احتفالًا بما يسمى "عيد الغفران اليهودي".

وسبق أن لجأت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام إلى تحويل مدينة القدس ومحيط المسجد إلى منطقة عسكرية لتأمين المستوطنين.

وشوهد ضباط وجنود شرطة الاحتلال وهم يقتحمون المسجد القبلي، وسط حضور لافت للمستوطنين خلال تنفيذ الاقتحامات على هيئة جماعات محاطين بعناصر أمن الاحتلال.

مقابل ذلك، واصل المرابطون أداء صلاة الضحى عندما وصلت الاقتحامات إلى ذروتها وازدادت أعداد المستوطنين.

كما أدى آلاف المستوطنين وهم يرتدون لباسًا أبيض طقوسهم عند حائط البراق، بحماية شرطة الاحتلال التي انتشرت هناك أيضًا بكثافة.

وما يسمى "يوم الغفران" أو "كيبور" يعد من "أقدس" الأعياد لليهود، حيث تمنع فيه الحركة بالكامل، وفيه أيضًا تشدد سلطات الاحتلال الخناق على المواطنين الفلسطينيين خاصة في القدس والمدن القريبة من المستوطنات في الضفة الغربية، وكذلك الداخل المحتل.

وبحسب مراقبين، فإن "عيد الغفران" أحد الأعياد اليهودية التي يواجه فيها المقدسيون أسوأ أيامهم، حيث تجبرهم سلطات الاحتلال على البقاء في منازلهم لتأمين طقوس اليهود، وعادة ما تحول دون وصول المقدسيين وأهالي الداخل إلى المسجد المبارك.

ومن المعالم الأساسية لـ"عيد الغفران"، قيام المستوطنين بما يصفونه "تطهير النفس" من خلال حمل المستوطن دجاجة بيضاء اللون وتدويرها فوق رأسه أو أحد أفراد عائلته، ثم يذبح هذه الدجاجة ويفرقها على الفقراء.

ويقول المراقبون: إن الهدف الأساسي من اقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى والاحتفال بالأعياد داخله وأداء الطقوس التلمودية؛ هو تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، ومحاولة لتفريغه من المسلمين؛ في ازدواجية واضحة بالتعامل بينهم وبين المستوطنين الذين تحرص أذرع الاحتلال الأمنية والعسكرية على تأمين وصولهم واقتحاماتهم أيضًا.

واقع جديد

من جانبه، قال خطيب المسجد الأقصى د.عكرمة صبري: إن اقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين للمسجد الأقصى انتهاكات تتجدد في الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية، خاصة خلال "رأس السنة العبرية"، و"عيد الغفران"، و"عيد العرش".

ووصف صبري في حديث لـصحيفة "فلسطين" هذه الاقتحامات بـ"العدوانية"، منبهًا إلى أن الاحتلال يهدف إلى فرض واقع جديد والسيطرة على المسجد الأقصى تدريجيًّا ضمن سلسلة مراحل ممتدة منذ إكمال احتلال مدينة القدس سنة 1967.

وبيَّن أن الاحتلال يخطط لزيادة الاقتحامات وإضافة مشاريع وطقوس تلمودية، ومنها النفخ بالبوق في ساحات الأقصى، ولقد فشلوا في ذلك، ولكن محاولاتهم مستمرة.

ونبَّه إلى أن سلطات الاحتلال في الوقت الذي تسمح فيه للمستوطنين باقتحام الأقصى وحمايتهم بأعداد كبيرة من القوات، تمارس أساليب مختلفة في التضييق على المسلمين الوافدين إلى الأقصى، وهذا يتعارض مع حرية العبادة.

وشدد صبري على أن الدور العربي الإسلامي دون مستوى التحديات في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ويتوجب عليهم الوقوف موحدين في الدفاع عن الأقصى، مضيفًا: "لا يجوز التخلي عن الأقصى، وهو ليس لأهل فلسطين وحدهم، بل لملياري مسلم حول العالم".

اخبار ذات صلة