بطقوسٍ "تلمودية" يتخللها رقص وغناء، يستغل المستوطنون موسم ما يسمى بـ"الأعياد اليهودية" لتدنيس كل ما هو إسلامي، كان آخرها اقتحامهم المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة وإقامة حفل صاخب دون احترامٍ لقدسيته.
وأغلقت قوات الاحتلال، ظهر أمس، المسجد الإبراهيمي أمام الفلسطينيين، وفتحته أمام اقتحامات المستوطنين.
ذلك ما أكده لـصحيفة "فلسطين" مدير المسجد الإبراهيمي الشيخ غسان الرجبي، حيث كان في المسجد قبل أن تجبره قوات الاحتلال وجميع الموجودين داخل المسجد على الخروج منه تحت ترهيب السلاح، ومن ضمنهم موظفو الأوقاف في الخليل، وتقدم لاحقاً على إغلاقه بذريعة "الأعياد اليهودية".
وقال الرجبي إن ما يجري في المسجد الإبراهيمي "يعكس مشهدًا محزنًا وأليمًا وبشعًا بسبب دخول قوات الاحتلال والمستوطنين إلى أروقته"، لافتا إلى أن المستوطنين ينظمون حفلات صاخبة وماجنة ويؤدون طقوسًا تلمودية، وكل ما من شأنه استفزاز مشاعر المسلمين وأحرار العالم.
ونبه إلى أن الاحتلال يسعى إلى بسط سطوته الكاملة على المسجد الإبراهيمي، وأنه رغم أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هي صاحبة الوصاية على المسجد، إلا أن الاحتلال يحاول سحب هذه الصلاحية لصالح المستوطنين.
وأضاف أن تكرار اقتحام المستوطنين للمسجد الإبراهيمي بحماية قوات الاحتلال يحمل رسالة استفزازية لكل المسلمين، منبها إلى محاولاته تغيير معالم المسجد من خلال المصعد الكهربائي والمسار السياحي الذي ينظمه للمستوطنين، ويترافق مع ذلك صور مختلفة من الاعتداءات والانتهاكات بحق المسجد ورواده المسلمين.
وأدان بشدة ازدواجية المعايير التي تتبعها سلطات الاحتلال في التعامل مع الفلسطينيين الوافدين للصلاة في المسجد، وانتهاك حقوقهم، وفي المقابل السماح للمستوطنين بأداء حفلاتهم ورقصاتهم وطقوسهم في أي وقت.
واستنكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين إغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المصلين بذريعة "الأعياد اليهودية".
وبيَّن حسين في تصريح صحفي أن الشرائع السماوية تُحرم المس بالأماكن المقدسة المخصصة للعبادة وتؤكد حرمتها، غير أن سلطات الاحتلال تتنكر لذلك، مشددا على "ضرورة التوقف عن منع مساجد الله من أن يذكر اسم الله فيها والسعي في خرابها وتدنيسها".
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي ترزح تحت سيطرة الاحتلال، ويستوطن فيها قرابة 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي.