فلسطين أون لاين

تقرير "الشارع البديل 444".. مخطط إسرائيلي جديد لقضم مزيد من أراضي الطيبة

...
صورة أرشيفية
الناصرة-غزة/ جمال غيث:

تتعدد وسائل وأساليب الاحتلال الإسرائيلي لتضييق الخناق على الفلسطينيين وسلب أراضيهم بحجة إقامة المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية ومعسكرات الجيش، وشق الطرق الالتفافية وجميعها تهدف لسلب الأراضي الفلسطينية.

وكانت سلطات الاحتلال أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ مخطط في مدينة الطيبة بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، وهو من بين ثمانية مخططات تهدف للسيطرة على آلاف الدونمات من أراضيها، لشق طريق التفافية وربط المستوطنات ببعضها بعضًا وتسهيل مرور المستوطنين.

وقبل أيام، صدقت ما تسمى اللجنة القطرية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، على المخطط المقترح رقم (3) لإقامة الشارع الالتفافي البديل للشارع (444) في المدينة، والذي يهدف إلى سلب أكثر من 3500 دونم من الأراضي.

ويعد المقترح رقم (3) واحدًا من ثمانية مخططات إسرائيلية لإقامة شوارع التفافية تستهدف مدينة الطيبة، واقتصادها عبر العبور إلى طرق التفافية بعيدًا عن الرئيسية التي تنتشر فيها المحلات التجارية والتي سيتهدد أصحابها خطر الإغلاق، والإفلاس.

وبين عضو اللجنة الشعبية في الطيبة المحامي يوسف جمعة، أن مخطط الشارع الالتفافي (444) سينجم عنه مصادرة نحو 3500 دونم من أراضي الطيبة.

وقال جمعة لصحيفة "فلسطين": إن الشارع المقرر شقه، سيلتقي بشارع (553) الالتفافي لمدينة الطيرة، وسيبدأ من مستوطنة "شاعر أفرايم" ويمر غربي المدينة ليلتقي بمحطة القطار التي ستقام على أراضي الطيبة ومن ثم يلتقي بالشارع الالتفافي للمدينة (553).

وفي حال أقيم المشروع والقول لجمعة، سيضع العديد من العوائق أمام أصحاب الأراضي غربي المدينة، وسيحرمهم الوصول إلى أراضيهم، وفلاحتها أو العمل بها، كما سيمنع من توسعة المدينة وزحفها في المنطقة الغربية، إلى جانب محاصرة الأراضي هناك ليسهل الاستيلاء عليها وتخصيصها لغرض الزراعة أو التحريش.

واعتبر أن المشروع في حال تم العمل به سيشكل ضربة اقتصادية قاضية وكارثية على مدينة الطيبة، وأهلها لكونه سيقطع آلاف الدونمات المخصصة للبناء والزراعة، ويبعد عن الأماكن والمحلات التجارية، لافتًا إلى أن الأراضي القريبة من المشروع الاستيطاني الجديد ستكون عرضة للخطر والاستيلاء.

وأضاف عضو اللجنة الشعبية، أن الغرض من إنشاء الشارع الالتفافي، خدمة المستوطنين الذين يعيشون في المستوطنات المجاورة للمدينة، ويسهل تنقلهم، داعيًا سكان المدينة للتوحد في مواجهة المخطط الاستيطاني، مضيفًا: "لأن التجارب السابقة كشارع رقم (6) عملتنا إن لم نتوحد فالاحتلال يستفرد بنا وينفذ مخططاته العنصرية.

وحث جمعة، أصحاب الأرض لعدم التفاوض مع ما تسمى اللجنة القطرية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، كي لا تستفرد بهم وتسهل عملية الاستيلاء على أراضيهم، وعدم القبول بالتعويضات، مطالبًا الجميع بالتوحد لمواجهة المشاريع الاستيطانية الهادفة لسلب الأرض من أصحابها. 

بدوره، دعا رئيس المركز العربي للتخطيط البديل الدكتور حنا سويد، أهالي مدينة الطيبة وبلديتها لموقف نضالي من أجل إفشال المخطط القاضي بمصادرة أراضيهم وشق طريق التفافي.

وأكد سويد، لصحيفة "فلسطين" أن ما تسمى اللجنة القطرية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، عازمة على إقامة المشروع، مشددًا لا نريد أن تتكرر التجارب السابقة كمشروع سكة القطار وشارع رقم (6) الذي قسم المدينة إلى شطرين وتبعه خط سكة حديد وآخر الغاز.

وقال: إن المخطط المقترح رقم (3) لإقامة الشارع الالتفافي البديل للشارع (444) في المدينة، سيتغول على أكثر من 3500 دونم من الأراضي، مردفًا: "نحن بحاجة لموقف نضالي أصيل يجبر الاحتلال لوقف مشاريعه الرامية لمصادرة الأراضي العربية". 

وشدد على ضرورة قرع جميع الأبواب لوقف المخططات الإسرائيلي العنصري الذي لا يرحم أصحاب الأراضي الأصليين، مشيرًا إلى أن الاحتلال لا يتوانى في قضم وتهويد الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان.

ودعا أصحاب الأراضي وبالتعاون مع البلدية لتقديم الاعتراضات على المخطط، كخطوة أولية لمنع تنفيذه، "رغم أن ذلك لا يؤخذ به إن لم يكن هناك موقف نضالي موحد" وضمان مصلحة المواطنين وأصحاب الأرض.

من جهتها، أكدت بلدية الطيبة رفضها التام للمخطط المقترح للشارع الالتفافي، مؤكدة أنها تقدمت باعتراض من خلال طاقم مهني.

وقالت البلدية في بيان لها، أن المخطط سيشكل ضربة اقتصادية إضافة إلى مصادرة الأراضي الخاصة من أصحابها.