لأن مريضات السرطان يعانين مضاعفات جلسات العلاج الكيماوي التي تنهك أجسادهن، ومعها يفقدن شعر رؤوسهن، وهي المرحلة الأصعب التي تُحدث أذىً نفسيًا لهن، إذ يفقدن جزءًا مهمًا من جمالهن، انطلقت مبادرة "زرع ابتسامة على وجوه مرضى السرطان".
أطلق المبادرة إيهاب نمر من مدينة رام الله، إذ عمل على توزيع شعر مستعار على عدد من مريضات السرطان، لتخفيف آلامهن، ومنحهن دعمًا نفسيًا ومعنويًا من شأنه أن ينعكس إيجابيًا على صحتهن الجسدية.
يعمل نمر في هذا المجال منذ 22 عامًا، حيث ترك تخصصه مهندسا مدنيا، ومنذ ذلك الحين قرر أن يقدم خدمات مجانية لمرضى السرطان في كل ما يتعلق بجمالهم.
يقول نمر لـ"فلسطين": إن "فكرة التبرع بباروكة لمريضات السرطان جاءت بنية التصدق عن روح والدي الذي توفي قبل سبع سنوات، ومنذ أن أعلنت عن الفكرة عبر منصة فيسبوك تواصلت معي مريضة سرطان ورغبت في المشاركة في المبادرة، والتبرع أيضًا بعشر أخرى بنية التصدق عن زوجها الذي توفي منذ عام ونصف العام".
والشعر المستعار لمريضات السرطان يحتاج إلى عناية واهتمام كبيرين، لذا أخذ على عاتقه منذ 15 عامًا أن يعتني بـ"البواريك" من غسل، وكريمات مرطبة، وحتى صبغهن، وهذه عملية مكلفة ماديًا أيضًا حصلت عليها من خلال تبرعات.
وقبل عدة أيام قرر نمر إطلاق الحملة والحديث عنها في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لحث الآخرين على التبرع لمرضى السرطان، ورسم الفرح على شفاههم، ودعمهم معنويًا؛ لأن رحلة علاجهم تُنهك أجسادهم.
ويشير إلى أنه تمكن من توزيع أكثر من 20 باروكة حتى اليوم، لافتًا إلى أن التبرعات لمريضات السرطان يتم دون النظر لحالتهن المادية، وكذلك لمن يعانين مرض الثعلبة.
ومن خلال مبادرته حقق نمر هدفًا أكبر وهو حث كل شخص على التبرع في مجاله لمرضى السرطان، إذ إنه تفاجأ باتصال من فني وثلاثة أطباء أسنان، طلبوا الانضمام للمبادرة من خلال تقديم علاج مجاني كامل لمريضات السرطان مهما كان علاجهن، وفق قوله.
ويحلم نمر أن يكون سفير الإنسانية؛ لحث الناس في فلسطين والعالم على مساعدة مرضى السرطان ودعمهم معنويًا حتى يهزموا مرضهم.
يذكر أنه استطاع تحقيق هدفه في رسم ابتسامة على وجوه مريضات السرطان، ومنحهن دعمًا معنويًا، وكسب دعواتهن لله بالتوفيق، ومنحهن قوة وإصرارًا على التغلب على المرض والتمسك بالحياة رغم كل الأوجاع الصعبة التي يشعرن بها.
رعاية كبار السن
ويلفت نمر إلى أن سيستهدف في المرحلة القادمة دور رعاية كبار السن، وتقديم خدمات تصفيف الشعر من قص وعناية وغيرهما مجانًا، لإشعارهم بأنهم غير منسيين، وهناك من يسعى لإسعادهم.
ويقول: "بعد الإعلان عن الحملة سعدت أكثر بحجم الطلبات الكبير من فاعلي خير لإشراكهم في الحملة، والتبرع لفئة مرضى السرطان، ولأني رفضت تسلم هذه الأموال ووجهتهم إلى مؤسسات تعنى بمرضى بالسرطان، وهي أدرى بحاجاتهم أكثر مني، فأنا مجرد وسيط لفعل الخير".
ويضيف: "كل إنسان يمكنه من موقعه أن يقدم خدمة لمرضى السرطان؛ أصحاب المطاعم، ومحلات الملابس، والبقالة، وغيرهم، أن يقدموا دعمًا ولو معنويًا لهؤلاء المرضى لتبقى روحهم متوهجة ومقبلة على الحياة رغم المرض".
ويسعى نمر إلى توسيع مبادرته وزيادة عدد "بواريك" الشعر، لتشمل مجالات أخرى تخدم مرضى السرطان من خلال التعاون مع الجميع لتقديم مساعدة مجانية لهم قدر المستطاع.