فلسطين أون لاين

تقرير الغضب الشعبي بالضفة.. هل يوقف ملاحقة السلطة المطاردين للاحتلال؟

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ محمد أبو شحمة:

فجّر اعتقال الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة المطاردَ المطلوبَ للاحتلال الإسرائيلي، مصعب اشتية، ورفيقه عميد طبيلة، في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة في سبتمبر/ أيلول المنصرم، غضبًا شعبيًّا واسعًا، رفضًا لسلوك السلطة الذي يتقاطع مع العمل الأمني للاحتلال الإسرائيلي، وِفق مراقبين.

وتُظهر ردة الفعل الشعبية، وِفق المراقبين، تأييد المقاومة، ورفض نهج "التنسيق الأمني" الذي تتبناه السلطة في رام الله، واعتقال المقاومين وزجّهم في السجون، في محاولة لوقف تصاعد عمليات المقاومة في الضفة.

وبعد أشهر على مطاردته، وإخفاق قوات الاحتلال في اغتياله، اعتقلت أجهزة السلطة الأمنية المطارد اشتية (30 عامًا)، عقب تطويق مركبة كان يستقلها شرق نابلس في 19 سبتمبر الماضي، ما أدى لاندلاع موجة من الاحتجاجات، تخلّلها إشعال الإطارات المطاطية، وإطلاق الرصاص الكثيف في الهواء، في حين قُتل مواطن، وأُصيب آخرون برصاص الأجهزة الأمنية.

وجاء اعتقال اشتية الذي قضى عدة سنوات في سجون الاحتلال سابقًا، بعد أيام من اجتماع أمني بين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج مع مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية، كما أعلنت وسائل إعلام عبرية.

مهمة رئيسة

ويقول الكاتب والمحلل السياسي، ربيع أبو حطب، إنّ ملاحقة المقاومة والمقاومين مهمة رئيسة أُنشئت السلطة من أجلها.

ويعتقد أبو حطب في حديث لصحيفة "فلسطين" أنّ السلطة ستزيد من سطوتها الأمنية بالمزيد من ملاحقة واعتقال المقاومين وإفشال عملياتهم، بهدف الحفاظ على سيادتها، وعدم فقدان السيطرة الأمنية، ما يعني فقدانها سبب وجودها.

وأشار إلى أنّ الشارع الفلسطيني يُعدُّ حاضنة شعبية للمقاومة وعاملًا رئيسًا في الفعل المقاوم، وبات متمردًا على السلطة ومشروعها التصفوي.

ورأى أنّ ما حدث من تحدٍّ شعبي في الضفة يؤكد أنّ بوصلة الشعب الفلسطيني واضحة تجاه تحرير أرضه ونيل حريته، وسيتجاوز أيّ قوة ستعيق الوصول لأهدافه الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال.

وبيّن أنّ قوة الحراك الشعبي أجبرت السلطة على التفاوض جماهيريًّا لتهدئة الوضع الميداني، والتعهد بإنهاء اعتقال المطارد اشتية، مشيرًا إلى تقاطع أهداف العمل الأمني لدولة الاحتلال والسلطة بهدف إخضاع الإرادة الوطنية وممارستها الثورية.

سقوط مُدوٍّ

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي سامي الشاعر أنّ السلطة لم تتعلم من دروس الماضي، ولن توقفها الهبات الشعبية عن اعتقال المطاردين؛ لإيمانها العميق بالتنسيق الأمني مع الاحتلال.

وقال الشاعر لصحيفة "فلسطين": "إنّ السلطة ستجد نفسها في حالة سقوط مدوٍّ بإصرارها على ملاحقة المطاردين والمقاومين".

وأضاف أنّ "ردة الفعل الشعبية القوية التي وقعت بعد اعتقال السلطة المطاردَ اشتية ورفيقه، تُظهر صحوة وطنية جديدة تشتعل في نفوس الشباب الفلسطيني الثائر في ربوع الضفة المحتلة".

وبيّن أنّ الغضب الشعبي في الضفة الغربية عقب اعتقال المقاومين والمطاردين يُعدُّ ثورة ضد سلوك أجهزة أمن السلطة المناهض للعمل الوطني، واستمرارها بالتنسيق الأمني مع الاحتلال.

يُشار إلى أنّ سلوك السلطة جاء في ظلّ تصاعد المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، وارتفاعها منذ بداية عام 2022، وتزايد العمليات الفدائية، والاشتباكات المسلحة بين المقاومين والاحتلال.