يرى محللون أن جملةً من المؤشرات قد ينتج عنها اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، مع تصاعد حملات العدوان العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وما ينتج عنها من جرائم قتل مروعة في جميع مناطقها.
ومنذ نحو خمسة أشهر لم تهدأ الضفة الغربية، وتحديدًا في جنين ونابلس، في مواجهة جيش الاحتلال وجرائمه المستمرة بحق شعبنا، من قتل وهدم بيوت واعتقال المئات واقتحامات لا تتوقف.
ويتعمد جيش الاحتلال إيقاع خسائر كبيرة في الأرواح خلال اقتحاماته المستمرة للضفة الغربية، وهو ما ينذر باندلاع انتفاضة شاملة في جميع المدن، وزيادة رقعة المواجهات المسلحة بين المقاومين وجنوده.
والأربعاء الماضي ارتقى في مخيم جنين المقاومون: عبد الرحمن خازم، ومحمد براهمة، وأحمد علاونة، ومحمد أبو ناعسة، وأصيب 44 آخرون بالرصاص الحي، بينهم مَن أصيبوا إصابات خطيرة، بسبب اقتحام جيش الاحتلال المخيم.
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي قد هدد أول من أمس بإرسال كتيبتين إضافيتين من الجيش إلى الضفة الغربية، ووقف التدريبات العسكرية كافة، وتجنيد وحدات من الاحتياط لمواجهة التصعيد الشعبي المقاوم.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد أن جيش الاحتلال يعيش حالة من الارتباك، ولديه حسابات طائشة بشأن الضفة الغربية التي تستطيع استنزاف مزيد من قواته، أمام عدم قدرته على إحكام السيطرة على جنين ونابلس.
ويقول العقاد لصحيفة "فلسطين" إن ما حدث في جنين من جريمة إسرائيلية نموذج للعمل ضد المقاومة، لكن التحرك الجماهيري الكبير أثبت التكتل الشعبي تجاه الثورة الفلسطينية في مواجهة المحتل الذي يصب الزيت على النار من حيث لا يدري، وهو ما سيؤول في النهاية إلى اشتعال الثورة.
ويوضح أن الاحتلال بطبيعته يندفع نحو القتل والجريمة، وعليه سيزيد من جرائمه وانتهاكاته بمدن الضفة الغربية خلال الفترة القادمة، بالتزامن مع تهديدات قادته، لافتا إلى أن فشل السلطة في السيطرة على الأوضاع الأمنية وخشيتها من تكرار ما حصل في مدينة نابلس حين اعتقلت المطارد مصعب اشتية، جعلا الاحتلال يشن حملات عدوان عسكري لمحاولة السيطرة على الأوضاع.
ويعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن الأوضاع في مدن الضفة الغربية تتجه إلى التصعيد، خاصة مع فشل الاحتلال في التعامل مع الحالة المتطورة فيها.
ويقول بشارات لـ"فلسطين" إنه حسب تصريحات كوخافي فإن الاحتلال يتجه إلى تنفيذ جرائم اغتيال في الضفة الغربية، وإدخال سلاح الطائرات المسيرة، وتحديدًا في البلدة القديمة بمدينة نابلس؛ لصعوبة وصول القوات إليها.
ورأى أن إدخال الاحتلال سلاح الطائرات المسيرة واستخدامه في الضفة الغربية يظهران عدم سيطرته على الأرض، وفشل حملة ما تسمى "كاسر الأمواج" ضد المقاومة، وعدم تحقيقها أهدافها.
وتوقع دخول المزيد من أبناء أجهزة أمن السلطة في المعركة ضد الاحتلال، حيث يوجد حالة تمرد من عناصر السلطة وانضمامهم إلى العمل المقاوم، في ظل عجز منظومة السلطة عن حماية الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن دخول عناصر أجهزة أمن السلطة المعركة مع الاحتلال سيكون لها تأثير بكل مدن الضفة الغربية.
ويرى المحلل السياسي بكر الشيخ عيد أن الضفة الغربية انتقلت من مرحلة المواجهات بالحجارة إلى الاشتباكات المسلحة مع جيش الاحتلال.
ولفت الشيخ عيد لصحيفة "فلسطين" إلى بدء تشكل مجموعات مسلحة منظمة بمدن الضفة الغربية، ولا سيما في نابلس وجنين، وستعمل على صد اقتحامات الاحتلال لإحياء تلك المدن "حيث بدأنا نشهد تفجير عبوات ناسفة بجيبات الاحتلال".
وذكر أن السلطة باتت تفقد السيطرة على الضفة الغربية، خاصة بعد موجة الاحتجاجات القوية التي أعقبت اعتقالها المطارد اشتية، لذلك لن تستطيع كبح جماح المقاومين.