تستعد معاصر الزيتون في قطاع غزة، لاستقبال ثمار الزيتون وسط ترجيح وزارة الزراعة إنتاج (5) آلاف طن من الزيت الموسم الحالي.
وحددت وزارة الزارعة يوم 10 أكتوبر الجاري موعدًا لبدء عصر ثمار الزيتون، و13 من الشهر ذاته، لقطف الثمار لأغراض التخليل المنزلي والتجاري.
يقول عمر حرب صاحب معصرة زيتون تقع في وسط قطاع غزة، إنه منذ نحو الشهر، وهو يتهيأ لموسم عصر الزيتون، إذ إنه أجرى صيانة لآلات العصر لديه، وأصلح بعض الأعطال.
وبين حرب لصحيفة "فلسطين" أن لديه آلتَيْ عصر، الواحدة تعصر 20 طنًّا من ثمار الزيتون في الساعة الواحدة، مشيرًا إلى أن الآلتين مزودتان بأجهزة حواسيب متطورة، وأن الزيت المستخرج جودته عالية.
ونبه حرب إلى أن مخلفات عصر الزيتون" الجفت" يستخدمها في أعمال التدفئة وفي توفير طاقة لمخبز عائلته.
وأشار إلى أنه يحافظ على إبقاء الجفت على مدار العام عنده، وذلك بالمزاوجة في استخدامه مع السولار، مبينًا أنه يستهلك شهريًّا 11 طنًّا من الجفت.
و"الجفت" أو "تفل الزيتون" هو بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منه، ولا يمكن الحصول عليه إلا في الخريف أو بدايات الشتاء بعد موسم قطف الزيتون وعصره، وتؤخذ مخلفات الزيتون من عجم ولب الزيتون وغيره بعد عصر الزيتون ثم تعجن داخل خلاطات معصرة الزيتون وتضغط بكابس.
وفي السياق يتحضر أبو علي دلول لتجهيز معصرته لاستقبال الزيتون، مبينًا أن الزيتون الموسم الحالي أفضل من العام السابق، وسيؤدي إلى زيادة إنتاج الزيت المستخرج.
وأشار دلول في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن سعر تنكة الزيت قد تسجل الموسم الحالي 400 شيقل، في حين أن سعرها الموسم الماضي كان 420 شيقلًا.
وأوضح المتحدث الفني باسم وزارة الزراعة في قطاع غزة، محمد أبو عودة، أن عدد المعاصر الموجودة في القطاع، هو 40 معصرة زيتون، منها 32 معصرة أوتوماتيكية و6 معاصر نصف أوتوماتيكية ومعصرتان من الحجر.
ورجح أبو عودة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إنتاج (35) ألف طن من ثمار الزيتون، يذهب منها (31) ألف طن لإنتاج الزيت، و(4) آلاف أطنان للتخليل.
وأضاف أبو عودة أن حصة الزيتون الموجه لإنتاج الزيت قد تعطي (5) آلاف طن الموسم الحالي، وهي كمية تحقق اكتفاء ذاتي مع تسجيل فائض قدره ألف طن، أي أن ذلك يفسح المجال أمام المزارعين والتجار لتسويق زيوتهم خارج قطاع غزة.
وحسب أبو عودة يمكن تصنيف المعاصر الموجودة في قطاع غزة إلى المعاصر التقليدية العاملة بأسلوب الكبس، وتستخدم هذه المعاصر المكابس الهيدروليكية الحديثة نسبيًا وهي متوسطة الكفاءة ومتوسطة نسبة الفقد وحاجتها الى الأيدي العاملة.
والمعاصر الحديثة وهي التي تعمل بأسلوب الطرد المركزي وتتميز هذه المعاصر بانخفاض عدد الأيدي العاملة وارتفاع نسبة استخلاص الزيت وجودة الزيت المستخرج.
وبين أبو عودة أن عقد أزهار الزيتون تأخر الموسم الحالي بسبب تقلبات الطقس وتأخر سقوط الأمطار لذلك ارتأت الوزارة تأخير حصاد المحصول إلى التواريخ المذكورة آنفًا حتى تكتمل عملية النضخ.
ونبه أبو عودة إلى أن وزارته، شغلت على بند التشغيل المؤقت (80) مهندسًا زراعيًا لتقديم الإرشاد للمزارعين في أثناء عملية قطف محصول الزيتون والتوجيه والرقابة داخل المعاصر المنتشرة في قطاع غزة.
وذكر أبو عودة إلى أن المعصرة، كلما تطور عملها زادت جودة الزيت، مبينًا أن المعصرة تساهم بنسبة (30%) في تجويد الزيت.
وأشار إلى أن أصناف الزيت في قطاع غزة، السُري، وk18، والشملالي.
ونبه أبو عودة إلى أن ارتفاع درجة حرارة الماء المضاف في أثناء العصر، وعدم الاهتمام بزمن التقليب يؤدي إلى انخفاض نسبة الاستخلاص للزيت، والتخزين السيئ للزيت واستخدام عبوات بلاستيكية غير مناسبة يؤدي إلى تدهور جودة الزيت.
وأدرجت وزارة الزراعة أخيرًا معايير الواجب اتخاذها قبل الذهاب إلى المعصرة ومنها، أن تكون المعصرة مرخصة، قرب المعصرة لتقليل تكاليف النقل ولسهولة التواصل معها، توفر مكان لاستقبال الثمار قبل العصر بحيث لا تتعرض الثمار لأشعة الشمس أو للرطوبة أو للروائح التي تؤثر في جودة الثمار.
ومن ضمن المعايير أن تكون المعصرة جيدة التهوية، وأن تُنظَّف المعصرة دوريًّا، وتوفير مستلزمات السلامة العامة، والنظافة من الداخل وخلوها من الروائح الغريبة لأن ذلك يضر بجودة الزيت، وأن تكون أرضية المعصرة بالكامل مرصوفة (مصقولة)، وأن يتوفر في المعصرة مخزن للزيت وتتوفر فيه كامل المواصفات الفنية والصحية المتبعة في تخزين زيت الزيتون، وأن تكون الجدران الجانبية مبلطة بالكامل ونظيفة.
ونبه أبو عودة إلى أن وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات الرسمية ذات العلاقة توقف استيراد زيت الزيتون إلى قطاع غزة، لإتاحة الفرصة أمام تسويق الإنتاج المحلي، وتمكين المزارعين من الاستفادة من هذا الموسم الذي يُعد إنتاجه ثلاثة أضعاف العام الماضي.