يوافق اليوم الذكرى السابعة لاندلاع انتفاضة القدس، فيما لا يزال شعبنا الفلسطيني يخوض معركة مفتوحة مع الاحتلال، يجود بدمه المتدفق على امتداد خارطة الوطن السليب، دفاعًا عن الأقصى ونصرة للقدس والمقدسات.
انتفاضة القدس اندلعت في الأول من أكتوبر عام 2015، ردًا على حرق مستوطنين صهاينة لعائلة دوابشة بمحافظة نابلس، وتصاعد الانتهاكات والعدوان الصهيوني غير المسبوق على المسجد الأقصى المبارك، وإصرار الاحتلال على تهويده وتدنيسه، استفزازًا لمشاعر شعبنا الفلسطيني والمسلمين كافة.
وتؤكد حركة المقاومة الإسلامية "حماس " أن القدس والمسجد الأقصى هو قلب الصراع مع الاحتلال، ومحرّك الانتفاضات ومُشعل الثورات في وجه العدو ومخططاته التهويدية، وأن شعبنا الفلسطيني لن يستكين أو يتراجع عن تمسكه بحقه في تحرير الأقصى مهما كان الثمن، ومهما بلغت التضحيات.
شرارة البداية
وبعد أيام على جريمة حرق المستوطنين الصهاينة لعائلة دوابشة، أشعلت كتائب القسام شرارة انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر، حين نفذت إحدى مجموعاتها في مدينة نابلس عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "إيتمار"، أدت إلى مقتل مستوطنين صهيونيين، أعقبها تنفيذ الشبان الفلسطينيين سلسلة عمليات دهس وطعن وإطلاق نار بطولية في الضفة والقدس.
وبلغ عدد العمليات البطولية التي نفذتها المقاومة والشبان الفلسطينيون خلال انتفاضة القدس 147 عملية طعن، وكان من أبرز تلك العمليات عملية الشهيد مهند الحلبي في مدينة القدس والتي قَتل فيها مستوطنين، وعملية الأسير عمر العبد في مغتصبة "حلميش" والتي قَتل فيها ثلاثة مستوطنين، وعملية الأسير رائد المسالمة في مدينة تل الربيع التي قَتل فيها مستوطنين.
فيما بلغ عدد عمليات الدهس خلال الانتفاضة 44 عملية، أبرزها عملية الاستشهادي علاء الجمل التي قَتل فيها حاخامًا صهيونيًا وأصاب 7 آخرين، وعملية الشهيد فادي القنبر من جبل المكبر والتي أسفرت عن مقتل 4 صهاينة وإصابة 15 آخرين بجروح مختلفة.
كما نفذ الشبان الفلسطينيون 266 عملية إطلاق نار ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، كان من أبرزها عملية الشهيد بهاء عليان والأسير بلال غانم، والتي استهدفت حافلة صهيونية في مدينة القدس المحتلة، وعملية الشهيد نشأت ملحم التي استهدفت رواد أحد المقاهي وسط مدينة تل أبيب، وعملية الأسير عبد الباسط الحروب قرب تجمع مغتصبات "غوش عتصيون"، وعملية الأسير نمر الجمل في مدينة القدس المحتلة.
وسجلت انتفاضة القدس وقوع 10950 مواجهة بين الشبان وجنود الاحتلال في كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة، تخللها إلقاء 1625 زجاجة حارقة، و362 عبوة ناسفة.
وقد أسفرت الانتفاضة خلال عامين عن استشهاد 327 شهيدًا، وأكثر من 4255 جريحًا، بحسب موقع فلسطين نت المتخصص بإحصاءات الانتفاضة، فيما أدت العمليات الاستشهادية التي نفذها الشباب الفلسطينيون إلى مقتل 59 صهيونيًا، وإصابة 1179 آخرين.
انتفاضة متجددة
وعلى الرغم من مرور سبعة أعوام على انتفاضة القدس، إلا أن روح المقاومة والصمود التي أحيتها تلك الانتفاضة لا تزال تسكن أبناء الشعب الفلسطيني وتجري في عروقهم، فقد ترجموها واقعًا على امتداد جغرافيا الوطن وساحاته بشتى الطرق والوسائل حتى يومنا هذا.
فمن معركة "سيف القدس" التي هبّ فيها الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده نصرة للقدس والمسجد الأقصى ولقنوا فيها العدو الصهيوني دروسًا لن ينساها، تتجلى مقاومة شعبنا الفلسطيني اليوم في أبهى صورها في نابلس والخليل ورام الله وجنين أيقونة المقاومة، وميدان المواجهة الممتدة والمتواصلة.
فجنين اليوم تُلقن الاحتلال درسًا بأن شعبنا لن يرفع الراية البيضاء، وأن الطريق الوحيد لإنهاء الاحتلال عن كل أرضنا هو الالتفاف حول المقاومة ومشروعها وصولًا إلى دحر الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية.
ومثّلت انتفاضة القدس ومعركة سيف القدس امتدادًا لانتفاضة الشعب الفلسطيني ونضاله الطويل، وأثبتتا أن خيار المقاومة هو أقصر الطرق وأنجعها لتحرير فلسطين وإعادة الحقوق لأصحابها، وستبقى انتفاضة القدس ملهمة لمعاني البطولة والانتصار للقدس والأقصى، ومداد مواجهة وبندقية يمتشقها شعبنا البطل دفاعًا عن القدس والأقصى.