قائمة الموقع

في مخيم جباليا.. معركة "أيام الغضب" القسّامية تُحطم هيبة الاحتلال

2022-09-29T10:40:00+03:00
موقع حركة "حماس" الإلكتروني

"لن يدخلوا معسكرنا، يعني لن يدخلوا معسكرنا" بهذه الكلمات صدح عضو المكتب السياسي لحركة حماس العالم المجاهد نزار ريان إبان معركة أيام الغضب حين اجتاحت قوات الاحتلال الصهيوني مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وحينها امتشق الشهيد ريان سلاحه وعتاده العسكري، دفاعا وتصديا عن الشعب الفلسطيني في مخيم جباليا، الذي حاول الاحتلال اقتحامه في عملية أطلق عليها "أيام الندم"، لتتحول إلى جحيم وكابوس يطارد الاحتلال وقادته المجرمين.

يوافق اليوم التاسع والعشرون من سبتمبر الذكرى الثامنة عشرة لمعركة أيام الغضب القسامية كما أطلقت عليها المقاومة، تلك الملحمة البطولية التي سطّرت فيها المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام أسمى قصص البطولة ضد قوات الاحتلال المتوغلة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة والتي مُني فيها بهزيمة نكراء.

بأسٌ شديد

عمد الاحتلال إلى شن عملية عسكرية ضد قطاع غزة تهدف إلى احتلال الشريط الشرقي شمال القطاع، بُغية وقف إطلاق صواريخ القسام تجاه مغتصباته الصهيونية، أسماها "أيام الندم"، لتنقلب الكرّة عليه أيّما انقلاب، وتسجل فصلًا جديدًا من فصول انتصار المقاومة.

حشد الاحتلال بتعزيزات قوامها 100 دبابة مدعومة بغطاء جوي من طائرات الاستطلاع والأباتشي تجاه الأطراف الشرقية لمخيم جباليا، مستهدفةً المواطنين الآمنين في بيوتهم، بشتى أسلحته للضغط على المقاومة، في محاولة لدفع شعبنا للتخلي عن احتضانه لها ووقف إطلاق صواريخ القسام والمقاومة.

فلم يكن من هذا الشعب المجاهد المقاوم إلا الإصرار على دعم المقاومة والمجاهدين واحتضانهم، ففتح الناس بيوتهم للمقاومة، وقدموا لهم كل الدعم في معركة دفاعهم عن المخيم.

رأى الاحتلال بأس المقاومة الشديد وتوحدها في الميدان في معركة استمرت 17 يومًا، خاضت فيها معركة شرسة، مستخدمةً فيها الأسلحة البسيطة والعبوات محلية الصنع، إضافةً إلى استمرار إطلاق الصواريخ تجاه بلدة "سديروت" وتنفيذ عدة عمليات ضد القوات الصهيونية المتوغلة.

فشلٌ ذريع

تصدت كتائب القسام والمقاومة لتوغل الاحتلال، ونفذت عمليات بطولية أوقعت من خلالها عددا من القتلى والجرحى في صفوف قواته، تجلى ذلك من خلال إدارة حكيمة لسير عمليات المقاومة الفلسطينية التي أذهلت الاحتلال وأربكت حساباته.

ولعل أبرز العمليات التي أصابت العدو في مقتل، اقتحام الاستشهاديين القساميين أسامة برش وعبد الحي النجار الموقع العسكري شرق مخيم جباليا، والتي أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة عدد آخر من جنود الاحتلال، غير أن هذه العملية لم تكن الأخيرة، فتلاها تنفيذ المجاهدين مصعب جمعة وحسام غبن عملية اقتحام مغتصبة "نسانيت" سابقاً والواقعة شمال القطاع والتي أسفرت عن مقتل 4 مغتصبين، وجُرح 3 آخرون.

وكان لصواريخ القسام نصيبٌ من ردع العدو، ففي اليوم الثاني من المعركة قُتل صهيونيان وأُصيب 23 آخرون بجراح مختلفة جراء سقوط صاروخ من طراز "قسام" في مغتصبة "سديروت".

وتُوجت عمليات المقاومة خلال معركة أيام الغضب بعملية اقتحام "موقع الإدارة المدنية"، التابع للاحتلال والتي أدت إلى مقتل قائد الحملة العسكرية على جباليا وخمسة آخرين، وإصابة عدد من الجنود بجروح مختلفة، تلت هذه العملية سلسلة كمائن عبر عبوات أرضية، إحداها تفجير عبوة موجهة تجاه دورية مشاة تقدر بخمسين جنديا، وتفجير أخرى بدورية مشاة (كوماندوز) على أعتاب المخيم.

أفشلت المقاومة مخطط الاحتلال بالتوغل داخل المخيم، وألحقت خسائر فادحة بالقوات والآليات المتوغلة، وتمكنت من تدمير أكثر من 22 دبابة، و31 جرافة، إضافةً إلى 18 ناقلة جند وجيب عسكري، التي حاول جنود الاحتلال الاحتماء بحديدها الذي تشظى من وطأة أسلحة المقاومة، وهو ما أدى إلى مقتل نحو 20 جنديًا إسرائيليًا.

أسطورة مزيفة

انتهت المعركة باندحار الاحتلال بقواته يجر خلفه أذيال الهزيمة والهوان بعد معركة بطولية ستبقى أمجادها محفورة في ذاكرة شعبنا، وتكتب أبياتها إلى قدوم فجر التحرير.

أرست هذه المعركة قواعد جديدة بأن هذا الجيش المزعوم أوهن من بيت العنكبوت، وأن أسطورته المزيفة قد كُسرت على أعتاب مخيم جباليا بإمكانات محدودة وعزيمة لا تلين، لتفتح بوابة الجحيم على مغتصباته وجنوده على امتداد قطاع غزة، وتؤكد أن المقاومة وعلى رأسها المسلحة ستبقى الخيار الأوحد لاستعادة أرضنا والدفاع عن شعبنا.

غرور العدو أعمى بصره، ولَمْ يدرِ أنه قاب قوسين أو أدنى من دحره عن قطاع غزة، لتجبره ضربات المقاومة وعملياتها النوعية، الفردية منها والجماعية التي خلّفت أكثر من 650 قتيلًا وما يزيد على 3200 جريح إلى دحر جنوده ومستوطنيه من قطاع غزة عام 2005م في مشهد ذليل عليه، وعزيز لأهل غزة ومقاومتها.

لتصبح غزة صغيرة المساحة، كبيرة الشأن والعطاء والإباء، شوكة في حلق الاحتلال، وغُصّة في قلبه ووجدانه، وأيقونة للمقاومة ومصدر عز لشعبها وأمتها، ضاربةً عرض الحائط كل مسارات التسوية والمفاوضات مع الاحتلال، والتي أثبتت فشلها عدا عن تضييع الحقوق الفلسطينية.

اخبار ذات صلة