فلسطين أون لاين

سبقت أحداث جنين وتزامنت مع الانتهاكات في الأقصى

تقرير تهنئة "عباس" بالأعياد اليهودية.. استجداء لعودة مفاوضات التسوية

...
صورة أرشيفية
رام الله - غزة/ أدهم الشريف:
  • شاهين: موقف عباس يعكس ضعف السلطة 
  • صادق: رئيس السلطة يحاول تقوية العلاقة بالاحتلال 
  • حمايل: عباس ناقض خطابه في الأمم المتحدة 

 

يرى سياسيون أن تهنئة رئيس السلطة محمود عباس، لقادة الاحتلال الإسرائيلي بـ"الأعياد والمناسبات اليهودية"، تعكس مدى حالة الضعف السياسي التي وصلت إليها السلطة أمام (إسرائيل)، وتثبت أن "رئيسها يغرد خارج السرب".

واستغرب هؤلاء من إقدام عباس على تهنئة قادة الاحتلال بمناسبة "رأس السنة العبرية" التي يصعد خلالها جيش الاحتلال والمستوطنين انتهاكاتهم بحق المقدسات الإسلامية والمواطنين في الأراضي المحتلة.

وهنأ عباس وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، بمناسبة حلول رأس السنة العبرية، الذي صادف الاثنين الماضي، خلال اتصال هاتفي أجراه مع غانتس، بحسب وكالة الأنباء "وفا" التابعة للسلطة.

وكان عباس التقى بغانتس عدة مرات منذ توليه وزارة جيش الاحتلال، وأجرى معه محادثات حول القضايا المرتبطة بالتنسيق الأمني.

وأول من أمس، أفادت "وفا" بأن عباس، هاتف رئيس كيان الاحتلال يتسحاق هرتسوغ، مهنئًا إياه بحلول "رأس السنة العبرية"، الأمر الذي لاقى ردود فعل غاضبة من عدة جهات سياسية وفصائلية ونشطاء على مواقع التواصل.

وعدَّ عضو قائمة المستقبل الانتخابية حاتم شاهين، أن تهنئة رئيس السلطة لـ"غانتس" و"هرتسوغ" تظهر حالة الاستخفاف والإهانة للحقوق التي وصلت إليها السلطة، في وقت يصعد فيه الاحتلال انتهاكاته في الأراضي المحتلة.

وأوضح شاهين لصحيفة "فلسطين" أن مثل هذا الموقف يشكل إهانة لشعبنا ومقدراتنا، وهو مرفوض بالكامل، بسبب ما يعانيه شعبنا من الجرائم الإسرائيلية.

وقال: إن "ما قام به عباس يعني أنه ليس غاضبًا من انتهاكات الاحتلال بل متسامح مع جرائمه"، مستدركا: "تهنئة عباس لقادة الاحتلال تعبر عن حالة الضعف وعدم الاعتداد بالنفس والثقة بها، وعدم الإيمان بأننا قادرين على انتزاع حقوقنا مستقبلا، وتمثل استجداءً".

وفي انتهاك جديد أعقب اتصال عباس بـ "غانتس" و"هرتسوغ"، اغتال جيش الاحتلال 4 مقاومي

ن في مدينة جنين، بينهم شقيق الشهيد رعد خازم، منفذ العملية الفدائية في شارع ديزنغوف، بمدينة "تل أبيب" وقتل خلالها 3 مستوطنين.

طاولة المفاوضات

وقال الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق: إن "اتصال عباس بغانتس وهرتسوغ، يأتي في إطار العلاقة مع الاحتلال التي يحاول تقويتها بغرض العودة إلى طاولة المفاوضات".

وأضاف صادق لـصحيفة "فلسطين"، أن تهنئة عباس لقادة الاحتلال تأتي في ظل أبشع الجرائم الإسرائيلية والتهويد في القدس وتغيير الواقع في المسجد الأقصى المبارك.

وعدَّ ما قام به "عباس" يعني أنه "يغرد خارج السرب، ويظهر نفسه أنه يحاول إرضاء الإسرائيليين على حساب حقوق الشعب الفلسطيني".

ونبَّه إلى أن هذه "التهنئة تشجع الاحتلال وقادته على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا وتحقق أطماعها، لتبدو السلطة أنها شريك فيما يتسبب به الاحتلال من مآسٍ وجرائم بحق شعبنا، ومحاولات تغير الواقع في القدس والمسجد الأقصى".

واستدرك: أن عباس يعلم أن (إسرائيل) ليس لديها أي شيء يمكن أن تقدمه للسلطة.

وتابع صادق: "مواقف عباس والسلطة لا تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني، وإنما تعكس مواقف شخصية رئيس السلطة، للحفاظ على وجوده في رأس السلطة وإرضاء (إسرائيل) والعودة إلى مسيرة التسوية وتحقيق مكاسب شخصية".

حالة تناقض

وأكد الباحث والكاتب مجدي حمايل، أن التهنئة بالمناسبات اليهودية تعكس حالة التناقض لدى رئيس السلطة، فبينما يطالب في الأمم المتحدة بحماية الشعب الفلسطيني من انتهاكات الاحتلال يقوم بالاتصال بقادته لتهنئتهم بحلول سنة عبرية جديدة.

وأوضح حمايل لـ "فلسطين": أن حالة التناقض في موقف عباس تتزامن مع ظروف صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، وما تشهده الأراضي المحتلة من قتل بدم باردٍ.

وأشار إلى أن حالة الغضب لدى الشعب الفلسطيني يفترض أن يرافقها غضب الرئاسة والسلطة، واتخاذ موقف سياسي يتناسب مع التضحيات التي يقدمها ضد الاحتلال، ويجب على رئيس السلطة التناغم مع موقف الشارع الفلسطيني والثورة في جنين.

وأكد حمايل أن "عباس ما زال يلهث وراء قادة الاحتلال وسراب مشروع التسوية"، وهذا لن يجعله يجني شيئًا، فالاحتلال يريد السيطرة على كل فلسطين.