فلسطين أون لاين

المسن "الشيمي" عن شج الاحتلال رأسه: "مستعدٌ لتضحية أكبر" فداء للأقصى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قبل فجر الاثنين بساعة، وصل المرابط المسن خير الشيمي (64 عامًا) لباب الأسباط في مدينة القدس المحتلة، لكن جنود الاحتلال الإسرائيلي منعوه من دخوله وصولا للمسجد الأقصى المبارك كما منعوا مئات المواطنين، ودفعوه خارج الباب وطلبوا منه الخروج خارج البلدة القديمة وشدّوا عباءته وقطعوا أزرارها.

لم يذعن المرابط الذي ترك مدينة عكا قبل 12 عاما وجاور المسجد الأقصى، لشرطة الاحتلال وظلَّ داخل البلدة القديمة ينتظر وصول بقية المرابطين للتجمع وللتصدي لاقتحام المستوطنين لباحات الأقصى.

"بعد تجمع المرابطين ذهبت إلى باب السلسلة في مكان تجمع المستوطنين، وكانت شرطة الاحتلال تقمعنا وتضربنا وتحاول تفريق جمعنا، حتى هاجمتنا شرطة الاحتلال دفعةً واحدة، بالهراوات.. ضربني أحد عناصر شرطة الاحتلال على يدي ودفعني بيده على الدرج فسقطتُ للخلف على رأسي وأغمي عليَّ ولم أرَ شيئًا" يعيد المسن الشيمي رسم صورة حادثةِ الاعتداء عليه لصحيفة "فلسطين".

وأظهرت مقاطع فيديو مرئية لحظة إغماء المسن بالقرب من باب الأسباط، فيما تركته شرطة الاحتلال ينزف وهو ملقى على الأرض، رغم أن بعض المرابطين حاولوا إسعافه، وأكملت شرطة الاحتلال اعتداءاتها القمعية: "نقلت لمشفى المقاصد، وهناك أجريت لي عملية إغلاق جروح عميقة في الجانب الأيسر من رأسي بنحو 20 قطبة طبية".

عشرات الاعتداءات

لم يكن هذا الاعتداء الأول من شرطة الاحتلال على المرابط المسن، يعددُ بعضًا منها: "ربما اعتُدي عليَّ أكثر من أربعين مرةً، وأبعدتُ عن الأقصى عشرات المرات، اعتقلت ونقلت للمحكمة عدة مرات، دفعت غرامات مالية في كل مرة كانت تبلغ قيمة الواحدة منها أكثر من ألفي شيقل".

يقول: "نحن صابرون والأقصى يستحق أكثر من ذلك، مستعدون للتضحية بأكبر من ذلك، نفوسنا وأموالنا فداء للأقصى، مهما قدمنا لن نصل لتضحيات الأسرى في السجون الإسرائيلية والذين ضحوا بأعمارهم لأجل الأقصى". 

يرد على كل من أشغلته الحياة عن الدفاع عن المسجد أو من يكتفي بأداء الصلوات فيها، معارضا ذلك: "لا يمكن أن أبقى نائمًا، وأكتفي بالصلاة والصوم، وهناك أمور مهمة إضافة لهذه العبادات، أوجدنا المولى ببقعة مقدسة وبجوار الأقصى لكي ندافع عنه وهذا تعلمناه من النبي الكريم وصحابته".

ترك الدنيا

منذ 12 عامًا يمضي "أبو بكر" 25 يوما من كل شهر في القدس، في حين يزور عكا التي ترعرع فيها خمسة أيام للاطمئنان على أفراد عائلته، تاركًا الدنيا ومتفرغا للصلاة والرباط في الأقصى، يعلق "لقد تعاركنا في الدنيا وعملنا بالتجارة، لكنني تركت كل شيء وتفرغت للأقصى وللآخرة، فنحن مسؤولون عن حماية مقدساتنا ومسرى النبي".

يدفع المرابطون ثمنًا باهظًا عايشه "أبو بكر" عن قرب " قبل حظر الحركة الإسلامية في الداخل المحتل والتي كانت ترعى المرابطين، كان هناك 1200 مرابط يوميا.. من شدة تأثير المرابطين كان المستوطن المقتحم يطلب من شرطة الاحتلال إخراجه بسرعة، كنا لا نسمح لهم بشرب الماء".

يعود من الواقع السابق لمعاناة المرابطين اليوم، قائلا: "أي تجمع للمرابطين يقوم الاحتلال بقمعه، لا نستطيع التكبير أحيانا، هناك اعتقالات وإبعادات متتالية ومستمرة للنساء، لذلك يجب ألّا يكتفي المصلون بالصلاة والمغادرة، بل عليهم البقاء في باحات المسجد الأقصى بأعداد كبيرة لحمايته من المقتحمين".

أبعد المرابط القادم من عكا المحتلة عن الأقصى أربعة أشهر ثم عن البلدة القديمة ستة أشهرٍ، ومثلها ستة أشهر في مرة أخرى، لكن هذا الإبعاد لم يبعد الأقصى عن قلب "أبو بكر": "كنت أنزل لصلاة الفجر في (عز الشتاء) في أقرب نقطة قريبة من أسواره"، معتبرًا المسجد "روحًا يسري في دمائه".

ويختم المرابط المسن: "ندرك أن هذا ثمن غالٍ، وهذا ظلم كبير، لكن في نفس الوقت يدرك المستوطنون أنهم يعيشون أيام الاقتحامات الأخيرة، وهم يدركون أن معركتهم معنا خاسرة لأننا أصحاب الحق وأصحاب المسجد"، متعهدا ألا يترك الأقصى وسيواصل الصلاة في باحاته مهما بلغت حجم التضحيات.

اخبار ذات صلة