رغم أن شعور جهاد سعادة وعائلته بالفرحة بعد تحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي لا يوصف، إلا أن عذابات الأسر وما رافقه من ذكريات أليمة لا تزال عالقة في ذهنه، لما عاناه من انتهاكات وباقي الأسرى خلف القضبان.
وأفرجت سلطات الاحتلال أمس عن سعادة (40 عامًا) من سكان مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، عقب 20 عامًا من الأسر، قطفت زهرة شبابه وأضاعت أجمل سني عمره دفعة واحدة في السجون.
وقال سعادة لصحيفة "فلسطين" في مقابلة هاتفية فور تحرره من السجون، إنه تعرض لانتهاكات شديدة في سجون الاحتلال على مدار سني اعتقاله على خلفية مشاركته في أعمال مقاومة، إذ لم يكتف الاحتلال بذلك، بل ارتكب انتهاكات بحق عائلته.
وبيَّن أن أشقاءه الأربعة تعرضوا لسلسلة انتهاكات ممنهجة بعد اعتقاله والحكم عليه بالسجن 20 عاما، فمنهم من تعرض للاعتقال، ومنهم من أصيب بالرصاص.
ويشير إلى أنه قضى سنوات الأسر متنقلًا بين سجون الاحتلال، منها "هداريم، هشارون، رامون، النقب، شطة، نفحة"، لافتًا إلى أن جميع الأسرى يمرون بظروف معيشية استثنائية وصعبة بسبب تصاعد انتهاكات إدارة السجون.
وأضاف أنه يذكر جيدًا جرائم القمع التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى، وكيف كانت تقتحم غرفهم ليلَ نهارَ وتعتدي عليهم بوحشية.
وتتعدد أشكال انتهاكات إدارة السجون بحق الأسرى، وتشمل منع زياراتهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم، وإغلاق غرفهم وأقسامهم، وعزلهم انفراديًّا، ومنع الفورة، والاقتحامات الليلية والقمع، في إطار ضغوطات تهدف إلى التأثير عليهم نفسيا، لكن ذلك يقابل ببرنامج نضالي يخوضونه لانتزاع حقوقهم.
وتابع سعادة أنه تعرض لجميع تلك الانتهاكات، وأصعبها كان العزل الانفرادي في غرفة ضيفة لأكثر من شهر، عقابًا على مشاركته في برامج نضالية للأسرى ضد إدارة السجون.
وعندما أفرجت سلطات الاحتلال عن "سعادة" كانت عائلته ومحبوه في انتظاره في "لحظات لا يمكن أن أنساها طيلة حياتي، بعد سنوات طويلة من الفراق".
وأضاف "اللحظات الأولى لاجتماعي بعائلتي للمرة الأولى لا يمكن لأي كلمات وصفها".
ويبدو سعادة، بقدر ما لحق به من معاناة وضياع سنوات طويلة من عمره، متمسك ببدء مرحلة جديدة من حياته.
ويقول إنه مستعد للدفاع عن القضية الفلسطينية مهما كلفه الأمر، حتى تنال فلسطين حريتها وتقام دولتنا وعاصمتها القدس.
ومطلع العام الجاري، كان سعادة قد عقد قرانه على ابنة خالته، ومن المقرر أن يحتفل بزفافه في الأيام القادمة.