أظهرت نتائج أبحاث جديدة أن حصول آباء وأمهات الأطفال حديثي الولادة على قسط كاف من النوم يلعب دورًا مهما في تحسين صحتهم العقلية والنفسية بما ينعكس بشكل تلقائي على مدى شعورهم بالرضا عن الحياة، وفقا لما نشره موقع Neuroscience News نقلًا عن دورية Sleep Health.
اشتملت الأبحاث، التي أجراها فريق علماء من عدة جامعات أميركية بقيادة بروفيسور دانييل سيمونز داونز، أستاذة علم الحركة وطب التوليد وأمراض النساء والمدير المساعد لمعهد أبحاث العلوم الاجتماعية في ولاية بنسلفانيا، على تحليل بيانات النوم والنشاط البدني والصحة العقلية والرضا عن الحياة لدى الأزواج
الأمهات الجدد
توصلت نتائج الأبحاث إلى أن الالتزام بإرشادات النوم كان مرتبطًا بصحة عقلية أفضل، وبالتالي برضا آباء الأطفال حديثي الولادة عن حياتهم، علاوة على أنه تم ملاحظة أن هناك تغيرات إيجابية طرأت على الصحة العقلية لدى النساء، خاصة بالنسبة للأمهات الجدد لأول مرة، ولكن لم يتم ملاحظة أي تغييرات للرجال بغض النظر عن الحالة الأبوية.
استراتيجية مفيدة
أوضحت بروفيسور داونز أنه "نظرًا للانخفاض المعروف في النشاط البدني لمعظم الأزواج الذين ينتقلون إلى مرحلة الأبوة والنتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة والتي تفيد بأن معظم الآباء لم يلتزموا بساعات النوم الموصى بها، فإن الأساليب المستهدفة تشتمل على تكييف جرعات التدخل مع النشاط البدني المتغير واحتياجات النوم"، مشيرة إلى أن الأزواج طوال فترة ما حول الولادة وما بعد الولادة ربما يحتاجون إلى اتباع استراتيجية تدخل مفيدة لتحسين الصحة العقلية طويلة الأمد لهما والحفاظ عليها بشكل مثالي. فبالنسبة للآباء والأمهات الذين لا يستطيعون تخصيص المزيد من الوقت في جدولهم للنوم، يوصي فريق البحث بتجنب تناول وجبات كبيرة وعدم شرب الكافيين بالقرب من وقت النوم، مما يتيح للجسم معرفة أن الوقت قد حان للاسترخاء.
تحسينات صغيرة
وقالت الباحثة أليسون ديفاين، المحاضرة في جامعة ليدز، أن الأبحاث توصلت إلى أن النشاط البدني له تأثير ضئيل على الصحة العقلية للوالدين، في حين ثبت أن هناك ارتباط بين الحصول على ساعات النوم الموصى بها وتمتع الآباء بصحة عقلية أفضل.
وأضافت ديفاين أنه "على الرغم من تفاوت عدد ساعات النوم، إلا أن معظم الآباء كانوا أقل من العدد المُوصى به بحوالي ساعة واحدة. وربما يكون للتحسينات الصغيرة في ساعات النوم تأثير كبير على صحة الوالدين العقلية. وينصح الباحثون بأن يتم إعطاء الأولوية للتثقيف الصحي بأهمية النوم لعدد كافي من الساعات للآباء الجدد بما يمكن أن يكون له تأثير أكثر إيجابية على نوعية حياتهم".