قائمة الموقع

ناصر القدوة: أخشى العودة لرام الله بسبب "الفئة المتحكمة" وغزة توفر لي وضعًا أفضل

2022-09-25T08:45:00+03:00
رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي، والعضو السابق باللجنة المركزية لحركة "فتح" د. ناصر القدوة (تصوير: رمضان الأغا)

 

  • أعضاء مركزية فتح لديهم مواقف مثلي لكن المشكلة في جرأة الرفض
  • الرجوب يعتقد أنني أخطأت وأعتقد أنه سيعرض للمقصلة قريبًا
  • خطاب عباس يعكس "الضعف الفلسطيني" والانقسام وغياب الرؤية
  • أحداث نابلس ليست عابرة ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور

 

أعرب رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي، والعضو السابق باللجنة المركزية لحركة "فتح" د. ناصر القدوة، عن خشيته من العودة إلى رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بسبب من وصفها بـ"الفئة المتحكمة في السلطة"، مؤكدًا أنه يحظى بمساحة لممارسة العمل السياسي في قطاع غزة.

وقال القدوة وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين" في مقر إقامته بمدينة غزة، إنه "لم يعُد إلى مقر إقامته في رام الله، منذ أربعة عشر شهرًا، بسبب عدم ضمان ما يمكن أن يحصل بسبب الفئة المتحكمة في السلطة"، مشيرًا إلى أنه قرر الإقامة في غزة مدةً طويلة لتوفر مساحة لممارسة العمل السياسي وحالة أمنية لا تتوفر في رام الله.

ممارسة العمل السياسي

وأضاف: "أشعر في هذه المرحلة أنه بإمكاني أن أكون بوضع أفضل بوجودي في قطاع غزة فيما يتعلق بممارسة العمل السياسي والحوار مع الفصائل وكذلك من ناحية الوضع الأمني"، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن الجهات الرسمية في غزة عرضت عليه توفير حماية أمنية له.

وتابع: "في ذهني البقاء أوقاتًا طويلة في غزة، والإقامة فيها ليست مرتبطة بمسائل شخصية وإنما بمسائل سياسية، حول مدى إمكانية الاتفاق على إحداث تغيير واسع وعميق، وكيفية إحداث ذلك والتغييرات الضرورية".

في رده على سؤال بخصوص إن كان وجوده في غزة نابعًا من خشيته من تكرار ما يحدث مع عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" توفيق الطيراوي، قال القدوة: "كل شيء ممكن، فعندما تغيب سيادة القانون والتزامه، وتغيب الأخلاق بحيث لا نعرف تقاليد شعبنا، كل شيء قد يحدث، وهذا أمر غير مريح".

وأكد أنه ليس لديه أي خلاف مع "مركزية فتح"، وأن معظم أعضاء اللجنة لديهم مواقف لا تختلف كثيرًا عن موقفه، لكن المشكلة تكمن في الجرأة في التعبير عن الرفض، لافتًا إلى أن الإجراء غير القانوني بفصله من "فتح"، لم يكن قرار اللجنة المركزية لأنه لم يحدث تصويت، ولم يعرض على مجلسها الثوري.

وشدد على أنه "ليس لديه خلاف مع معظم أعضاء "مركزية فتح"، وإنما مشكلتي مع مجموعة متحكمة في هذا النظام السياسي، تعمل ما تريده بغض النظر عن القانون واللوائح والتقاليد".

وفي تعقيبه على تصريحات عضو "مركزية فتح" جبريل الرجوب الأخيرة، التي قال فيها إن "أبواب فتح مفتوحة لعودة القدوة للحركة، قال: "أريد استعادة "فتح" وليس العودة للوضع الحالي فيها، وهذا يتحقق عبر مصالحات جدية بين كل الأطراف فيها، أو من خلال عمل مشترك بين عدد كبير من الرموز القيادية في الحركة ولكن على أسس صحيحة، وبرنامج سياسي ولوائح داخلية، بشكل مختلف عما يجري برام الله"، مؤكدًا أنه بدأ العمل وأنه يسير في الاتجاه الصحيح.

وأكد أنه لم يتحالف مع أحد حاليًّا، لكن هناك حوارات مع رئيس التيار الإصلاحي بـ"فتح" محمد دحلان، والأسير مروان البرغوثي، وتوفيق الطيراوي، وشخصيات قيادية أخرى من خارج اللجنة المركزية، بحيث يكون هناك برنامج عمل سياسي وتنظيمي، والعديد من اللوائح التي تحكم علاقتهم.

وأعرب عن اعتقاده بأن "المجموعة المتحكمة" ستتخذ إجراءات ضد عدد إضافي من أعضاء من اللجنة المركزية، بدأت بالطيراوي وسيلحقه عدد آخر، وقد يكون من ضمنهم الرجوب نفسه، مردفًا: "هو يعتقد أنني أخطأت وأنا أعتقد أن الرجوب أخطأ، وبأنه سيعرض للمقصلة قريبًا".

خطاب عباس

وفي تعليقه على خطاب رئيس السلطة محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة قال رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي: "شعرت بحزن شديد، لأني شعرت بأن الخطاب يعكس حالة الضعف الفلسطيني والانقسام وغياب الرؤية، ففي هذا العصر لم تعد الخطابات خصوصًا في مكان مهم كالأمم المتحدة تتضمن مجموعة أفكار من هنا وهناك، بل يجب أن يكون هناك هيكلية للخطاب، وتوزيع للأفكار الأساسية وعدة أنواع من المواقف بما فيها المواقف العملية، وكل هذا لم يكن موجودًا".

وأضاف القدوة: "لم أرَ أي شيء واقعي حقيقي يدل على خطوات منتظرة في أي اتجاه كان، سوى الحديث عن النية للانضمام لثلاث منظمات دولية".

وأوضح أن "للفلسطينيين حقًا طبيعيًا وتاريخيًا وأن الهدف المركزي؛ حق تقرير المصير والاستقلال الوطني في دولة فلسطين وممارسة السيادة والحقوق الأخرى كحق اللاجئين بالعودة".

واستدرك: "لم يعد ممكنًا المطالبة بـ"حل الدولتين" وفق عملية (السلام) الفاشلة التي مررنا بها، هذا انتهى، ويجب أن نخرج من هذا الصندوق، بالمقابل أنا مؤمن أن الشعب الفلسطيني له حقوق طبيعية وتاريخية من ضمنها حقه في دولته، فليس (إسرائيل) من تعطي الشعب الفلسطيني دولته، وإنما من حق الشعب تقرير المصير وأن يناضل من أجل استقلاله الوطني في دولته القائمة.

ورأى أن "لدينا خللًا أساسيًّا، باعتقادنا أننا لا نستطيع عمل أي شيء بضربة واحدة، أو بخطاب واحد، وإنما يأتي ذلك ببناء وتراكم وخطة عمل، والخطاب يأتي تتويجا لأشياء أخرى لم تحصل.

 

صراع التوريث

وعن صراعات "مركزية فتح" لخلافة عباس، أشار القدوة إلى أنه منذ وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبدء التحضير للانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2005، كان هناك مؤسسات ضعيفة، لكن جاء رئيس المجلس التشريعي لفترة مؤقتة وحدثت الانتخابات، وهذا يعطي احتمالين، الأول أن يكون هناك حوار وطني بشأن الانتقال السياسي عبر الانتخابات، وهذا ما يقبله الشعب.

وأضاف أن الحل الثاني، يتمثل بمحاولة البعض بـ"غباء" بدعم من قوى خارجية أو بدون، فرض أنفسهم على الشعب الفلسطيني بدون انتخابات، ما يتسبب بمشاكل وفوضى تعيد الأمور للحل الأول، مشددًا على أنه لا بديل عن الحوار والتوافق والانتخابات.

وعن فرص حدوث مصالحة فلسطينية بجهود الجزائر، أعرب القدوة عن تقديره للجهود الجزائرية، مستدركًا: "لكن لا أرى الشروط الضرورية لتحقيق المصالحة، فلا يكفي أن طرفا ما تكون نواياه طيبة ويريد مساعدتنا، فالأمر بحاجة لرؤية تفصيلية، وقد يكون الحل بجهد محلي بمقتضاه يتم التقريب والتوافق على رؤية، ثم يحدث تقاطع مع جهود عربية بما فيها الجزائر أو مصر".

وأكد أن من وصفهم بـ"المجموعة المتحكمة" لا تريد المصالحة.

مبادرة الإنقاذ الوطني

وبخصوص مصير مبادرة "الإنقاذ الوطني" التي أطلقها قبل شهرين، ودعا خلالها إلى تشكيل "هيئة انتقالية لإنجاز التغيير وإعادة البناء" قال القدوة: إن المبادرة حيَّة، وجرى تحديد أربعة مبادئ سياسية لا بد من التوافق حولها، ومجموعة من مواصفات الهيئة الانتقالية، وهذا محور الحوار مع الفصائل.

وأوضح أن المبادئ هي الطبيعة الديمقراطية للنظام والحاجة لانتخابات دورية، وسيادة القانون، وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية بدءًا بمنظمة التحرير وإجراء انتخابات للمجلس الوطني، وإنجاز الوحدة على قاعدة الشراكة السياسية الكاملة، وإعادة بناء هيئات السلطة وتحديد العلاقة بينها وبين المنظمة، وإنشاء حكومة جديدة بعيدا عن الشروط المجحفة.

وبشأن موقف حركة المقاومة الإسلامية حماس من مبادرته، أكد القدوة حدوث تواصل مع حماس وكل الأطراف بما فيها الفصائل الأساسية، متوقعًا حدوث لقاءات أخرى وأن تسير الأمور بالاتجاه الصحيح.

وحول إن كان ما جرى بالضفة حدثًا عابرًا أو مقدمة لثورة على غرار ما حدث في بعض الدول العربية، قال: "لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور، لكن أعتقد أنها ليست أحداثًا عابرة، وعلينا أن نتذكر أن المصيبة الكبرى تأتي في السياسية الإسرائيلية ونفي وجود الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وللأسف تم تغيير بنية السلطة بطريقة لا تساعد على الإطلاق في ذلك، بما فيها سوء السلطة والتساوق مع ما تريده (إسرائيل) والشباب ضاقت ذرعًا وهذا خطير".

اخبار ذات صلة