صحيحٌ أن الله أودعَ في قلبي شيئًا اسمه "موهبة" تحولَ مع الأيام إلى "إبداع" صقلته الظروفُ ليُصبح "لافتًا"..
لكن ذلك لا يعني أنه سبحانه وتعالى لم يُسخر لي أناسًا يُقدرونَ طاقتي، فقد أغدقَ عليّ بمن يهتمونَ بي اهتمامًا صادقًا، تفشلُ أناملي مع نبضاتِ قلبي كلها في شرحِ نقائه، سأكتبُ في كواليسي عنهم، فلولاهم لما وصلتُ إلى ما وصلتُ إليه...
إلى أمي التي علمتني تلاوة القرآن، وكانتْ لا ترتاحُ إلا حينَ تسمعُني أتلوه بصوتٍ عذب، إليها وقد أهدتني ملكاتِ الخطابة، وجلبتْ لي كل قصصِ الطفولة، حتى كبرتُ وكبر معي عشقي للكتبِ، لاسيما كتب التنمية البشرية، إليها وقد علمتني دروسًا لا يُمكنُ لأرقى الجامعاتِ والمعاهد ومؤسسات الخبرةِ العالمية أن تُعلمني إياها، إليها وقد أصبحتُ على ما أصبحتُ عليه الآن، أقولُ شكرًا، وأعدكِ بالمزيد..
إلى أستاذ الصف الأول الابتدائي، الذي أخذ بيديّ إلى أولِ إذاعةٍ مدرسية، وصفقَ لي مثلما لم يُصفق لأي أحدٍ موهوبٍ من قبل، إليه وأنا لا أعلم إن كان من الأحياء أو الأموات، إليه وأنا لا أعلم عن اسمه إلا الأستاذ "السيد" حقًا أستاذي كنتَ ولا زالتَ في نظري سيدًا، فعلى يديك ترعرت وعرفتُ ماذا يعني "والنشء إن أهملته طفلاً تعثر في الكبر"..
إلى مديرة مدرستي في المرحلة الثانوية الأستاذة فتحية إبراهيم صرصور، رأيتُ مدراء مدارس كثيرين، لكن مثلَ قلبكِ الطيب لم أجد، فقد شجعتني لأنطلقَ في إذاعة المدرسة، وتأسيس فريق إذاعي نجيب، ويكفيني شرفا أن قناتي التلفزيونية التي احتضنها عقلي طوال الدراسة انطلقتْ من استوديوهات مدرسة الحاج هاشم عطا الشوا في حي الزيتون في غزة، أفخرُ كثيرًا كلما قابلتُكِ وتقولين لي "صوركِ يا هنادي وأنتِ في حفلات الإذاعة المدرسية ما زالتْ تُزينُ ألبوم الذكريات في المدرسة "أمي الفاضلة إن أصبح الماضي ذكريات فهو بالنسبة لي وقود أمل أضيء فيه طريق حاضري المليء بأشواكِ أعداء نجاحي..
فمن لا يشكر الناس الرائعة، لا يشكر الله، وأتمنى أن أكون قد شجعتُكم لتشكروا من أعماق قلبكم كل من وقفَ معكم، وساندكم في طريقِ نجاحاتكم، أولئك الذين أصفهم بأنهم هدايا الإله الثمينة التي يجبُ آلا نُفرط فيها على الإطلاق، وأن نبقى أوفياء لسيرتهم الطيبة، فمن علمنا حرفًا وجبَ أن نخصه بالدعاء في ظهر الغيب..