تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارسة حملات التضييق والتنكيل بالفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948م، في محاولة منها لحشرهم في مساحة ضيقة والتحكم بمصيرهم وسرقة المزيد من أرضيهم وتخصيصها لصالح المستوطنين.
وترفض سلطات الاحتلال منح أهالي الداخل المحتل تصاريح بالتوسع والبناء على أراضيهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم؛ لمنع تمددهم، في ظل ارتفاع الكثافة السكانية وعدم وجود مساكن جديدة خاصة للأزواج الشابة.
وكانت آليات الاحتلال التابعة لما تسمى "دائرة أراضي (إسرائيل)" هدمت، أخيرًا، خيامًا نصبها أهالي ضاحية 11، في رهط بالنقب الفلسطيني المحتل، احتجاجًا على أزمة السكن.
وقبل تنفيذ عملية الهدم منعت قوات الاحتلال، الأهالي من الاقتراب من المكان، وفرضت طوقًا على منطقتها، في حين سوّت الجرافات الخيام بالأرض.
وقال الناشط السياسي من الداخل الفلسطيني المحتل رأفت عوايشة: إن "سكان مدينة رهط، يعانون من ضيق المساحة التي يعيشون فيها وهم بحاجة ماسة إلى مساحات جديدة للتوسعة في ظل ارتفاع أعدادهم".
وأكد عوايشة لصحيفة "فلسطين" أن "الاحتلال منذ أعوام يمنع أهالي المدينة، من البناء على أراضيهم أو التوسع في محاولة منها للضغط عليهم والتحكم بهم وسلب أراضيهم".
وأرجع أسباب منع الاحتلال الأهالي من بناء منازلهم أو الوصول إلى أراضيهم؛ لحشرهم في مساحة ضيقة والتحكم بمصيرهم وسرقة المزيد من أراضيهم وتخصيصها للمستوطنين.
وذكر أن الاحتلال يعمل على حصار المواطنين في أماكن سكناهم ويمنعهم من التمدد العمراني في أراضي آبائهم وأجدادهم، بحيث يصبح الهم الأكبر للمواطن الدفاع عن منزله وليس الوصول إلى أرضه أو البناء فيها.
وأكد أن ما يعرف بدائرة أراضي (إسرائيل) تحاول بين الفينة والأخرى، نشر بذور الفتنة بين العائلات الفلسطينية بالداخل المحتل بهدف تدمير نسيجهم الاجتماعي وإشغالهم بالأمور الحياتية أو بالخلافات العائلية.
وذكر أن بعض الأزواج الشباب منذ 10 أعوام يعانون من أزمة سكنية خانقة ولم يتمكنوا من البناء على أراضيهم أو الوصول إليها ويقيمون في منازل ضيقة جدًا، وهم بحاجة ماسة إلى وحدات سكنية للإقامة فيها، ما دفع بعضهم إلى نصب خيام على أراضيه احتجاجًا على أزمة السكن قبل أن تهدمها آليات الاحتلال صباح أمس.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير معترف بها في النقب المحتل عطية الأعسم، أن الاحتلال يضيق الخناق بشكل مستمر على سكان مدينة رهط، في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، لصالح التمدد والتوسع الاستيطاني.
وقال الأعسم لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال يعمل على نقل سكان القرى والبلدات الفلسطينية المحتلة الغير معترف بها، وإجبارهم على العيش في مدينة رهط، التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة ومساحة محدودة من الأرض، خاصة ممن يقيمون في القرى والبلدات الغير معترف فيها".
وأضاف: أن سكان مدينة رهط، خاصة الأزواج الشابة يعانون من شح الوحدات السكنية، وهم بحاجة إلى توسعة مسطح المدينة، التي يحاربها الاحتلال بهدف سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية وتخصيصها لصالح الاستيطان.
وبين الأعسم، أن محاولات الاحتلال مستمرة من أجل تهجير سكان المدن والقرى العربية غير المعترف فيها، لمناطق محددة ومنعهم من البناء رغم ارتفاع أعدد الأهالي وحاجتهم إلى مساحات جديدة.
وأشار إلى أن ما تُعرف بدائرة أراضي (إسرائيل) ترفض التعاطي مع الأهالي من أجل السماح له بالتوسعة بزعم أنها مملوكة للدولة، وفي المقابل تمنح التراخيص للشركات الاستيطانية التي تقيم الوحدات الاستيطانية وتسليمها لليهود.
وأوضح أن الاحتلال يهدف من وراء محاولاته للتضييق على الفلسطينيين في الداخل المحتل، للحد من تكاثر السكان وحشرهم في مساحة ضيقة.