فلسطين أون لاين

يسعى للسيطرة الكاملة على المدينة المقدسة 

الهدمي: ممارسات الاحتلال بالأقصى "لعب بالنار" والأوضاع تتجه للانفجار

...
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في مخططاتها المتعلقة بالاحتفال بما يسمى بـ"الأعياد اليهودية" في المسجد الأقصى المبارك، المقررة نهاية شهر سبتمبر الجاري.

وأوضح الهدمي في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال كثّف اقتحاماته للمسجد الأقصى، وتدنيسه وحملات الاعتقالات والإبعاد للشبان والمرابطين تمهيداً لإقامة طقوسه التلمودية في أعياده اليهودية، معتبراً أن ما يقوم به الاحتلال "لعب بالنار". 

وبيّن أن سلطات الاحتلال تسعى للسيطرة الكاملة على المدينة المقدسة وتحديداً المسجد الأقصى لتأمين الاقتحامات للمستوطنين في أثناء الأعياد.

وشدد على أن "الأوضاع في مدينة القدس والمسجد الأقصى تتجه نحو التوتر والانفجار، نتيجة الممارسات العنصرية بحقه وحق المقدسيين، وهدم البيوت"، مشيراً إلى أن الأقصى هو القضية المركزية ذات التأثير الكبير في طبيعة الحياة في المدينة المقدسة.

وقال الهدمي: إن "الاحتلال بدأ يعد العدة، إذ من المتوقع أن نرى أعداداً كبيرة من جنود الاحتلال يملؤون شوارع المدينة ويتمركزون في نقاط مُعينة من أجل السيطرة عليها، ومنع أي عمليات يُسميها "إخلالًا بالنظام" أو احتجاجًا على سياساته العنصرية".

وأضاف: "المدينة تتجه نحو الانفجار لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بطبيعة الأوضاع التي ستؤول إليها القدس خلال الأعياد اليهودية".

يذكر أنه يوافق يومي الاثنين والثلاثاء 26-27/9/2022، ما يُسمى بـ"عيد رأس السنة العبرية"، وفي الخامس من أكتوبر ما يسمى بـ"عيد الغفران" اليهودي، ثم يليه ما يسمى بـ"عيد العُرش" اليهودي.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة انطلاق موجة عاتية من العدوان الاستيطاني على المسجد الأقصى من اقتحامات ونفخ في البوق، والرقص واستباحة المسجد سعيًا لتهويده بشكل كامل وفرض واقع جديد فيه.

وتعد كل هذه الخطوات محاولات إسرائيلية للتأكيد أن الأقصى هو ذاك "الهيكل" المزعوم، إلى جانب ذلك، تُجري "جماعات الهيكل" سباق أعداد سنوي للوصول إلى رقم قياسي للمقتحمين على مدى أيام "عيد العُرش" الثمانية.

وبحسب الهدمي، فإن هناك زيادة في أعداد المقتحمين بشكل يومي، "لكن من الواضح أن هذا الأمر أصبح أمراً اعتيادياً في المدينة المقدسة"، مشددًا على ضرورة التحرك على كل المستويات لمواجهة هذه السياسة العنصرية.

وتابع: "هذا واقع سيئ ومؤلم في مدينة القدس، والاحتلال يستغل الانشغال العربي والدولي من أجل إحكام سيطرته المطلقة على الأقصى".

صراع سيطرة

وقال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، إن عنوان الصراع في مدينة القدس والمسجد الأقصى على مدار السنوات الماضية الطويلة "صراع سيطرة وسيادة على المدينة المقدسة"، معتبراً أن سيطرة الاحتلال هي "سيطرة على كل فلسطين".

وبيّن الهدمي أن الاحتلال يعي تماماً أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للفلسطينيين وتأثيره فيهم، "لذلك يسعى لتحصين على هذه الأيقونة التي أصبحت جزءاً مهماً من هوية كل فلسطيني وعربي".

وأوضح أن (إسرائيل) تسعى لتثبيت واقع من السيادة على المكان، وصولاً للسيادة الكاملة، مضيفاً "الاحتلال يرى أن سيادته منقوصة طالما لم يسيطر على المسجد الأقصى كاملًا".

وحول دور المقدسيين، شدد الهدمي على أن "المقدسيين يتصدون للاحتلال بوسائل بدائية وصدورهم العارية"، مستدركاً: "لكن واقع الرباط في الأقصى أصبح صعباً بسبب سياسات الاحتلال القائمة على الاعتقالات والإبعادات".

ولفت إلى أن المرابطين لا تتجاوز أعدادهم بضع عشرات في الأقصى، ويتصدون للمستوطنين المقتحمين بالتهليل والتكبير والوقوف في طريقهم، "لكن هذا الأمر لم يعد مجدياً ولا يؤثر في وتيرة الاقتحام ولا أعداد المقتحمين".

أسرلة التعليم

وفيما يتعلق بمحاولات الاحتلال أسرلة التعليم وفرض المنهاج الإسرائيلي في القدس، عدّ رئيس الهيئة المقدسية، أن هذه الممارسات تندرج في إطار "الصراع على السيادة والهوية الفلسطينية".

ونبّه إلى أن الاحتلال يريد أن يمحو الهوية الفلسطينية، ويكون المقدسيين عبارة عن أقلية هامشية لا تسهم في البيئة الحضارية للقدس.

وأشار إلى أن الاحتلال يستهدف التعليم والمناهج بشكل أساسي لكونها تضم معلومات عن العادات والقيم والثوابت الفلسطينية والهوية الوطنية، لافتاً إلى أنه يسعى لتدريس روايته المزورة ورفع العلم الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية.

وحذّر الهدمي من أن هناك ابتزازًا وإرهابًا إسرائيليًّا في بعض المدارس الفلسطينية من أجل تدريب وتدريس المنهاج الإسرائيلي.

وثمن الفعاليات الاحتجاجية التي نظمها أولياء الأمور والقوى الوطنية في القدس، واصفاً إياها بـ"المُشرفة وتُعبر عن وحدة أهل مدينة القدس وقدرتهم على الدفاع عن حقهم في تعليم أبنائهم وغرس القيم والتقاليد وتثبيت هذا الدور في مستقبل المدينة المقدسة".

وبيّن أنه "رغم الفعاليات الاحتجاجية، إلا أن الاحتلال لا يزال متمسكاً في تدخله وتعديه على الفلسطيني والمقدسي، خاصة في اختيار المناهج التي يتم فيها تدريس أبنائهم وتوريث الهوية الوطنية الفلسطينية".

في سياق ذي صلة، انتقد الهدمي، صمت قيادة السلطة والمستوى العربي، قائلاً: "لا نريد أن نخدع أنفسنا بأوهام أن المستوى الرسمي سواء الفلسطيني أو العربي سيحرك ساكناً بعد 75 عامًا من احتلال القدس والتخطيط لتهويده بالكامل".

وشدد على أن "الدور الأكبر في المرحلة الراهنة يقع على عاتق الشعب الفلسطيني، فهو الذي يشكل عنصر القوة والأساس في الوقوف بوجه مخططات الاحتلال". 

ودعا الهدمي، الشعب الفلسطيني وأهل مدينة القدس بأن يتحدوا وينبذوا كل أشكال الفرقة والخصام ويكونوا صفاً واحداً في مواجهة سياسات الاحتلال العنصرية.

كما انتقد ما سماها الجريمة الكبرى "اتفاقية أوسلو" التي وقعتها منظمة التحرير مع الاحتلال، التي أرهقت الشعب الفلسطيني وأبعدته عن حلمه بالتحرر والانعتاق من الاحتلال.

وختم حديثه: "آن الأوان بأن تنتهي هكذا جرائم بحق الشعب الفلسطيني وخداعه، وأن يكون الموقف هو الشعبي الرافض للاحتلال بكل أشكاله وأماكن وجوده".