قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، إنّ "حماس حركة جهادية مقدرة"، داعيًا إلى "علاقات طبيعية معها".
واستعرض الروابدة، خلال ندوة في مركز الحسين الثقافي بعمّان، موقفه من اتفاقية وادي عربة، الموقعة في العام 1994 بين الأردن و(إسرائيل)، وعلاقته مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تم إبعاد قادتها في عهد حكومته في العام 1999.
وأردف الروابدة أنّ "حماس، حركة جهادية، نُقدّرها ونقف كلنا إلى جانبها في صراعها مع (إسرائيل)"، لكنه استدرك قائلًا: "لدينا قرار وطني، أنه لا يجوز أن يقوم على الأرض الأردنية تنظيم غير أردني يقوده أردنيون، وليس هناك دولة في العالم تسمح لحزب ينتسب لدولة أخرى ويقوده مواطنون من تلك الدولة".
وأوضح أنّ "للأردن علاقات طبيعية مع باقي الفصائل الفلسطينية، وكان بيننا وبين حركة فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية وغيرها دم، ثم اصطلحنا على قاعدة المصير المشترك، فلماذا لا نصل مع حماس إلى ذلك؟".
ودعا لعقد لقاءات مع حماس "تكون فيها الصورة واضحة، مثل هذه اللقاءات تتم مع الجبهة الشعبية والديمقراطية وفتح عندما يأتون إلى عمّان، نستقبلهم، يناقشون في كل أمورهم وسياساتهم، أما أن ينزلوا إلى مستويات جماهيرية، فهذا غير مقبول"، وفق قوله.
وأضاف أن "لحماس أرضية في الأردن، وسبق وأن قلت أمام رجال الدولة، إذا أراد قادة حماس العودة إلى الأردن، فسأخرج لاستقبالهم في المطار، لكن شريطة أن لا يكونوا أردنيين بل فلسطينيين، لهم كل التكريم والاحترام والمشاركة بالجهاد، وهذا ما يجب أن نفهمه بالعلاقة بيننا".
واستدرك الروابدة أنّ "الحديث عن الوحدة بين الأردن وفلسطين لسنا معه الآن، بل نحن ضده، ونقول بالوحدة مع الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة، وبناء على الإرادة الحرة للشعبين الشقيقين".
وأكمل "منذ توقيع اتفاق وادي عربة، وقبله اتفاق أوسلو، تعاملنا في الأردن مع السلطة الفلسطينية على أنها دولة، ولها تمثيل دبلوماسي، والعكس صحيح لدينا تمثيل وعلم لديهم، ولو شكلت حماس سلطة دولة رسمية غدًا، وليست معارضة، فسنتعامل معها كسلطة رسمية".
وكشف أنه لم يكن مقتنعًا باتفاقية وادي عربة، وقال: "وقّعت لأنه كان ضرورة، ومصلحة الأوطان ضرورة، والحفاظ على مستقبلها ضرورة، وهذه من مستقرات الشعوب، ووقّعتها لأنّ أخي الفلسطيني وقّع قبلي على اتفاقه".