وصف الدكتور حسن خاطر، رئيس مركز القدس الدولي والخبير في الشأن المقدسي الموقف الرسمي العربي والإسلامي تجاه ما يحصل في القدس والأقصى بـ "الهزيل" وغير المجدي، ورغم أعداد المؤسسات والعلماء والقيادات المؤثرة الكبيرة إلا أنه لا قيمة لمواقفهم في هذه المرحلة.
وأكد خاطر في تصريح لـ"فلسطين أون لاين"، اليوم الإثنين، أن الأقصى يعيش مرحلة تجاهل غير مبررة من المستويات السياسية والدينية والعربية والإسلامية، متهماً الجميع بـ"القصور والخذلان والانشغال بأمور لا تتساوى بأهمية قضية القدس والأقصى".
وقال: "إن غياب المستويات السياسية والدينية عن الاهتمام بقضية الأقصى غير مبرر ولا يوجد له أي عذر أو تفسير، قضية الأقصى والقدس من أكثر الجبهات سخونة في العالم العربي والإسلامي وكان الجميع يوليها الاهتمام الكامل في سنوات ماضية".
وأضاف: "ولكن في الوقت الحالي يتعرض الأقصى لانتهاكات واقتحامات مستمرة من المستوطنين دون أي حراك على المستوى السياسي ولا على مستوى علماء المسلمين، وهذا يضع علامات استفهام عديدة أهمها ماذا بقي عند المسلمين من قضايا غير الأقصى يمكن أن تدفعهم للحراك والانتفاض؟".
وأشار خاطر إلى أنّ غياب الموقف الرسمي أمر اعتادته الشعوب العربية والفلسطينية، حيث إن كل دولة لها أجندات مختلفة القدس ليست موجودة ضمنها، غير أن العتب على علماء المسلمين الذين لديهم قاعدة جماهيرية واسعة والذين لا يقفون بالحد الأدنى ككتابة منشور على مواقع التواصل الاجتماعي تجاه خطورة ما يجري في الأقصى.
وأكد أنّ القدس غائبة عن كثير من مواقف العلماء وإن وجدت عند بعضهم فجهدهم لا يتناسب مع مكانة القدس والأقصى التي تحدث عنها الله في قرءانه، مشددًا على أنه لو وقف العلماء موقفًا واحدًا تجاه ما يحدث بالأقصى لما تجرأت المؤسسات الصهيونية على اقتحامه ليل نهار وتقيم أعيادها وتمارس طقوسها دون أي رادع.
وشدّد خاطر على أن غياب موقف العلماء غير مبرر وهو أكبر قبحاً من غياب المستوى السياسي العربي والإسلامي كما أنه غير مقبول لا عند الله ولا عند الناس، كما أنهم يتحملون مسؤولية تغييب الشعوب العربية.
ونبّه إلى وجود تقصير أيضا في الموقف الفلسطيني الرسمي بإدارة الصراع في القدس وذلك بعدم القيام بجهود دبلوماسية دولية توضح حقيقة الوضع في المدينة المقدّسة، وهو ما ساهم في تقزيم أمر القضية من قضية دولية عربية إسلامية إلى قضية فلسطينية الشأن.