لحظات عصيبة أشبه بالكابوس، مرت بعائلة الأردني أحمد رمضان القاطن في عمارة اللويبدة المنهارة قبل أن ينجو مع ابنيه وزوجته بأعجوبة، رغم أنهم يقطنون في الطابق الأرضي. حين خرج رمضان لبرهة خارج المنزل لغسيل سيارته تاركا زوجته نسرين وابنيه نمار 9 أعوام ونور 13 عاما، لتنهار العمارة أمام عينيه.
يقول رمضان وهو يجرّ ابنه نور على كرسي متحرك من جرّاء إصابته بكسور في ساقه: "طلبت من نور أن يحضر لي دلو ماء مرة أولى ومرة ثانية لأستكمل غسيل السيارة وكنت أنتظره في المرة الثانية ليعود لي، لكن في هذه الأثناء انهارت العمارة فجأة أمام عيوني وأصبت بحالة من الذهول ولم أعرف كيف أتصرف ".
لم يتعرض رمضان لأذى لوجوده بمحاذاة العمارة، فيما كان ابنه نمار أول من استطاع أن يخرج بنفسه لقربه من باب العمارة، وهو من استطاع لاحقا أن يدل والده وفرق الإنقاذ على مكان والدته وشقيقه الأكبر نور.
يضيف رمضان: "جاء الدفاع المدني ليساعدنا في الخروج كنت في منطقة تبدو أكثر خطرا لكن ضررنا بسيط بينما كان آخرون في منطقة أقل خطرا لكنهم تضرروا أكثر".
وتطابقت رواية رمضان مع ما تم تداوله بشأن إجراء صاحب العمارة لإصلاحات وعمليات صيانة وتكسير في شقة التسوية التي تقع أسفل الشقة الارضية، وأضاف: "كان العمال يقومون بعمليات تكسير في شقة التسوية، وظهرت عندي تصدعات في المنزل وأخبرناه دون فائدة ولم يكن قد حصل على إذن إشغال للعمل".
ويستطرد رمضان بالقول إنه بعد أن عاد من السفر قبل نحو أسبوعين وجد أن صاحب العمارة قد بدأ بتصليحات كبيرة من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الرابعة عصرا وحدثت تشققات واشتكينا واتصلنا معه مجددا يوم الحادثة صباحا، وقام من جهته بإبلاغ الشغيلة بأن ينهوا التصليحات مباشرة وكأنه يقول لهم انهوا العمارة.. خرجت لأغسل السيارة وجدت العمارة قد انهارت".
نسرين الحمود التي تحدثت لموقع CNN بالعربية وهي تتجول في الساحة الخارجية للمستشفى غير مصدقة أنها نجت وعائلتها من موت محقق، أشارت بأن العمارة انهارت وانقسمت إلى نصفين وأن الأرض قد انشقت تحتها، كما أن ابنها نور كان قد قذف به الانهيار إلى الجهة المقابلة لكن واحدة من مقاعد الجلوس قد حمته، وفقا لها.
وتقول الحمود: "أول شيء رأيته كان السقف وهو يهوي على رأسي ومن ثم الأرض انشقت ووقعت فيها أنا وأولادي وعندي مكتبة الكتب أًصبحت تسقط أمامي كالشلال، الكنبة طارت وأخذت معها ابني وحضنته وقد حمته لأنها حصرته، أما ابني نمار حاولت أن أخرجه وساعدته ليخرج باتجاه ضوء خافت، وهو من كان قد دل الدفاع المدني على مكاننا والمكان كان مظلما مثل الكحل".
وعن المدة التي استغرقت فرق الإنقاذ لإخراجها قالت الحمود إنها قاربت على الساعتين ونصف الساعة، فيما قدّرت الحمود وجود نحو 22 شخصا في العمارة لحظة الانهيار.
أما نور 13 عاما الذي أصيب بكسور في ساقه وجروح طفيفة، فقد تحدث لـCNN بالعربية قائلا: "كنت أنا وشقيقي في الصالون وكانت أمي تدرّسنا، وفجأة أمي بدأت تصرخ تقول اخرجوا العمارة وقعت.. جاء الدفاع المدني قاموا بقص الكنبة وأخرجوني.. كان جزء من قدمي ظاهرا".