فلسطين أون لاين

​ضعف الإقبال على شراء الأضاحي يُقلق تجار غزة

...
غزة - رامي رمانة

يُساور القلق، تجار ومربي الماشية في قطاع غزة، من "ضياع موسم الأضاحي"، بسبب ضعف الإقبال على عملية الشراء مقارنة بالأعوام الماضية.

ويُعول هؤلاء على الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، في عودة السوق لنشاطه الطبيعي.

مربي المواشي بكر نصر يوضح لصحيفة "فلسطين" أن المؤشرات الأولية تثير التخوف عند أصحاب المواشي، حيث إن حركة المرتادين على الأسواق والمزارع ضعيفة جدًا.

ويُعزى السبب من وجهة نظره إلى الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها سكان قطاع غزة، خاصة بعد استقطاع حكومة الحمد الله أجزاء من رواتب الموظفين وفرض التقاعد المبكر.

كما يرجع السبب أيضًا إلى أزمة الكهرباء المتفاقمة والتي تؤثر على عمل أجهزة التبريد الخاصة بالمنازل والمحلات التجارية.

واشتدت أزمة الكهرباء بمنتصف نيسان/ أبريل الماضي بعد توقف المحطة؛ لانتهاء وقود المنحتين التركية والقطرية المُقدمتين كمحاولة تخفيف للأزمة، وإعادة فرض حكومة الحمد الله الضرائب على الوقود اللازم للمحطة، وزادها تقليص الجانب الإسرائيلي.

أسعار مناسبة

وبين نصر أن سعر كيلو الخروف يتراوح ما بين 4 إلى 4.5 دينار، وسعر كيلو العجل من 14-17 شيكلًا.

وأشار إلى أن الأسعار متفاوتة حسب الصنف والنوع والجنس.

وذكر أن خراف "العساف" أكثر الأصناف المفضلة عند سكان القطاع، لتميزها بقلة الدهون، يليها الخراف الليبية والمصرية.

ودعا وزارة الاقتصاد الوطني، إلى حماية المربين من المواشي المستوردة، عبر تقنين الكميات المدخلة، وخفض الضرائب والرسوم.

ويضم التاجر والمربي عبد الله عفانة صوته لسابقه، معتبرًا أن الموسم الحالي من "أسوأ المواسم".

وبين في حديثه لـ"صحيفة" أن حركة البيع تراجعت نسبة 70% في هذا الوقت مقارنة مع العام الماضي.

ولفت إلى اكتفائه باستيراد 400 رأس ماشية فقط الموسم الحالي، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، بيد أن مزرعتيه كانتا العام الماضي تضمان 1800 رأس من المواشي.

وتعرضت العديد من مزارع الثروة الحيوانية خصوصًا تلك المنتشرة على طول المناطق الشرقية من القطاع، إلى تدمير على أيدي الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان 2014.

من جانبه قال طاهر أبو حمد، مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة: إن قطاع غزة يحتاج من الماشية في عيد الأضحى 12 ألف رأس، ومن الخراف 30 ألف رأس.

وأوضح حمد لصحيفة "فلسطين"، أن مزارع القطاع بها فائض، إذ إنها تحتضن ما لا يقل عن 14 ألف رأس من الماشية و40 ألف رأس من الخراف.

رقابة بيطرية

وأشار إلى أن الإقبال على المواشي "عجول وأبقار" عادة ما يكون أكبر من الأغنام خلال عيد الأضحى "70%ماشية و30% أغنام"، مبينًا أن القطاع يستورد المواشي والأغنام من الضفة الغربية، والداخل المحتل، ومصر، وأوروبا.

وشدد أبو حمد تأكيده أن الأمراض السارية، وارتفاع درجات الحرارة، من أبرز المشاكل التي تواجه المربين، مشيرًا إلى أن مرض "الحمى القلاعية" أكثر الأمراض المسببة للنفوق في قطاع المواشي والأغنام، كما أن الحرارة المرتفعة في ظل انقطاع الكهرباء تؤثر على مستويات النمو وقدرة الأبقار على إدرار الحليب.

ونبه إلى إخضاع الحيوانات المستوردة لرقابة بيطرية مشددة قبل دخولها القطاع، وقال: "لا يُسمح للتجار بإدخال ماشية غير محصنة من الأمراض، وعلى وجه الخصوص، مرض الحمى القلاعية، أيضًا يُشترط إرفاق شهادة صحية من البلد الأم".

وتسود الأسواق المحلية في القطاع، حالة كساد تجاري، بسبب الحصار الإسرائيلي والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطة ضد غزة، أبرزها استقطاع 30-50% من رواتب الموظفين العموميين، والتقاعد المبكر.