باركت فصائل فلسطينية في بيانات منفصلة، اليوم الأربعاء، العملية الفدائية على حاجز الجلمة العسكري التابع للاحتلال الإسرائيلي في جنين شمال الضفة الغربية، عادَّة إياها تجسيدًا لوحدة الساحات.
وكان ضابط في جيش الاحتلال قُتل، فيما استُشهد مقاومان فلسطينيان في كمين محكم واشتباك مسلح خاضه الشهيدان أحمد وعبد الرحمن عابد قرب حاجز الجلمة غرب جنين بالضفة المحتلة
ومن جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنّ عملية حاجز الجلمة في جنين، "فعل بطولي مبارك، يُمثّل شعبًا عظيمًا لا يقبل الضيم، ولا ينكسر أمام جرائم الاحتلال المتواصلة، وهو تعبير عن الإصرار على خيار المقاومة، والتمسك بالأرض، والاستعداد للدفاع عنها مهما كانت الأثمان".
وقال جاسر البرغوثي، مسؤول دائرة العلاقات الوطنية في الضفة الغربية - حماس: " إنّ الشهيدين البطلين أحمد أيمن عابد، وعبد الرحمن هاني عابد، يمثلان صورة عظيمة من صور عطاء شعبنا الفلسطيني، وتضحيات أبطاله المتواصلة، وفعلهما البطولي العظيم نداء استغاثة عاجلة لجماهير شعبنا وأبطاله؛ يدعوهم لسرعة التحرك لإنقاذ قضيتنا وشعبنا، وإشعال نيران انتفاضة عارمة في كل مكان في الضفة، ليكون كل شبر فيها لهبًا حارقًا لهذا الاحتلال المجرم".
وأضاف: إنّ "كون أحد أبطال هذه العملية البطولية من أفراد أجهزة أمن السلطة؛ ليُمثّل دعوة صريحة لكلّ أفراد الأمن الفلسطيني بضرورة العودة إلى واجبهم الأصيل، المتمثل في حماية شعبنا وأرضنا من عدو لا يحمل لنا إلا الموت والدمار والخراب.. آن للضفة العظيمة أن تشعل ثورتها المقدسة ليرى العالم كله عظمة فرسانها الأحرار، فثورتها لا تعني إلا نهاية الاحتلال وزواله".
وفي سياق متصل، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أنّ عملية الجلمة في الضفة المحتلة البطولية، انتقال نوعي مهم للفعل الفلسطيني في مواجهة الاقتحامات العدوانية، ورسالة مُعمدة بالدم وبقوة المقاومة التي لن تتساهل وتتخلى عن واجباتها للدفاع عن الشعب والأرض والمقدسات.
وقال القيادي فيها داوود شهاب: إنّ "العملية تُجسّد انتقالًا نوعيًّا مهمًّا للفعل الفلسطيني في مواجهة الاقتحامات العدوانية وبالتالي أي عدوان على جنين سيُقابل برد أوسع وأشمل ووحدة الساحات تحولت إلى جزء من العقيدة القتالية لنا كفلسطينيين".
وأضاف:" رحم الله الشهداء الذين يرسمون خارطة السياسة الفلسطينية الملتزمة بالثوابت ورفض التفريط ويعيدون الاعتبار لقضيتنا، فكل يوم نصحو على خبر تصنعه جنين الباسلة ورجالها الشجعان"، مشيرًا إلى أنّ جنين نموذج مختلف ومدرسة في الوطنية وفي الفدائية العالية التي تُحرّكها دوافع الواجب الوطني، وأنها تتجسد فيها روح التعبئة الوطنية متجاوزة كل التفاصيل الصغيرة والهامشية.
وتابع: إنّ "شباب جنين لديهم عقيدة مقاومة قتالية لا تمنعها حواجز ولا تحول الظروف والتعقيدات الداخلية والفئوية بينها وبين القيام بالواجب كلما تطلَّب الأمر ذلك".
وأكد القيادي شهاب، أنّ هذه العملية البطولية هي رد مشروع على العدوان والإرهاب الصهيوني ومؤشر واضح على مآلات الصراع والمواجهة في حال لم تتوقف جرائم العدو بما فيها تهديدات المستوطنين اليهود باقتحامات كبيرة في الأقصى.
أما الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، نعت شهداء جنين وقالت: إنّ "هذا الاشتباك يؤكّد أنّ ثقافة المقاومة والاستشهاد متأصّلة في وجدان أبناء شعبنا، وأنّ الدفاع عن الوطن وشعبنا هي السمة الطبيعيّة والنهج الذي يجب أن يحكم أداء أفراد الأجهزة الأمنيّة، فلا ننسى مئات الشهداء من الأجهزة الأمنيّة الذين استُشهدوا في معارك الدفاع عن الوطن، وعلى رأسهم الشهيد القائد يوسف ريحان "أبو جندل" في معركة جنين".
وأضافت: إنّ "هذه الثقافة يجب أن تترسخ وتتوسع لتشمل كل عناصر الأجهزة الأمنية، ليكونوا في خط الدفاع الأول عن أبناء شعبنا ضد جنود الاحتلال والمستعربين والمستوطنين، بعيدًا عن سياسات التطويع والنهج المدمر الذي حكم عقيدة السلطة".
وأشارت الشعبية إلى أنّ "الدماء الفلسطينية التي تسيل يوميًّا، تُشكّل فرصةً للذهاب إلى وحدةٍ وطنيةٍ على أساس برنامجٍ وطني كفاحي موحّد، يعمل على إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس عقيدةٍ وطنيةٍ مقاومة".
من جابنها، نعت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين، الشهيدين أحمد وعبد الرحمن عابد، وقالت في بيان لها: إنّ "عملية حاجز الجلمة والتي أدت لمصرع ضابط اسرائيلي، تؤكد أنّ المقاومة ماضية في طريقها، ولن تتراجع عن هدفها بتلقين الاحتلال الدروس وردعه ولجم اعتداءاته على الشعب الفلسطيني".
وحيَّت الشباب الثائر المقاوم في جنين القسام، في انتفاضته المباركة، والذين يضربون أروع ملاحم البطولة والفداء، لرفض الوجود الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية، فإنّ استمرار المقاومة وتصاعدها هو المطلوب الآن لإحباط المخططات الاحتلالية.