قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنه مع حلول الذكرى التاسعة والعشرين لتوقيع اتفاقية "أوسلو"، ما زال شعبنا الفلسطيني بكل مكوّناته وفصائله، في الداخل والشتات، يعيش مآسي نتائجها السلبية وتداعياتها الخطيرة في كل تفاصيل حياته.
وأكدت الحركة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن الاتفاقية لم تجلب لشعبنا ولقضيته سوى مزيد من التنازل عن الأرض، والتفريط في الحقوق والثوابت، ولم يجنِ منها موقّعوها غير الخيبات المتتالية بوصول سياستهم المرتهنة للاحتلال، والمتمسّكة بمسار التسوية والتنسيق الأمني مع العدو إلى حائط مسدود، وتحوّلها إلى غطاء لتوسيع رقعة الاستيلاء على الأرض، وترسيخ مشاريع التهويد في القدس والأقصى، وتعميق مأساة شعبنا في التهجير واللجوء، ومحاولة إخماد مظاهر المقاومة والانتفاضة فيه، وملاحقة المقاومين والناشطين في عموم الضفة الغربية المحتلة.
وشددت حماس على أن صور الصمود والتضحية والبطولة والتلاحم الشعبي مع خيار المقاومة الشاملة، وموجة الاشتباك الدائم في عموم الضفة المحتلة، وحالة الرّباط وشدّ الرّحال، حماية ودفاعاً عن القدس والأقصى، والمعارك البطولية التي يخوضها أسرانا الأحرار ضد السجّان، لتؤكّد مجدّداً أنَّ المقاومة بأشكالها كافة هي الخيار الوطني الأنجع لشعبنا في التحرير والعودة وتقرير المصير.
ورأت أن سياسة التنسيق الأمني مع الاحتلال، وملاحقة أبناء شعبنا والناشطين المدافعين عن أرضهم ومقدساتهم في مواجهة مشاريع الاستيطان والتهويد، هي جريمة وسلوك منافٍ لكل الأعراف والقيم الوطنية يجب أن تتوقف، وأن تطلق يد الجماهير الثائرة دفاعاً عن النفس والأرض والمقدسات بكل الوسائل المتاحة.
ودعت حماس السلطة في رام الله إلى المبادرة والإعلان عن إلغاء اتفاقية أوسلو، والانفكاك عن ملاحقها الأمنية والاقتصادية، وسحب الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني الغاصب.
كما دعت كل فصائل العمل الوطني في الداخل والخارج، وأبناء شعبنا وقواه الحيّة إلى طيّ حقبة أوسلو بكل نتائجها وآثارها، والبدء الفعلي في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، والاتفاق على استراتيجية نضالية موحّدة حول خيار المقاومة الشاملة، لمواجهة الاحتلال وتحقيق تطلعات شعبنا.
ورأت أنَّ سعي حكومة "لابيد" المتطرّفة لاستمالة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية ودعوتها للمشاركة في الحرب والعدوان ضد أبناء شعبنا، بعد فشلها في تحقيق أهدافها الخبيثة أمام صمود الثوّار والمقاومين في مخيمات الضفة المحتلة وبلداتها، هي محاولة مشبوهة نحذّر السلطة من التساوق معها، فدماء شعبنا ليست رخيصة، وحقوقه ومقدساته ليست مجالاً للمساومة.
وجددت حماس رفضها القاطع لكلّ الاتفاقيات، مهما كان مصدرها، التي لا تعترف بحقوق شعبنا المشروعة، وفي مقدّمتها نضاله ومقاومته في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته، وحقّه في تحرير الأرض والعودة إلى مدنه وقراه التي هجّر منها، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وترحمت على أرواح شهدائنا الأبرار، سائلة الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، فيما بعثت بتحيّة الفخر والاعتزاز لأسرانا الأبطال وأسيراتنا الماجدات، والقابضين على زناد الرّباط والمقاومة، والمتمسّكين بالحقوق والثوابت في كل شبر من أرض الوطن، وفي مخيمات اللجوء والشتات، معاهدتهم جميعاً على المضي في طريق ذات الشوكة، حتى النصر والتحرير والعودة.