اقتحمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين، المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية تحت حراسة من قوات الاحتلال، بالتزامن مع اقتحام مماثل لباحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة.
وقال مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي، إن المستوطنين برفقة جنود الاحتلال اقتحموا قسم ومصلى الاسحاقية بالمسجد تزامنا مع صلاة الظهر.
وأضاف أن سدنة المسجد الابراهيمي الشريف حاولوا منع مجموعة من المستوطنين ترتدي لباس فاضح، من الدخول إلى مصلى الاسحاقية، وذلك برفقة قوات الاحتلال التي وفرت الحماية لهم وقامت بتسهيل عملية اقتحامهم، في انتهاك فاضح لدور العبادة وخصوصية المسلمين.
انتهاكات متكررة
وأوضح الرجبي أن الإبراهيمي يتعرض بشكل متواصل لعمليات الاقتحام من قبل المستوطنين.
وأشار إلى أن انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الإبراهيمي متكررة ومتنوعة، تتمثل بمنع رفع الأذان المغرب يومياً، ومنع الأذان يوم السبت كاملا ما عدا العشاء، إضافة إلى استمرار اقتحام باحاته وتدنيسها والاعتداء على الموظفين واعتقالهم، رفع علم الاحتلال على سطحه، كذلك التنكيل بالمواطنين الزائرين للحرم وباحاته.
ولفت مدير المسجد إلى سيطرة الاحتلال على 60% من مساحته، ونصب 120 حاجزاً عسكرياً في محيط الإبراهيمي.
وقال الرجبي إن ما يحدث، هو خطة ممنهجة لعزل المسجد الإبراهيمي، والسيطرة بشكل تام عليه، ومنع تواجد المواطنين داخله، ورفع الأذان وأداء الصلوات فيه، إضافة إلى إقامة الحفلات الصاخبة، وإنارة "شمعدان" باستمرار، دون أن يكون للفلسطينيين أي مساحة لزيارته أو الصلاة فيه.
استفزاز المساعر خطير
بدورها أكدت الكاتبة لمى خاطر أن اقتحام المستوطنات للمسجد الإبراهيمي بلباس فاضح، يأتي ضمن سياسة مدروسة من منظومة الاحتلال لنمط الانتهاكات والتدنيس للمقدسات.
وقالت خاطر في تصريح صحفي، إن ما حصل في الأقصى يتكرر في الإبراهيمي، لأن المراد تعويد الشارع الفلسطيني على هذه المشاهد وصولاً لتثبيت أمر واقع في المسجدين، والتمهيد لانتهاكات أوسع وأخطر.
وشددت على أن "الرسالة التي يجب أن تصل للاحتلال أن المساس بالمقدسات أمر خطير، واستفزاز المشاعر الدينية للناس كفيل بصنع ردود أفعال قوية".
ودعت إلى أن تظل هذه الانتهاكات الفاضحة محل إدانة واحتجاج، وألا تصبح مقبولة، وكذلك جميع أشكال الانتهاك والتدنيس.