صفعة جديدة في وجه أمن الاحتلال في الضفة الغربية، وهذه المرة جاءت الصفعة من منطقة الأغوار شرق الضفة الغربية، ومن جنين في نفس الوقت حيث أن الاحتلال ركز خلال الأشهر الماضية جهده العسكري والأمني على شمال الضفة الغربية، وتحديدا جنين ونابلس، بينما كان هناك عمل يُجهز له ضد الاحتلال وجنوده ومستوطنيه حيث تمكن ثلاثة من الأبطال (أب وابنه وابن شقيقه) من تنفيذ عملية ضد باص لنقل وحدات قتالية من قوات الاحتلال في منطقة الأغوار، ولو قدر للعملية أن تنجح وفق المخطط لأدت لمقتل العشرات من الجنود، لكن بغض النظر عن النتائج والتي أدت إلى إصابة تسعة جنود بجراح بعضهم خطيرة لكن النجاح الحقيقي للعملية هو الصفعة التي وجهت لأجهزة الأمن الصهيونية التي التي كانت تتابع بالتفاصيل كل تحرك بالضفة الغربية في سبيل إفشال العمل المقاوم، تحت عنوان عملية كاسر الأمواج التي تتركز على مواجهة المقاومين داخل المدن الفلسطينية ومنعهم من القيام بالعمليات داخل مدن الاحتلال وضد الجنود والمستوطنين على شوارع الضفة الغربية.
لذلك فإن اعتبارات المكان والزمان كانت مهمة في إفشال هذه عملية كاسر الأمواج، حيث إن المنطقة التي يقول الاحتلال دائما إنها منطقة آمنة ومسيطر عليها أمنيًا بعد تفريغ منطقة الأغوار من المواطنين الفلسطينيين وملاحقة أي تحرك فلسطيني في تلك المناطق وخصوصية الزمان حيث إن العملية في الأغوار رسخت التقديرات عن فشل عملية كاسر الأمواج، وتعالي الأصوات داخل الكيان ضد ما يحدث وفقدان الأمن، وانتهاء القدرة على السير في الضفة بأمان.
الفشل الإسرائيلي الجديد تراكم في الضفة الغربية التي اشتعلت خلال الأشهر الماضية ووصلت إلى مرحلة يعترف فيها الاحتلال على لسان وزير الجيش وقادة جيش الاحتلال بأنهم لم يعودوا قادرين على السيطرة على الأوضاع هناك، وأن الكلمة والسيطرة للمقاومين الذين أصبحوا ينتشرون بالمئات ويهاجمون قوات جيش الاحتلال في أي عملية اقتحام للمدن الفلسطينية.
الاعتراف الإسرائيلي رده هو العمليات التي يشنها المقاومون ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين كما حدث في نابلس جنين والأهم أنه يمتد إلى مناطق أخرى منها الأغوار ومنطقة رام الله، مما يؤشر على إمكانية مزيد من العمليات ضد الاحتلال والموجوه ومضاعفة عمليات إطلاق النار والتصدي لجنود الاحتلال، أصبح ثلاثة أضعاف ما كان عليه في الماضي وهو يؤشر أيضًا، إلى أننا أمام تحول مهم في العمل المقاوم، وفي المقابل فشل ذريع القوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية في مواجهة المقاومين أو إخماد أي عمل شعبي مقاوم في الضفة الغربية.
يبقى عندنا إمكانية توقف التنسيق الأمني في الضفة الغربية أن يساهم في اشتعال المقاومة في الضفة الغربية و توجيه المزيد من الضربات الاحتلال الإسرائيلي لكن في حال استمراره هذا يعني مزيد من إضعاف السلطة وتآكل حضورها الشعبي الذي وصل إلى الحضيض خلال السنوات الأخيرة بسبب سياسات السلطة المرتبطة بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى الفساد الذي ينخر مناحي الحياة في الضفة الغربية نتاج سياسات السلطة التي يستفيد منها قادتها ومسؤولوها، والاستحواذ على الشركات والمؤسسات عبر الصفقات التجارية لمصالح شخصية ولعائلاتهم وصولًا إلى التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي في سبيل تحصيل هذه الامتيازات.