إذا ما قلنا أن اللاعبين الفلسطينيين عبارة عن عائلة كروية كبيرة، فإن النماذج الصغيرة من هذه العائلة لها تواجدها القوي والكبير في المستطيل الأخضر في الوقت الراهن.

في فلسطين تمتد أفرع شجرة العائلات لتثمر عن ظاهرة "الأشقاء الرياضيين" التي تتميز بها الملاعب الفلسطينية عن غيرها من الملاعب حول العالم، لكن اليوم ظهر أمراً جديداً يتمثل بظهور حكمين شقيقين في ملاعب غزة.

تم تسليط الضوء خلال الفترة السابقة على توارث مهنة التحكيم من الآباء للأبناء، واليوم نسلط الضوء على الحكم الشاب عبدالله أبو عشيبة وشقيقه زميله المساعد فايز.

أحب الشقيقان المهنة منذ الصغر، فعملا بها خلال مرحلة الثانوية، حتى تحصلا على دورة رسمية أشرف عليها اتحاد كرة القدم عام 2018.

حكم الساحة عبدالله البالغ من العمر "22" عاما، ينتظره مستقبل باهر في مهنة التحكيم، حيث تحقق حلمه بأن يكون قاضياً في الملاعب، كما لا يقل شقيقه فايز الذي يكبره بخمسة أعوام، عنه شأنا ولاقى إشادة واسعة من جميع المقيمين.

قرار لجنة الحكام باتحاد كرة القدم الدفع بالحكام الشباب لتجهيزهم للمستقبل، مكّن الشقيقان أبو عشيبة من إدارة المباريات الرسمية، بعد أن أثبتا نفسيهما أنهما على كفاءة عالية، ويستحقا أن يحصلا على فرصة لتحقيق حلمهما.

وظهر الشقيقان أبو عشيبة بشكل لافت للأنظار خلال إدارتهما لمباريات دوري الدرجة الثانية وبطولات الناشئين والشباب، مما جعلهما محل إشادة معظم مقيمي الحكام، وباتا مطلب العديد من الأندية لإدارة مبارياتها.

ويمتلك الشقيقان أبو عشيبة العديد من المواصفات تجعلهما لأن يكونا حكمين مميزين، لعل أبرزها الهدوء وقوة الشخصية رغم صغر سنهما، واللياقة البدنية العالية وحُسن التعامل مع القرارات الصعبة، والتركيز في أثناء المباريات، كما أنهما من المتفوقين دراسيا، حيث يدرس عبد الله الهندسة المدنية، وفايز برمجة الحاسوب.

ويتطلع الشقيقان أبو عشيبة للحصول على الشارة الدولية في المستقبل، وتمثيل فلسطين في المحافل والبطولات الخارجية، وهو من الممكن أن يتحقق إذا ما استمرا في تطوير ذاتهما مع اهتمام وتوجيه من القائمين على منظمة التحكيم.