قائمة الموقع

هل يتكرر سيناريو المنافسة على لقب دوري غزة الممتاز؟

2022-09-08T11:16:00+03:00
صورة أرشيفية

على أحر من الجمر تترقب جماهير كرة القدم في محافظات غزة انطلاق منافسات الموسم الجديد 2022-2023، ولا سيما بطولة الدوري الممتاز، التي شهدت خلال الموسم الماضي اثارة منقطعة النظير ومنافسة شرسة حتى الرمق الأخير.

خلال هذه السطور نسترجع ما حدث في الموسم الماضي، والذي قد يتكرر خلال الموسم الجديد، في ظل رغبة معظم الفرق المشاركة بنيل شرف الوصول إلى منصة التتويج في نهاية الموسم.

خمسة فرق بحظوظها في المنافسة على لقب الدوري الممتاز موسم 2021-2022، حتى الأمتار الأخيرة من عمر المسابقة، والتي أعطت البطولة رونقاً جديداً جعلتها الأقوى في السنوات الأخيرة.

شباب رفح المتوج بلقب الدوري الممتاز لم يتمكن من حسم الأمور بسهولة بل انتظر حتى الدقائق الأخيرة من نهاية مباريات الجولة الأخيرة، بعد انحصار المنافسة بينه وبين اتحاد الشجاعية، لكن ما سبق الجولة الأخيرة كان وجود اتحاد خانيونس واتحاد بيت حانون وخدمات رفح يعطي المنافسة اثارة وندية كبيرة مع احتفاظ كل الفرق بحظوظ متفاوتة.

منافسة غير مسبوقة

الشكل المختلف لمسابقة الدوري في الموسم الماضي كان غريباً على المشجع الرياضي، خاصة مع انحصار المنافسة عادة ما بين فريقين أو ثلاثة على أكبر تقدير خاصة في مرحلة الإياب، لتزداد المتابعة الجماهيرية وحالة الترقب لمعرفة الفريق الذي سيتوج باللقب في الموسم الأقوى على مدار السنوات الماضية.

الزعيم الرفحي اكتسب الخبرة في التعاطي مع مثل هذه المنافسات بفضل تاريخه الحافل من الألقاب، لينجح في نهاية المطاف بحصد اللقب بعد منافسة قوية مع الشجاعية استمرت حتى الدقائق الأخيرة بعد فوزه على الهلال بهدف نجمه طارق أبو غنيمة، وتعادل الشجاعية أمام خدمات رفح، ليحافظ الأزرق على اللقب للموسم الثاني على التوالي وللمرة الرابعة في تاريخه.

ويبدو أن شباب رفح أصبح اختصاصياً في اللعب حتى الرمق الأخير وعدم الاستسلام، ليعود من بعيد إلى اللقب، رغم بدايته المتعثرة، وهو أمر تكرر معه أكثر من مرة، ليؤكد أنه يملك مواصفات ومقومات تجعل منه منافساً شرساً على البطولات، حتى وإن لم يكن في أحسن أحواله.

ولعل ما كان له التأثير الأكبر على نجاح شباب رفح في حسم اللقب هو امتلاكه للنجم طارق أبو غنيمة، الذي تألق وحسم العديد من المواجهات، وكان الفرحة بالنسبة له مضاعفة، بعدما نال اللقب وتوّج هدافاً للدوري، ولا شك أن "الزعيم" سيفتقده كثيراً في الموسم الجديد بعد رحله نحو تجربة احترافية في الدوري المصري وتحديداً مع فريق بتروجيت.

في المقابل، كرر الشجاعية سيناريو الموسم السابق وفقد اللقب في الأمتار الأخيرة، رغم بدايته القوية في النسختين، وهنا يتضح أن الفريق يعاني من أزمة نهاية الموسم، وبات بحاجة ماسة إلى إصلاح الخلل الذي حرمه من بطولتي كانت كل المؤشرات تؤكد أنه قادر على الفوز بهما.

ويبدو أن إدارة "المنطار" أدركت الخلل وحرصت على تعزيز الفريق، على أمل أن تكون الثالثة ثابتة، وينجح الفريق خلال الموسم المقبل في التتويج باللقب وتعويض جماهيره عن مرارة فقدان البطولة في أمتارها الأخيرة.

تطلعات تنافسية

حالة المنافسة القوية في الموسم الماضي دفعت الأندية للتحرك بكل قوة في فترة الانتقالات من أجل تعزيز صفوفها بصفقات قوية، تضمن لها المنافسة خلال الموسم الجديد أو على الأقل الصمود بالنسبة للفريق غير المعتادة على المنافسة.

التعزيزات القوية التي أبرمتها الأندية وخاصة فرق الدوري الممتاز تسعى من خلالها للتحضير بأفضل صورة من أجل المنافسة على اللقب.

الدخول في أجواء المنافسة جعل فرق مثل اتحاد خانيونس وبيت حانون والتي لم يسبق لها التتويج بأي لقب رسمي جعلها تدرك أهمية العمل المبكر لدخول الموسم بأفضل صورة، إلى جانب طموح كل منهما لاعتلاء منصات التتويج للمرة الأولى في تاريخهما.

شباب رفح وخدمات رفح والشجاعية جميعهم سبق لهم التتويج باللقب وكل فريق منهم يطمح في الموسم القادم للحفاظ على حظوظه التنافسية، وتمسك الأزرق بلقب الدوري للمرة الثالثة والاقتراب من جاره الخدمات صاحب الرقم القياسي بعدد ألقاب الدوري برصيد 6 ألقاب، فيما سيكون الشجاعية أكثر شراسة في المنافسة بالموسم القادم خاصة وأنه كان قريباً للغاية من حصد اللقب في موسمين متتاليين.

صراع الهبوط

خلال الموسم الملتهب لم تقتصر المنافسة على مقدمة الترتيب؛ بل شهد صراع الهبوط منافسة حامية الوطيس، وتواجدت العديد من الفرق العريقة في مناطق الخطر، رغم أن مكانها الطبيعي في مقدمة جدول الترتيب.

أبرز مفاجآت الموسم الماضي هو ما آلت له أحوال نادي خدمات الشاطئ الذي هبط لدوري الدرجة الأولى في سابقة لم يتوقعها أشد المتشائمين في ظل التحضيرات التي أجراها النادي قبل بداية الموسم، لكن الصاعقة جاءت لجماهير البحرية بالنتائج المخيبة التي تسببت في هبوطه بنهاية المطاف.

الأهلي كان هو الطرف الثاني في الهبوط والعودة للدرجة الأولى التي صعد منها في الموسم السابق، إلا أن الفريق برغم الفرص القوية لبقائه حتى الجولة الأخيرة إلا أنه فرط بهذه الحظوظ بعد سقوطه في فخ التعادل أمام شباب جباليا الذي كان هو الآخر مهدداً بالهبوط.

وجود شباب جباليا في مراكز الخطر لم يكن متوقعاً بنسبة كبيرة قبل بداية الموسم مقارنة بالصفقات التي أتمها والتصريحات التي سبقت انطلاق المسابقة، ليجد نفسه في دوامة من النتائج السلبية التي جعلته يصارع حتى الجولة الأخيرة، لينجو من مقصلة الهبوط بعدما انتزع هدف التعادل في مباراته أمام الأهلي في الدقيقة (96)، وهذا ما جعله يضمن البقاء مكتفياً بالتعادل.

مشهد المنافسة المثير للغاية سواء في المقدمة أو في مراكز الهبوط بالموسم الأخير، جعل الفرق أكثر نشاطاً في سوق الانتقالات وهذا ما يبشر بوجود منافسة نارية في الموسم الجديد والذي سينعكس بالمتعة والاثارة للجماهير الغزية.

اخبار ذات صلة