قائمة الموقع

"نفق الحرية".. بارقة أمل للأسرى ومشعلةٌ جذوةَ المقاومة في الضفة

2022-09-06T08:47:00+03:00
صورة أرشيفية

كان نجاح 6 أسرى بتحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" الأكثر تحصيناً بين سجون الاحتلال، "حدثاً غير عادي"، إذ إنه أسس لمرحلة مهمة على صعيد ازدياد رقعة المقاومة وخاصة في مدينة جنين، ورفع الروح المعنوية لدى الأسرى في مختلف سجون الاحتلال من جهة أخرى، حسبما يرى مراقبون.

وأوضح المراقبون لصحيفة "فلسطين"، أن هذه العملية شكلت "ضربة قوية" للمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي تعتبر نفسها من أقوى المنظومات على مستوى العالم، عدا عن أنها هزت صورتها أمام المجتمع الإسرائيلي برمّته.

وتمكن الأسرى الستة في السادس من سبتمبر/أيلول من العام 2021، من انتزاع حريتهم من زنزانتهم في سجن "جلبوع" عبر نفق حفروه على مدى أشهر، قبل أن تعيد قوات الاحتلال اعتقالهم بعد مطاردة استمرت أسبوعين.

والأسرى هم: محمود العارضة (46 عاما) من عرابة والمحكوم بالسجن لمدة 99 عاما، ومحمد العارضة (40 عاما) من عرابة، والمحكوم 3 مؤبدات و20 عاما، ويعقوب قادري (49 عاما) من بير الباشا والمحكوم بمؤبدين و35 عاما، وأيهم كممجي (35 عاما) من كفر دان والمحكوم بالسجن مؤبدين ومدى الحياة، ومناضل انفيعات (26 عاما) من يعبد، وزكريا الزبيدي (45 عاما) من مخيم جنين، وجميعهم من محافظة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

ضربة قوية 

يقول المدير العام لنادي الأسير عبد الله الزغاري: إن عملية "نفق الحرية" التي نفذها ستة أسرى "بعدما حفروا النفق بإرادتهم وعزيمتهم لفترة طويلة بحثاً عن الحرية، شكّلت "ضربة قوية لمنظومة الأمن الإسرائيلية".

وأوضح الزغاري لصحيفة "فلسطين"، أنه "رغم كل القيود التي مورست بحق الأسرى داخل السجون وتحديداً في جلبوع الذي تعتبره حكومة الاحتلال الأكثر تحصيناً، إلا أن الأسرى الستة تمكنوا من انتزاع حريتهم ولو فترة قصيرة قبل أن يُعاد اعتقالهم مرّة أخرى".

وبيّن أن هذه العملية شكّلت بارقة أمل رغم قصر مدتها لجميع الأسرى في مختلف سجون الاحتلال من جهة، وحالة إرباك في منظومة الاحتلال من جهة أخرى.

وبحسب الزغاري، فإن سلطات الاحتلال صبت جام غضبها تجاه الأسرى الستة وغيرهم في جميع السجون، من خلال رفع وتيرة الخناق والتضييق بحقهم، سيّما المرضى منهم، مشيراً إلى أنهم يتعرضون لانتهاكات متواصلة وحرمان من الزيارة والعزل الانفرادي لفترات طويلة.

وأشار إلى أن "قوات الاحتلال استدعت العديد من الجنود والوحدات الخاصة من أجل إعادة تحصين هذا السجن بشكل أكبر، في محاولة لعدم تفكير المعتقلين بنفس تلك الخطوة مرة أخرى".

وشدد على أن "هذه العملية رغم أنها ليست الأولى، إلا أنها شكّلت نقلة نوعية في قدرة الأسرى على كسر منظومة الأمن التي يتغنى بها المجتمع الإسرائيلي، كونهم حفروا النفق بأدوات بدائية"، لافتاً إلى أنها جعلت المجتمع الإسرائيلي في حالة خوف وترقب، خشية تنفيذ هؤلاء المناضلين أعمال نضالية أخرى.

ولفت الزغاري إلى أن السجون هي ساحة اشتباك يومي بين الأسرى والاحتلال "لكن وتيرة التضييق ارتفعت أكثر عقب عملية "نفق الحرية"، عبر محاولة فرض قيود جديدة بحقهم تمثلت في عمليات النقل التعسفي والمحاكمات الداخلية والغرامات والعزل الانفرادي".

ورأى أن هذه الممارسات تندرج ضمن سياق الاستهداف المتواصل بحق الأسرى في سجون الاحتلال، مستدركاً: "لكن تلاحم الحركة الأسيرة ووحدتها وقف حائلاً أمام إدارة السجون من ممارسة تلك القيود".

تصاعد المقاومة

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح: إن عملية "نفق الحرية" جاءت بعد معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة في غزة ضد الاحتلال، لتشكّل ضربة قوية أخرى للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وبيّن الصباح لصحيفة "فلسطين"، أن المقاومة زرعت في نفوس الفلسطينيين، سيّما الأسرى الأمل والقوّة، مما شكل دافعاً لهؤلاء الأسرى الستة للهروب عبر نفق من أكثر السجون صرامة وحماية.

وأضاف: "عملية نفق الحرية أُضيفت للعمليات البطولية التي أصابت عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وجعلت الصورة التي رسمها الاحتلال لنفسه تهتز أكثر داخل المجتمع الإسرائيلي".

وأوضح أن الذكرى الأولى لـ"نفق الحرية" تحل في ظروف مشابهة، إذ إن وتيرة المقاومة تزداد بشكل أكبر، مستدلاً بالمشاهد التي عرضها مقاومون من القسام عبر فيديو قصير في جنين "وهذا تحدٍ جديد ونوعي للاحتلال".

ورأى أن الضفة الغربية ذاهبة نحو رؤية جديدة ومقاومة متصاعدة ومتماسكة رديفة لغزة، متابعاً "ربما الأيام والشهود القادمة تحمل نجاحات وانتصارات جديدة للمقاومة لا يستطيع الاحتلال تحمل كُلفتها".

ووفق الصباح، فإن الاحتلال بات في حالة من الاضطراب إذ إنه ينقل الأسرى من أقسام لأخرى بشكل مستمر، خشية حدوث ثورة داخل السجون، وتنتقل إلى الخارج، والتي قد تتزامن مع إجراء الانتخابات الإسرائيلية خلال الأشهر القليلة القادمة.

وختم حديثه أن "نفق الحرية أعطى الأمل لكل الأسرى، وكشف أن الاحتلال ليس كما هو بصورته السابقة، حيث اهتزت صورته أمام المجتمع الإسرائيلي بسبب الانهزامات المتكررة".

اخبار ذات صلة