- أبو عواد: مرحلة مؤثرة ومقلقة للاحتلال وحماس تلعب دورًا بارزًا فيها
- شديد: المقاومة بالضفة تجسد حالة الوحدة الفلسطينية متجاوزة المستوى الرسمي
- عرابي: حماس أكثر الحركات الملاحقة بالضفة بالاستهداف والاعتقال والمطاردة
اشتباكات في جنين ونابلس والنبي صالح، مشهدٌ ليلي بات يتكرر يوميًا مع حلول المساء بالضفة الغربية، يحول بعض المناطق فيها إلى ساحة معركة بين المقاومين الفلسطينيين وجنود قوات الاحتلال، لا يهدأ فيها صوت الرصاص والاشتباكات العنيفة حتى تنسحب تلك القوات، وتفشل مهمتها في اعتقال أو ملاحقة المقاومة.
حالة مقاومة لافتة ومقلقة لدولة الاحتلال يتراجع فيها استخدام الشبان للحجارة في رشق قوات الاحتلال كما كان في السنوات السابقة، ومواجهتهم واستخدام السلاح، وهذا "ما يبرز دور حركة حماس في دعم المقاومين حتى ولو لم ينتموا إليها"، يقول مراقبون.
ليلة أول أمس وحدها شهدت الضفة سبع عمليات إطلاق نار، تمثلت في التصدي لقوات مقتحمة في نابلس وجنين وإطلاق نار على حواجز .
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" في تقريره الدوري لأعمال المقاومة (832) عملاً مقاوماً، خلال شهر أغسطس/آب الماضي، أصيب خلالها (28) إسرائيلياً بعضهم بجراحٍ خطرة.
واستشهد (9) مواطنين برصاص قوات الاحتلال في خمس محافظات؛ (5) شهداء منهم في نابلس وحدها، في حين أصيب (621) فلسطينياً.
وتشهد عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال تصاعداً ملحوظاً مقارنة بشهر يوليو الماضي، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (73) عملية، (28، 24) عملية منها في نابلس وجنين على التوالي، حسب التقرير.
حضور حماس البارز
يبرز دور حركة حماس وحضورها في عمليات المقاومة بالضفة، وهذا ما يرجعه الكاتب والناشط السياسي ساري عرابي إلى أن حماس هي أكثر التنظيمات التي يلاحقها الاحتلال بالضفة الغربية فأكثر حملات الاعتقال تستهدف كوادرها وعناصرها، مشيراً إلى أن الحركة تسابق الزمن من أجل بناء قدراتها هناك، لذلك أغلب المجموعات التي تعتقل هي مجموعات تابعة لحماس.
وقال عرابي لصحيفة "فلسطين": "يغلب على طابع خلايا حماس السرية أنها تميل للعمل غير المكشوف، ورغم ذلك اعتقل الاحتلال العديد من المجموعات التابعة لحماس، إلا أن حماس كانت تساعد الفصائل بالمعرفة وبناء القدرات والتمويل من أجل تنفيذ عمليات عسكرية".
وأشار إلى أن الضفة الغربية انغمست بالانتفاضة الثانية التي انطلقت عام 2000 بشكل كبير، وشهدت خلالها عملية اجتياح جنين وتفكيك الاحتلال للبنية التنظيمية للفصائل، وحدوث الانقسام الفلسطيني والذي انعكس على واقع الضفة وبقيت الأمور على حالها حتى عام 2014.
وأضاف عرابي أن الأجيال الجديدة التي لم تعايش تلك الأحداث، تخوض اليوم أشكالا متعددة من المقاومة، تأثروا بعدوان الاحتلال على غزة عام 2014، وهو ما شكل دافعًا لاندلاع هبة القدس عام 2015، وظهرت عمليات الطعن الفردية والسكاكين واستمرت لفترة، وتبعها هبات مختلفة كل عامين وعمليات مؤثرة يقف خلفها عدد من أبناء التنظيمات.
واعتبر ذلك تطورا طبيعيا لمسار طويل من المقاومة منذ سبع سنوات، شكلت فيه معركة "سيف القدس" التي اندلعت في مايو العام الماضي مصدر إلهام للجماهير بالضفة.
هذا التطور في المقاومة يرجع عرابي أسبابه إلى تراجع مشروع السلطة السياسي وانفضاض الجماهير عنه، وسعي التنظيمات لتطوير قدراتها والتعافي من الضربات الأمنية التي يواجهها الاحتلال لها.
تراجع هيبة السلطة
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد أن عمليات المقاومة كانت في الفترات السابقة تتركز في مناطق معينة مثل جنين والقدس، واليوم أصبحت تشمل كل مناطق ومدن الضفة الغربية.
وقال شديد لصحيفة "فلسطين": "اللافت هو انتقال العمليات بين مدن الداخل المحتل، إلى رام الله، لغور الأردن، جنين، الخليل، نابلس، القدس المحتلة، وانتقالها من استقبال الشبان لقوات الاحتلال بالحجارة ورشقهم بها، إلى استقبالهم بإطلاق النار على القوات المقتحمة. هذا يعد تطورًا مهمًا جدًّا".
وأضاف: "بالعادة تشهد الضفة مواجهات ليلية في ساعات المساء بالحجارة، لكن بدأت عمليات إطلاق النار تطغى على مشاهد رمي الحجارة، فنرى المسلحين في منطقة سلواد برام الله، وفي نابلس، وجنين، وطولكرم، والخليل، المهم فيها أن حماس تطلق النار وكتائب شهداء الأقصى والجهاد الإسلامي بجوارها، في تجسيد لحالة الوحدة الفلسطينية متجاوزة الحالة الرسمية".
وبيّن شديد أن هذه الحالة تدفع الاحتلال للتفكير كثيرًا قبل اقتحام المناطق الفلسطينية، فلم تعد المداهمات والاعتقالات تمر دون خسائر أو تقتصر على الحجارة وزجاجات حارقة، حتى إن أي جندي ينزل من العربات المصفحة يتوقع أن يتم إطلاق النار عليه من المقاومين.