قائمة الموقع

​ضيق حوض المرأة سبب للولادة المتعسرة

2016-12-05T07:03:34+02:00

حوض المرأة عادةً ما يشبه القمع ذو فتحتين إحداهما كبيرة وهي الدائرية ومنها يدخل الطفل؛ وهذه الفتحة هي مدخل الحوض؛ أما الفتحة الأخرى وهي الأصغر وهي مخرج الطفل للولادة>

والحوض له أبعاد ثابتة؛ وإذا ما حدث خللٌ أو نقص في هذه الأبعاد فإنه يطلق على الحوض أنه منقبض أو منكمش أو ضيق في الحوض؛ ويقاس اتساع الحوض نسبةً إلى حجم رأس الجنين.

ويختلف ذلك من امرأة إلى أخرى؛ فحوض المرأة الآسيوية أضيق من حوض المرأة الأوروبية؛ ولكن حجم رأس طفلها أصغر ولذلك يمر بسهولة.

وعموماً فإن انقباض الحوض قد لا يؤثر التأثير الملحوظ في تعسر الولادة إلا إذا كان حجم الجنين كبيراً بشكلٍ غير طبيعي حتى إذا كان انكماش الحوض متوسطاً فإن ذلك يسبب حدوث الأوضاع الشاذة للجنين؛ وتطول بالتالي مدة الولادة.

أما انقباض الحوض بشكلٍ ملحوظ حين يكون الطفل كامل النمو فإنه يستحيل خروج الطفل من خلال هذا الحوض الضيق حسب المقاييس الثابتة.

لكن لكل قاعدة شواذ وتشخيص انقباض الحوض يمكن أن يحدث في فترة مبكرة جداً من بداية الحمل بواسطة الطبيب المعالج وإذا ما اكتشف الطبيب وجود انقباض.

وإذا كان الانقباض نسبياً قليلاً فإن المرأة نادراً ما تحتاج إلى رعاية خلال فترة الحمل؛ وأما إذا كان الانقباض شديداً فإنه يحتاج إلى رعاية مركزة وكبيرة ويستطيع الطبيب أن يتنبأ بتعسر الولادة في الوقت المبكر؛ ليعد المرأة الحامل لأمرٍ كهذا تجنباً لأية مضاعفات قد تحدث للمرأة والجنين.

وإذا ما اكتشف الطبيب هذا عن طريق الكشف الإكلينكي أو باستعمال الموجات فوق الصوتية "السونار" فإذا كان متأكداً من ذلك فإنه قد يلجأ إلى العملية القيصرية وإذا كان يشك في ذلك فـإنه ينتظر حدوث عملية المخاض ويعطي فرصة ومحاولة لولادة طبيعية؛ تحت مراقبة من قبل الطبيب وتقييم الوضع إما لحدوث ولادة طبيعية أو اللجوء لعملية قيصرية فإذا مرت رأس الجنين خلال الحوض فلا داعي لإجراء أي عملية جراحية؛ وإذا لم تمر لجأ إلى الجراحة القيصرية ويمكن أن يقرر ذلك قبل الولادة بشهور؛ ويمكن أن تتم الجراحة قبل موعد الولادة بحوالي عشرة أيام إلى أسبوعين.

ومن المعروف أنه عندما نقول إن هذا الحوض منقبض فإنه يكون أربعة أخماس الحجم العادي؛ وإذا ما تناولنا أسباب انكماش الحوض فسنجد أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوراثة والبيئة؛ وعلى سبيل المثال فإن المرأة ذات الحوض المنكمش عادةً تعاني من مرض لين العظام؛ وتبدو في مظهرها العام هشّة هزيلة وهي ترث هذه الصفات من الأم في أغلب الحالات إلى جانب سوء التغذية وخاصة فيتامين د والكالسيوم وهي تعاني أيضاً من الضعف العام.

وهذه العوامل جميعها تساعد الصفة الموروثة على الظهور وحدوث انكماش الحوض وهذه الظاهرة تحدث أو تتواجد عادةً فيما يعرف باسم الأقزام؛ وهم غالباً طولهم أقل من 150 سنتيمتر والحذاء الذي يرتدونه أقل من 35.

أنواع الأقزام:

1-هو قزم حقيقي غير كامل النمو؛ هناك تناسق الأجزاء ويختلف عن الشخص العادي في صغر حجمه وجسمه.

2- هو قزم أصيب بسوء التغذية وبصغر الغضاريف وكذلك العظام فأصيب بقصر ملحوظ في ساقيه وذراعيه ولكن حجم الرأس أو الجذع يكون عاديا.

والنوع الأول إذا ما حدث لنسائه حمل فإن الطفل يكون صغيراً بالوراثة ويولد ولادة عادية؛ وعادةً لا توجد مشاكل أو تعسر في الولادة.

أما النوع الثاني فهو مشكلة بالفعل، حيث يمتاز هذا النوع بكبر حجم الرأس والصدر العريض وقصر الأطراف، علاوةً على أن هذا النوع من الأقزام رجالاً ونساءً على السواء يمتازون بقوة الخصوبة وعادةً يكون أولادهم إلى حد ما عاديين؛ وإذا كانت الأم ذات حوض منكمش فهناك تعسر في الولادة والجراحة لازمة في كثير من الحالات.

وإن نقص الكالسيوم والفسفور يؤديان إلى الكساح في الأطفال؛ ولين العظام والكساح هما سببا تشوه الحوض وصغره؛ ولعلنا وجدنا السبب في وجود تشوه الحوض وانكماشه وانقباضه؛ وذلك الذي يؤدي إلى تعسر الولادة؛ ويرجع السبب في هذا إلى أن الجلد الأسود يعوق نفاذ أشعة الشمس والتي بها الأشعة الفوق البنفسجية اللازمة لتكوين فيتامين "د" تحت الجلد اللازم لترسيب الكالسيوم والفوسفور اللذين يمنعان تشوه وانكماش الحوض وتكون العظام رخوة.

وبسبب الجلوس المستمر للطفل المصاب بالكساح فإن ذلك يجعل الثقل كله مركزاً على عظام الحوض وذلك يؤدي إلى أن تبرز عظام الحوض إلى الأمام فيقل طول أهم قطر في مدخل الحوض؛ وقد يقل هذا القطر في الحالات الشديدة فيصبح حاجزاً يمنع الولادة الطبيعية تماماً، أما مخرج الحوض فإنه لا يضيق في حالات الكساح بل إنه يتسع في معظم حالات الكساح.

وعادة يحدث الكساح في الأطفال أما لين العظام فإنه يحدث في البالغين وفيه يحدث ضيق في مدخل الحوض ومخرجه نتيجة للضربات التي تحدث بين عظمة الفخذ وجانبي الحوض أثناء المشي فيؤدي ذلك إلى أن تندفع جوانب الحوض بعضها تجاه بعض؛ بل في بعض الحالات الشديدة فإنه يحدث ضيق في المهبل لدرجة أنه يعوق نزول الجنين وتكون الجراحة القيصرية هي الحل الوحيد في مثل هذه الحالات من لين العظام الشديد والذي ينشأ من كثرة الحمل والرضاعة؛ إذ إن الجنين يستهلك كل ما لدى الأم من الكالسيوم والفسفور وعادة تشعر الحامل بآلام شديدة في العظام والعضلات أثناء فترة الحمل تختفي بعد انتهائها وتعود في الحمل الذي يليه.

وفي كل مرة من المرات تزداد صعوبة الولادة لدرجة أنه أثناء الولادة الرابعة أو الخامسة فإن عملية الولادة تكون متعسرة تماماً تحتاج إلى التدخل السريع جراحياً ويرجع ذلك إلى ازدياد التشوه المرة تلو الأخرى والزيادة التدريجية في حجم الجنين؛ ولتفادي هذه المشكلات فإن الوقاية هي أحسن علاج وذلك بتناول الأم فيتامين "د"، وأخذ زيت كبد الحوت وزيت السمك وكذلك التعرض لأشعة الشمس، خاصة في الصباح والمساء لتكوين فيتامين "د" تحت الجلد منذ الطفولة.

اخبار ذات صلة