احتفى مهرجان الصورة اللبنانية بالصحفية شيرين أبو عاقلة عبر مجموعة من الصور جسدت مسيرتها.
والمقرر أن تستمر فعاليات المهرجان الذي افتتح في الثاني من سبتمبر/ أيلول حتى الثلاثوي من الشهر نفسه في المكتبة الوطنية في الصنائع.
ويضم المعرض أكثر من 35 صورة من الحجم الكبير جسَّدت مسيرة شيرين أبو عاقلة، بين الطفولة، والشباب والمهنة والوداع.
وتعاون في إيصال الصور إلى بيروت العديد من المصورات والمصورين العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب الاستعانة بأرشيف عائلتها، وأرشيف قناة الجزيرة.
الصورة المعهودة لشيرين وخلفها القدس وقبة الصخرة شكلت البداية، وإلى جانبها كلمة جاء فيها "لم يكن ممكنًا أن يقام هذا المهرجان من دون عيون شيرين الساخرة من قاتلها".
جناح شيرين أبو عاقلة في مهرجان الصورة جاء تسلسليًا حيث كانت البداية مع مناولتها الأولى وهي طفلة.
ومن الصور المؤثرة جدًا في معرض التحية لشيرين برزت لحظة إدخال جسدها إلى المشفى، ومن لم تنهمر دموعه من زملائها المصورين، عضَّ على شفته حتى كاد يقطعها.
أما صور التشييع وانقضاض جنود الاحتلال على المشيعين، فقد أتاحت التمعُن بحجم الإجرام الذي مارسه هؤلاء المارقون بحق شيرين وهي في رحلتها الأخيرة داخل وطنها. وفي الوقت عينه أكدت تلك الصور تصميم المشيعين على إتمام تلك الرحلة بكل قواهم، ومهما بلغت وحشية العدو.
إنها شيرين أبو عاقلة مكرّمة في بيروت فهي "باتت رمزًا لا يموت وذاكرة خضراء لا تجف.. تمامًا مثل الوطن يحمله الفلسطينيون في صدورهم روحًا خصبة أينما حطتهم الريح".
وأعلن تخصيص ركن لصورة شيرين في المكتبة الوطنية، تخليدًا لذكراها، ورسالة من بيروت إلى القدس. فكما تحررت بيروت هكذا ستتحرر القدس وكل فلسطين، يؤكد القائمون على المهرجان.
وقبل إزاحة الستارة عن صورة شيرين قلّدها وزير الثقافة القاضي محمد المرتضى درعًا "عربون وفاء وتقدير لا حدود لهما". وقد تسلمته الزميلة شدا حنايشة "وهي التي صرخت طالبة النجدة حين سقطت شيرين بعد رصاص الغدر على رأسها. ولأن شدا حنايشة نموذج من الشعب الفلسطيني المناضل قلّدها الوزير المرتضى درع تقدير من وزارة الثقافة.
وتضمَّن المعرض الذي شهدته الباحة الخارجية للمكتبة الوطنية جناحًا خاصًّا بالتفجير الذي شهدته بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020. هي صور تنقل مشاهد عن لحظات الرعب والموت. ومن بين الصور تلك اللوحة التي حملت أسماء شهداء ذاك اليوم الأليم.. تضمّن المعرض صورًا لمصورين صحافيين من لبنان، إلى جانب قسم خاص بمجموعة صور التقتها عدسة شيرين يزبك بعد التفجير.