لم تكن مفارقات القدر سهلة على طبيب مصري هرع لإسعاف مصابي حادث تصادم قطار بباص ركاب في محافظة الشرقية بمصر.
فقد تفاجأ الدكتور علاء عبد السلام، طبيب الطوارئ في مستشفى فاقوس المركزي، حين كان يحمل المصابين بالحادث واحدًا تلو الآخر مؤديًّا عمله، بابنته بين المتوفين.
فارتسمت الصدمة على وجهه، ولم تسعفه دموعه من قساوة ما رأى، إلى أن سمعه الحاضرون يردد كلمات غير مفهومة بينها: «لا إله إلا الله.. اللهم أجرنا في مصيبتنا».
وتوفيت روان علاء عبد السلام - 18 سنة-، الطالبة بكلية الطب، بمجرد وصولها المستشفى، في حين لم يستطع والدها إنقاذها، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة.
يُذكر أنّ عائلة الطبيب كانت من بين المصابين في الحادث الذي أدى إلى وفاة ابنته، بينما تقبع زوجته بالعناية المركزة بحالة خطرة ومعها أبناؤه.
وارتفع عدد ضحايا حادث اصطدام قطار بسيارة ميكروباص قرب مزلقان قرية إكياد، التابعة لدائرة مركز شرطة فاقوس بمحافظة الشرقية، إلى 3 وفيات، فيما تأكد إصابة 10 أشخاص آخرين جراء الحادث.
«يوم سعيد يا بابا»، هكذا كانت الورقة التي تركها أبناء الطبيب علاء عبد السلام في حقيبته منذ يومين، حيث نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، معبرًا عن فرحته الشديدة بهذه الورقة التي تركها أطفاله له، قائلًا: «وجدتها في حقيبتي، لا أعلم من كتبها ولم أبحث، ولكني أعلم مدى محبتهم لي، أسرتي الرائعة أحبكم جميعًا»، ليكون ذلك المنشور بمثابة الرسالة التي ودّع بها الطبيب، أسرته، ليُفاجأ بإصابتهم في الحادث المروع ووفاة ابنته.