ترابط الطالبة السورية وجد حلاق، وصديقاتها أمينة وآية ويقين، على بعد أكثر من 600 كم عن مدينة القدس، تحديدًا في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، نصرةً للمسجد الأقصى المبارك، ضمن فريق "مرابطات عن بعد".
وجد، التي تشرف على أربع مجموعات لفريق "مرابطات عن بعد"، في سوريا ومصر والأردن والضفة الغربية المحتلة؛ تُبين لـ"قدس برس" أنّ انضمامها للفريق يعود إلى "ضعف التفاعل مع القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك، في الشمال السوري".
وتضيف: "ضعف التفاعل جعلني أبحث عن طريقة لسد هذا الثغر، ووجدت ضالّتي في فريق مرابطات عن بعد".
وتُبين أنها وصديقاتها يتابعن أخبار القدس وفلسطين، وكذلك أخبار الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وينشرن فقرات توعوية عن أهمية القضية الفلسطينية عبر صفحات الفريق في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول المرابطة السورية وجد: "أواجه انتقادات من أشخاص يعتقدون أنني أركز اهتمامي على القضية الفلسطينية، على حساب قضيتي السورية".
وتتابع: "قضية فلسطين هي قضية الأمة، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، ولنا في المسجد الأقصى كما للمقدسيين المرابطين على أعتابه".
وتشير وجد، في حديثها مع "قدس برس"، إلى أنّ "عدد المرابطات عن بعد في سوريا 40 مرابطة، منهنّ 4 مرابطات في الشمال السوري، يُخطّطن لتنظيم ندوة ميدانية في إدلب بالتعاون مع هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية".
وتتابع: "إنّ الندوة ستتناول مواضيع تتعلق بفلسطين في عقيدة المسلمين، ومخططات الصهاينة للاستيلاء على مدينة القدس، وتسليط الضوء على الأسرى المضربين عن الطعام (في سجون الاحتلال الإسرائيلي)، إضافة إلى التعريف بفريق مرابطات عن بعد".
من جهتها توضح عضو إدارة فريق "مرابطات عن بعد"، إيمان كردية، وهي أردنية تقيم في الكويت؛ أنّ "فكرة تأسيس الفريق بدأت لدى فتيات عاملات في فرق مقدسية، عقب اعتقال المرابطة هنادي الحلواني عام 2019 وانتزاع حجابها، إذ قررت الفتيات أن يكون لهن دور في فضح هذه الاعتداءات".
وتضيف كردية لـ"قدس برس": "الفريق حاليًّا، بعد سنتين من تأسيسه، لديه فعاليات ميدانية على الأرض في الكويت والأردن ولبنان، لكن مع التنسيق المستمر بين المشرفات سيكون لديه أعمال ميدانية أكبر وفي كل البلدان".
وتشير إلى أنّ "أهم العوائق التي تواجه الفريق هو عدم قدرة الأعضاء والمشرفين على اللقاء والتواصل ميدانيًّا، بسبب التوزع في جميع أنحاء العالم".
وتمضي إلى القول: "تقتصر اللقاءات على الوسائل الإلكترونية فقط، عدا الكويت والأردن ولبنان وغزة؛ حيث يلتقي المشرفون والأعضاء على الأرض، وهو ما يبشر بحل هذه الثغرة لاحقًا".
وتوضح كردية، في سياق الحديث عن آلية عمل الفريق؛ أنّ لـ"مرابطات عن بعد" عدة أهداف، أهمها "تعزيز المنشورات اليومية التي تُذكّر بالقضية وإعادة نشرها من طريق الأعضاء المرابطات".
وتُبين أن "الفريق يركز على عدة أمور أخرى، كالختمة القرآنية، وفجر الأقصى، وحلقات لحفظ القرآن لمتابعة من أرادت إتمام حفظها".
وتؤكد كردية أنه منذ تأسيس الفريق "يتواصل مع جميع المرابطات في المسجد الأقصى، كخديجة خويص وهنادي الحلواني، لاستشارتهنّ في العديد من الأمور، وضيافتهنّ في اللقاءات العامة والخاصة، لتلقي الدعم المعنوي منهن".
وأسس فريق "مرابطات عن بعد" في 13 تموز (يوليو) 2019، بعد انتشار فيديو لاعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على المرابطة المقدسية هنادي الحلواني وانتزاع حجابها.
ويضم الفريق حاليًّا قرابة 5 آلاف مرابطة، من 35 دولة بالعالم، ضمن فرق تتكون من إدارة ومشرفات ومرابطات، يُنفّذن عدة مهام وفقرات يومية، "لبناء الأعضاء بناءً دينيًّا سليمًا"، وفقًا لإفادة القائمات على الفريق.