لم تتوقف الطفلة جوري عن البكاء والأنين طيلة ليالي شهر تموز/ يوليو شديدة الحرارة، فعضات البعوض المنتشرة على كافة أنحاء جسدها جعلتها تشتكي الحكة والحساسية بشكل منعها ومنع أمها من النوم والراحة.
والدة الطفلة عايدة محمود من مدينة غزة أكدت أن انتشار البعوض في بيتها حرمها هي وابنتها من النوم الهانئ، لافتةً إلى أن طفلتها ذات الـ 3 سنوات تركت عضات البعوض عليها تأثيراً كبيراً حتى أنها انتشرت في جسمها كالمرض.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": "لم أستطع طوال فترة الصيف النوم جيداً بسبب تضايق طفلتي من البعوض حيث إنها لم تتوقف عن حك عضة البعوض وهو ما تسبب بحصول هيجان واحمرار في جلدها".
وأضافت:" استعملت لتهدئتها بعض المراهم الخاصة بالحساسية إلا أن تأثيرها قليل ويذهب بعد فترة لتعود المشكلة من جديد"، داعيةً الجهات المسئولة إلى إيجاد حل نهائي للبعوض الموجود بكثرة في القطاع.
على غرارها لم تفلح محاولات الأم صابرين محيسن في منع البعوض من دخول منزلها وإلحاق الأذى بأطفالها الثلاث والذين لا تتجاوز أعمارهم التسع سنوات، مؤكدة أنها تتمنى أن ينتهي فصل الصيف فقط لاتقاء شر البعوض.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": إن أطفالها الثلاث يستيقظون من النوم في منتصف الليل يبكون ويحكون في أنحاء جسدهم بعد أن تكون البعوضة قد تركت آثارها عليهم، مشيرة إلى أنها تضطر كثيراً إلى "تغسيلهم" وذلك للتخفيف من آثار الحكة.
ولفتت محيسن إلى أن الأدوات التي يتم بيعها في الأسواق والتي تقوم بإبعاد البعوض عن الغرف لا جدوى منها، مبينةً أنها وضعت ميزانية خاصة بشراء مراهم الحساسية لتلطيف أجساد أطفالها بعد لدغات البعوض التي تسبب لهم حكة شديدة.
ويؤكد رئيس قسم الصحة الوقائية في بلدية غزة كمال الكولك أن انتشار البعوض يبدأ من شهر أبريل حتى شهر أكتوبر، وأن ذروة انتشاره تكون من شهر مايو ويوليو، لافتاً إلى أن تجمعات المياه تساهم في انتشاره وتواجده بشكل كبير.
وبين لـ"فلسطين" أن هناك 3 أنواع من البعوض الأول: البعوض الذي يسبب مرض الملاريا وهو غير موجود في الأراضي الفلسطينية، والنوع الثاني: يسبب الحساسية وحكة في الجلد مكان لدغة البعوض بالإضافة إلى احمرار".
وأضاف الكولك أن النوع الثالث يطلق عليه بعوض النمر الأسود وكان قد دخل فلسطين العام الماضي وأتى من شمال فلسطين المحتلة عام 1948م، إلا أنه لم يلحظ تواجده في قطاع غزة خلال العام الحالي.
وأشار إلى أن البلدية لاحظت خلال العام الحالي وجود البعوض من النوع الثاني وهو الذي يسبب حساسية وحكة عند الأطفال وكبار السن"، مستدركاً:" ولكنه لا يشكل خطراً كبيراً لمن يصاب بلدغاته".
وأوضح الكولك أن بلدية غزة تعمل على مكافحة البعوض قبل انتشاره حيث تبدأ عملية المكافحة منذ بداية شهر أبريل وتستمر حتى تخف آثاره على المواطنين، منوهاً إلى أن البلدية تقوم بعملية مسح لكافة تجمعات المياه الكبيرة الموجودة للقطاع.
وبين أن عملية الوقاية تعتمد على استخدام المكافحة "الميكانيكية" التي تتم على 3 مراحل هي: التخلص من تجمعات المياه الصغيرة، ورش أماكن تجمع مياه الأمطار الكبيرة، أما المرحلة الثالثة فتتم من خلال رشّ الأحياء السكنية بخليط معين يسهم في قتل هذه الحشرة.
وأردف الكولك: "إن البلدية قامت برش العديد من المناطق التي يتكاثر بها البعوض لمنع تكاثرها ومن أبرز تلك المناطق: برك تجميع مياه الأمطار في منطقة عسقولة، وحي الشيخ رضوان، حديقة الصداقة بحي التفاح، بالإضافة إلى خطوط المياه في مناطق النفق وشارع بورسعيد".
وذكر أن كثيرا من الشكاوى التي تصل بلدية غزة تكون متعلقة بالبعوض، مطالباً المواطنين بالالتزام بطرق الوقاية التي تمنع من انتشار البعوض ومنها تغطية خزانات المياه المنزلية وتجفيف أي مياه راكدة تتواجد حول المنازل.
ودعا الكولك إلى ضرورة التخلص من الأوعية التي تتجمع فيها المياه، وتركيب شبك على نوافذ المنزل لمنع دخول أي من الحشرات الضارة، بالإضافة إلى استخدام الأدوية العلاجية التي تختص بمعالجة لدغات البعوض.
وأكد أن البلدية على تواصل دائم مع المواطنين من خلال نافذة الشكاوى التي تم افتتاحها على الموقع الإلكتروني للبلدية، كما أنها على استعداد لمعالجة أي قضية تتعلق بالبعوض وغيرها من الشكاوى.