حذر مسؤولون من خطورة اقتحام المستوطنين القدسَ والمسجد الأقصى المبارك من باب الأسباط، عادين إياه انتهاكًا جديدًا وخطيرًا ويشكل سابقة لم تحدث منذ عام 1976.
وأكد هؤلاء، أن الاقتحام من باب الأسباط، محاولة إسرائيلية للسيطرة على أبواب المسجد الأقصى، واقتطاع أجزاء منه لصالح المستوطنين، ومحاولة فرض سياسة أمر واقع جديد على القدس.
ضوء أخضر
وقال عضو مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، حاتم عبد القادر: إن اقتحام الأقصى من باب الأسباط، بمنزلة تصعيد واضح وخطير من قبل الاحتلال على القدس والأقصى.
وأضاف عبد القادر لصحيفة "فلسطين": إن الاقتحامات لم تعد تقتصر على باب المغاربة، مؤكدًا وجود توجه إسرائيلي لتوسيع دائرة الاقتحامات لتشمل أبوابًا أخرى.
وذكر أن اقتحام المسجد من باب الأسباط، هو سابقة لم تحصل منذ عام 1967م، الأمر الذي يشكل تصعيدًا جديدًا من قبل الاحتلال والمستوطنين، ومحاولة منهم للسيطرة على أبواب الأقصى، بعد أن تمت السيطرة على باب المغاربة.
وعد الاقتحام يندرج ضمن محاولات الأحزاب اليمينية لاستغلال الأقصى، وتوظيفه ضمن الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، التي تحاول جاهدة الزج بالقدس في الانتخابات لاستغلالها.
وشدد على ضرورة التصدي لمحاولات الاحتلال الرامية لتغيير الواقع في الأقصى بالقوة، داعيًا العالم العربي والإسلامي للوقوف إلى جانب المقدسيين وإجبار الاحتلال على وقف جرائمه بالمدينة المحتلة، عادًّا الصمت العربي والدولي تجاه ما يحدث بالقدس ضوءًا أخضر لمواصلة جرائمه هناك.
أبواب جديدة
بدوره، حذر المختص في شؤون القدس التهويد ناصر الهدمي، من خطورة الصمت تجاه اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى من باب الأسباط.
وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين": "دخول المقتحمين من باب الأسباط، سيزيد من أعداد المقتحمين وعدم السيطرة عليهم، وسيصعب على حراس القدس والأقصى التصدي لهم ووقفهم".
وأضاف: إن الاحتلال يحاول جاهدًا فرض سياسة أمر واقع جديد على القدس والأقصى، بالاستفادة من اقتحاماته المتواصلة والمستمرة، إلى جانب اقتطاع أجزاء من المسجد لصالح المستوطنين.
وبين أن الاقتحام من باب الأسباط، يعبر عن أطماع الاحتلال ومستوطنيه بالقدس وسيدفعهم إلى التفكير في أبواب أخرى لفتحها أمام الاقتحامات، مشددًا على ضرورة الدفاع والرباط عن القدس والأقصى.
ودعا لاستحداث أساليب جديدة من أجل التصدي للاحتلال ومستوطنيه ووقف الجرائم التي ترتكبها في الباحات المقدسة في ظل انخفاض أعداد المرابطين هناك بسبب سياساته العنصرية الرامية لإبعادهم عن المكان.
خطورة الاقتحام
من جهته، حذر رئيس رابطة علماء فلسطين د. نسيم ياسين، من خطورة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى عبر باب الأسباط.
وقال ياسين لصحيفة "فلسطين": إن الاعتداء على الأقصى هو اعتداء على كل المسلمين "ويجب عليهم نصرته، ومضاعفة الجهود المبذولة من أجل الدفاع عنه وعن قدسيته".
وعد أن الاقتحام من باب الأسباط، ليس مجرد اجتهاد لمجموعة من شرطة الاحتلال، بل هو تجديد لمخطط تاريخي يتطلع إلى استحداث ثغرة أخرى لدخول الأقصى من الجهة الشرقية توازي باب المغاربة من الجهة الغربية.
وأضاف: إن مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، الذي يوضح أن باب الأسباط كأحد الأبواب المقترحة لدخول اليهود للساحة الشرقية للأقصى بعد اقتطاعها لصالح المستوطنين كما كانوا يحلمون، والعمل على تنفيذ "مدرج الأسباط" الذي كشف عنه عام 2007، ضمن مخطط القدس القديمة ليكون نقطة تجمع للمستوطنين شرق المسجد الأقصى توازي ساحة البراق غربه -لن يمر.
ودعا رئيس الرابطة، لتكاتف الجهود لمنع مشاريع ومخططات الاحتلال بالقدس، مضيفًا: "فكل المسجد الأقصى لنا، وكل مخططات الاحتلال وأعوانه ستبوء بالفشل".
وشدد على ضرورة شد الرحال للمسجد الأقصى وخاصة المقدسيين، وفي الأراضي المحتلة عام 1948، وفي الضفة الغربية، داعيًا للرباط في باحاته، مطالبًا علماء المسلمين والدعاة وأحرار العالم بكشف جرائم الاحتلال ضد قبلة المسلمين الأولى وما تتعرض له من أخطار حقيقية بشكل متواصل، وتحريض الأمة لنصرته والذود عنه.
وحمل ياسين الاحتلال أي تداعيات لأفعالهم المستفزة بحق المسجد الأقصى، مشددًا "وهذه الاعتداءات لن تمر مرور الكرام، وسيدفع العدو ثمنها غاليًا".
ودعا المقاومة إلى الجهوزية التامة للتصدي للعدوان الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى، والعمل الحثيث لتراكم القوة، مضيفًا: "فهذا العدو لا تُفهمه سوى لغة القوة، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".