على الرغم من تردي أوضاعهما الصحية وتقدمهما في السن، تصر والدتا المعتقلين السياسيين أحمد هريش، وسعد وهدان، مواصلة إضرابهما المفتوح عن الطعام، احتجاجًا على استمرار السلطة في رام الله اعتقالهم، وللمطالبة بإطلاق سراحهم.
وتصر والدتا المعتقلين السياسيين على مواصلة إضرابهما المفتوح عن الطعام حتى لو فارقتا الحياة، في محاولة منهما لدفع السلطة لإطلاق سراح أبنائهما.
واعتقلت السلطة المحرر أحمد هريش في الـ6 من يونيو/ حزيران الماضي، بعد اعتراض طريقه، وتهديده بالسلاح، واقتياده بطريقة همجية، واعتقلت المحرر جهاد وهدان في الـ9 من الشهر ذاته، ثم اعتقلت شقيقه سعد في الـ13 من الشهر ذاته.
زنازين أريحا
وقالت أسماء هريش، شقيقة المعتقل "أحمد": إن والدتها نقلت إلى المستشفى بعد أن شعرت بآلام في القلب وخدل بالأطراف وعدم القدرة على الوقوف على قدميها وفقدان الإحساس بهما، لمواصلة إضرابها المفتوح عن الطعام منذ 13 يومًا على التوالي.
وأكدت هريش لصحيفة "فلسطين" أن والدتها البالغة من العمر (58 عامًا)، مستمرة في إضرابها عن الطعام، ولن توقفه إلى حين الإفراج عن "أحمد".
وبينت أن والدتها تعاني منذ أيام هزالا وأرقا مستمرين، وآلاما في جميع أنحاء جسدها، ولا تقوى على الحركة بسبب إضرابها عن الطعام، كما أنها توقفت عن المشاركة في الوقفات التضامنية مع المعتقلين السياسيين كل يوم سبت من جراء تردي وضعها الصحي، محملة السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة شقيقها ووالدتها.
وبينت أن شقيقها يمنع من التواصل مع أي أحد داخل السجن، ولا يزال يقبع في زنازين السجن، ويعاني ترديا في وضعه الصحي بسبب التعذيب الذي تعرض له في سجن مسلخ "أريحا"، لافتة إلى أن أمن السلطة يسمح لعائلتها بالزيارة فقط لربع ساعة مع وجود السجانين، ويتم منعهم من الحديث عن الاعتقال وظروفه.
وذكرت أن السلطة تمنع المحامي من زيارة شقيقها أو الاطلاع على ملفه، داعية كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية للاطلاع على أوضاع أحمد، والعمل على إطلاق سراحه قبل فوات الأوان.
لائحة اتهام
ولا يختلف الحال كثيرًا عن كوكب وهدان، زوجة المعتقل السياسي سعد وهدان، التي أكدت أن والدة زوجها البالغة من العمر 64 عامًا، تواصل إضرابها المفتوح عن الطعام لليوم الثامن على التوالي بالرغم من تردي وضعها الصحي.
وحذرت وهدان، من تردي أوضاع والدة زوجها الصحية ووصولها لمرحلة الخطر، لأنها تعاني مرضي السكري وضغط الدم، وباتت تشكو من آلام شديدة في الرأس والعظام، وعدم القدرة على الحركة بسبب إضرابها عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراح نجليها "جهاد وسعد" المعتقلين في سجن أريحا.
وذكرت وهدان لصحيفة "فلسطين" أن السلطة منعت المحامي من زيارة زوجها وشقيقه، مؤكدة أنه لم يتم تقديم أي لائحة اتهام بحقهما حتى اللحظة، داعية للضغط على السلطة لإطلاق سراحهما، وحماية والدتهما من خطر الموت المفاجئ بسبب إضرابها عن الطعام.
ووثقت لجنة "محامون من أجل العدالة" اعتقال أجهزة أمن السلطة 117 حالة سياسيًّا منذ بداية شهر حزيران/ يونيو 2022م، من بينهم 6 محررين معتقلين في سجن أريحا، إلى جانب حالات الاعتقال "على ذمة المحافظ" دون عرض المعتقلين للمحاكمة حتى الآن.
وتصعد أجهزة أمن السلطة من انتهاكاتها بحق المواطنين بالضفة المحتلة، وتواصل تغولها على الحريات وتصاعد الاعتقالات السياسية بحق المحررين والنشطاء والمعارضين السياسيين والطلبة والأساتذة الجامعيين.