أصيب مستوطن، مساء اليوم الجمعة، خلال تصدي مجموعة من الشبان الفلسطينيين لاستفزازات المستوطنين أثناء وقفة رافضة لتضييقات الاحتلال بحق أهالي قرية النبي صموئيل شمال القدس المحتلة.
وهاجمت مجموعة من الشبان أحد المستوطنين لدى محاولة اقترابه منهم واستفزازهم برفع علم الاحتلال، ومحاولة إنزال العلم الفلسطيني الذي كانوا يرفعونه.
وأصيب المستوطن بجروح طفيفة، بعد مهاجمته من قبل الشبان، قبل أن يتدخل جنود الاحتلال الذين كانوا يقفون في المكان دون أن يحركوا ساكنًا تجاه استفزازات المستوطنين.
ونظم أهالي البلدة وقفة احتجاجية رافضة لانتهاكات الاحتلال وسياسته العنصرية بحق البلدة، ورفعوا أعلام فلسطين وسط الهتافات والتكبير في وجه جنود الاحتلال والمستوطنين الذي قاموا باستفزازات ورفع علم الاحتلال.
وتواجه قرية النبي صموئيل الفلسطينية المقدسيّة حصار الاحتلال الظالم وسياساته التنكيلية، حتى أصبحت سجنا كبيرا لا يُسمح لساكنيها دخول مدينة القدس أو الضفة الغربية إلّا بتصاريح صادرة عن سلطات الاحتلال وجيشه، بعد عزلها عن محيطها ببناء جدار الفصل العنصري.
وتقع قرية النبي صموئيل شمالي غرب القدس المحتلة، بجوار موقع أثري يحمل نفس الاسم، وبنيت على قمة تلة حول المسجد والقبر الذي يُنسب إلى النبي صموئيل.
ويتيح موقع القرية في أعلى التلة مراقبة واسعة في جميع الاتجاهات والسيطرة على واحدة من الطرق الرئيسية المؤدية من الساحل إلى القدس، ويعتبر هذا الموقع على مر التاريخ وحتى يومنا هذا موقعا عسكريا استراتيجيا.
ونهب الاحتلال أراضي "النبي صموئيل" المقدرة بآلاف الدونمات إضافة لأماكنها التاريخية، فقد حوّل الطابق السفلي من مسجدها "النبي صموئيل" إلى كنيس يهودي لصلاة المستوطنين.
وحتى عام 1967، سكن القرية أكثر من ألف شخص، لكن معظمهم فروا خلال حرب النكسة والتي أطلق عليها حرب "الأيام الستة".
في عام 1971 تم تدمير القرية من قبل جيش الاحتلال، وإجلاء السكان إلى منطقة قريبة من التلة، إلى الشرق من مركز الموقع، عاد بعضهم إلى القرية رغم تدميرها، ويعيش فيها الآن نحو 250 نسمة.
وتفتقر قرية النبي صموئيل إلى العديد من مقومات الحياة مثل البنى التحتية والمراكز الطبية وسيارة الإسعاف والمحال التجارية التي قد تُساند في احتياجات السكان.
ويمنع الاحتلال السكان من البناء بدون تراخيص، فيما ترفض سلطات الاحتلال منح تراخيص للمواطنين لبناء وتطوير وتوسعة مساكنهم.
وتجري سلطات الاحتلال بين الحين والآخر عمليات هدم للمنشآت التي تُعتبر "غير قانونية" بالنسبة لسلطات الاحتلال.
ويذكر أن قرية النبي صموئيل تضم صرحاً أثرياً تستمد اسمها منه منذ أن أشرقت شمس الحضارة؛ إنه مسجد النبي صموئيل، وتنسب تسمية قرية النبي صموئيل إلى صموئيل" إذ يتوقع أن هذه القرية كانت مسقط رأسه ومقام قبره، وكانت تعرف بالعهد الروماني بقرية "مصفاة"، كما وعُرفت أيضاً "ببرج النواطير".