يقول متخصصان في شؤون الاحتلال الإسرائيلي، إن حكومة الاحتلال تتجاهل ملف جنودها الذين وقعوا في قبضة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأنها لا تبذل الجهود لدفع ثمن إبرام صفقة تبادل.
ووافق 20 من الشهر الماضي الذكرى الثالثة لعملية أسر الجندي في جيش الاحتلال شاؤول أرون في حي التفاح بمدينة غزة. وظهر المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة، في بيان تلفزيوني مقتضب عبر قناة الأقصى الفضائية، العام الماضي، وبدت صور أربعة من جنود الاحتلال في الفيديو.
وتساءل رئيس تحرير موقع "القسام" في 22 من الشهر الجاري من خلال مقال كتبه: "أما آن لهم أن يتحرروا من قيود الحكومة التي لا يهمها سوى حساباتها السياسية ومصالح أعضائها الشخصية؟ أم أن صمتهم سيتواصل حتى تختلط الأوراق وتتوه الحقيقة ويصبح مصير أبنائهم طي النسيان ويحل بأرون ورفاقه ما حل برون من قبل؟"، في إشارة إلى عدم اكتراث حكومة الاحتلال بجنودها الأسرى.
ويقول المتخصص في شؤون الاحتلال الإسرائيلي محمود مرداوي، إنه سبق لوالدة أرون أن قالت إنها لن تسمح لحكومة الاحتلال أن تترك ابنها ويصبح مصيره كمصير الطيار الإسرائيلي رون آراد الذي سقطت طائرته في 16 أكتوبر عام 1986 في جنوب لبنان أثناء إغارته على مناطق هناك وقبضت عليه المقاومة اللبنانية.
ويضيف مرداوي، لصحيفة "فلسطين"، أن محاولات حكومة الاحتلال الظهور بأنها تبذل المساعي لإعادة الجنود "هو كلام غير صحيح".
ويوضح أنه إذا أرادت حكومة الاحتلال عقد صفقة بشأن الأسرى، فإن الجنود هم لدى حركة حماس وعناوين الحركة واضحة ومعروفة، وأبرم معها اتفاق صفقة "وفاء الأحرار" في 2011 بواسطة مصر لتبادل الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط وأفرج بموجبها عن أكثر من 1047 أسيرا وأسيرة على دفعات.
لكنه يؤكد أن حكومة الاحتلال لا تقوم بالدور الواجب وتكذب على أهالي الجنود الأسرى الذين يعلمون علم اليقين أن هذه الحكومة تذر الرماد في عيونهم وتضللهم وهي غير مستعدة حتى لفتح هذا الملف لأنها لم تتخذ قرارا سياسيا مبدئيا بإعادة الجنود.
ويتابع بأن حكومة الاحتلال "حاولت من خلال بعض القنوات أن تلتف على هذا الموضوع حتى تستطيع أن تقدم تقارير لأهالي الجنود تضللهم بها حتى لا يتم بلورة موقف شعبي يلقى تأييدا ودعما وإسنادا إعلاميا يصبح حالة ضاغطة على العدو".
ويرى أن "ما سيتم دفعه مقابل الجنود اليوم سيكون مضاعفا في المستقبل ولا يمكن أن يطلق سراح هؤلاء الجنود وأن يذهبوا لمنازلهم دون حرية الأسرى الفلسطينيين".
وينوه إلى أن حكومة الاحتلال لا تريد الاستجابة لمستحقات صفقة تبادل، وتسعى إلى محاولات الالتفاف والتضليل، مردفا بأن من يعطل إبرام صفقة تبادل هو حكومة الاحتلال التي لا تريد أن تدفع الثمن.
ويبين أن حكومة نتنياهو مرتبطة بموقف حزب "البيت اليهودي" برئاسة نفتالي بينيت وأن رئيس الحكومة "جبان".
من جهته، يقول المتخصص في الشؤون الإسرائيلية عباس ذكور، إن نتنياهو "في حالة اضطراب وقلق شديدين"، مضيفا أن هناك حالة منافسة داخل "اليمين الإسرائيلي" نفسه، بين مجموعة نتنياهو ومجموعة "البيت اليهودي" الذي يحاول أن يقول: "أنا اليمين الحقيقي"، بينما يحاول نتنياهو أن يدافع عن وجوده وبقائه والتغطية على عيوبه في ملفات متعددة.
ويضيف ذكور لصحيفة "فلسطين": "نتنياهو لا يريد أن يسجل عليه في تاريخه أو كقائد يريد الاستمرار في قيادة حكومة (الاحتلال الإسرائيلي) أنه تنازل لحماس".
ويتمم بأن "المجتمع الإسرائيلي تحول إلى مجتمع متطرف لا يقبل التنازلات ولم يعد هناك أي قيمة لليسار الإسرائيلي".