قائمة الموقع

برج عسكري في "خرسا" يعرقل حياة سكانها

2017-08-05T06:27:37+03:00
برج خرسا العسكري

لم يكتف جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً ومستوطنوه باستباحة الشّارع الرئيس المارّ وسط "قرية خرسا" جنوب مدينة دورا متنقلاً بين مستوطناته القريبة، بل عكف مؤخراً على عمليات تجريف لمساحة من الأرض واقعة قرب المفترق الرئيس الرابط بعدد من القرى والبلدات المجاورة، الأمر الذي ينذر بعرقلة حركة المواطنين خلال المرحلة المقبلة.

وكما توقع سكان المنطقة فهو إجراء جديد لإقامة برج عسكري لجيش الاحتلال يستهدف التضييق على حياة النّاس وعرقلة حركتهم بما يزيد من جرعة التنكيل بالفلسطينيين.

وكانت سلطات الاحتلال صادرت تحت مسمّى "الأغراض العسكرية" ما مساحته نحو نصف دونم بجوار مفترق خرسا، وهي أراض خاصّة تعود لعائلة "الشّحاتيت"، فيما يعرب المواطنون عن خشيتهم في تحوّل الأمر إلى موقع آخر للتنكيل بهم وللتضييق على حياتهم في منطقة جنوب محافظة الخليل.

يقول المواطن عبد المجيد أحد سكّان المنطقة لصحيفة "فلسطين": "المكان متاخم لديوان عائلة الشّحاتيت، وهو مكان عامر بالأفراح والمناسبات"، معبراً عن قلقه إزاء إنشاء هذا البرج العسكري على صعيد خلق معيقات جمّة أمام إتمام النّاس لمناسباتهم.

وتتصاعد المخاوف لدى المواطنين بتحوّل المنطقة إلى حاجز عسكري شبه ثابت يُقيمه جنود الاحتلال في المنطقة، كما بقية الأبراج العسكرية المنتشرة على المداخل المُطلّة على الشّوارع الالتفافية أو القريبة من المستوطنات.

يعقب رئيس مجلس قروي خرسا إبراهيم شديد على الأمر بقوله لـ"فلسطين" :"سيشكّل هذا المكان عامل فصل وعزل بين دورا والقرى والبلدات الجنوبية، لا سيما وأنّ هذا الشّارع مكان حيوي يسلكه يومياً عشرات آلاف المواطنين، وبالتالي سيخلق تعقيدات جمّة على الحياة الفلسطينية".

بدوره، يعتقد خبير شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش؛ أنّ سلطات الاحتلال تستهدف عبر هذا الإجراء التحكم في عدة مداخل للقرى الغربية التابعة لمدينة دورا، كما ويفسح المجال أمام تحكمها في المدخل الجنوبي لمدينة دورا، وفي حياة سكّان قرية خرسا حيث موقعه في مكان مأهول بالسّكان.

ويلفت حنتش إلى أنّ ثمة تواصل جغرافي بين دورا والقرى والبلدات القريبة، وهو من شأنه فرض المزيد من الحصار على دورا وعلى بقية المناطق المحيطة بها، وبالتالي عرقلة الحياة الفلسطينية، لصالح ما يدّعيه الاحتلال توفير الأمن والأمان للمستوطنين الذين يمرّون عبر الشّارع.

ويذكر أن سلطات الاحتلال رفضت عبر أعوام ماضية مرور المستوطنين بأريحية من هذا الشّارع، نظراً لوقوعه في وسط الأحياء السكنية الفلسطينية، لكنّه يرى أن هذا الإجراء قد يفتح الباب على مصراعيه لحركة المستوطنين عبره؛ وبالتالي استباحة هذه المنطقة أمام اعتداءات وانتهاكات المستوطنين، ما قد يترك أخطارا حقيقية ومستجدّة على حياة السّكان.

ويشكل المفترق الذي يقام عليه الشّارع ما يراه كثير من المواطنين موقعا تتكرّر فيه حوادث السير، بسبب فرض جيش الاحتلال على مدار أعوام ماضية مسارات معيّنة لحركة آليات الجيش بشكل يتعارض مع الحركة العادية للمركبات الفلسطينية، مما تسبّب في حوادث سير عديدة راح ضحيّتها عدد من الفلسطينيين من بينهم عائلة كاملة مكوّنة من خمسة أفراد.

اخبار ذات صلة