اعتبر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أنّ تحريض الاحتلال الإسرائيلي والجماعات الاستيطانية على قبة الصخرة يعكس نواياهم الخبيثة تجاه القدس والمسجد المبارك، مُحمّلًا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أيّ ردّات فعل ناتجة عن جرائمه وانتهاكاته بحقّ المقدسات.
وعدّ الكسواني، في حديث لصحيفة "فلسطين"، وضع صورة مسجد قبة الصخرة على زجاجة خمور، "استهتارًا وإهانة لكلّ المسلمين في كلّ أنحاء المعمورة"، مشيرًا إلى أنها شعار للمسجد الأقصى كاملًا بكلّ مساحته المُقدّرة بـ144 دونمًا.
وفي الوقت الذي أحيا فيه الشعب الفلسطيني أول من أمس الذكرى الثالثة والخمسين لجريمة إحراق المسجد الأقصى، وضع أحد مصانع الخمور صورة مسجد قبة الصخرة على عبواته، الأمر الذي قوبل بإدانات فلسطينية واسعة وردة فعل غاضبة من شبان الداخل المحتل الذين تمكنوا من إتلاف الكثير من العبوات.
ونبه الكسواني إلى أنّ القدس والأقصى يمران بمرحلة خطيرة في ظلّ الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة والمتكررة، والانتهاكات التي يقوم بها المتطرفون بحماية من شرطة الاحتلال، كإقامة طقوسهم التلمودية بصوت مرتفع والانبطاح على الأرض، وتشكيل حلقات رقص وغناء، ومواصلة الحفريات في ساحة حائط البراق ومنطقة القصور الأموية.
وبيّن أنّ الحفريات تسبّبت في تصدُّع الجدارين الغربي والجنوبي للمسجد الأقصى، مُحذرًا من خطورتها على المسجد.
ودعا إلى تدويل جرائم الاحتلال في ساحة حائط البراق والقصور الأموية التي تُحدث تغييرًا جذريًّا للوضع الديني والتاريخي القائم في مدينة القدس منذ عام 1967 وما قبله، وانتهاكه القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة و"يونسكو" التي اعتبرتها جزءًا من الأراضي الإسلامية في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2016.
وحثّ الدول العربية والإسلامية على استغلال المخالفات القانونية التي يرتكبها الاحتلال في المسجد الأقصى لوقفها فورًا لما تشكّله من خطر على المسجد الأقصى، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية إلى "الاستيقاظ من سباتهم قبل فوات الأوان والندم يوم لا ينفع الندم".
حرب دينية
وحمّل مدير المسجد الأقصى حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يحدث من حفريات واستهداف للقدس ومقدساتها وبشكل خاص في المسجد المبارك، معتبرًا ما يفعله حربًا دينيةً معلنةً على العالم العربي والإسلامي.
ولفت الكسواني إلى أنّ الاحتلال يواصل انتهاكاته بحقّ المقدسيين، بمنعهم من الصلاة والوصول إلى المسجد الأقصى، وملاحقتهم خاصة في فترة الاقتحامات الصباحية والمسائية، وأنّ تلك المحاولات تهدف لإيجاد موطئ قدم للمستوطنين في الأقصى.
وقال إنّ محاولات الاحتلال في القدس لن تمنحه الشرعية، وإنّ أداء المستوطنين طقوسهم التلمودية بحراسة أمنية مشددة لن يُغيّر من إسلامية المدينة المحتلة وعروبتها، وكلّ محاولاتهم ستبوء بالفشل.
ودعا إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه بشكلٍ دائم لأنّ ذلك "يُفشِل مخططات الاحتلال مهما تعاظمت، وتوقف هجمات المستوطنين الرامية لفرض واقع جديد في المكان"، مطالبًا الدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها لحماية القدس والأقصى "فهما ملك للمسلمين في كل أنحاء المعمورة".