تكثر التحذيرات والدعوات التي تُوجّهها البلديات مع بداية كل فصل شتاء إلى المواطنين، بعدم إلقاء القمامة في مصارف مياه الأمطار كإجراءٍ وقائي لمنع انسداد مصارف المياه أثناء هطول الأمطار.
ولطالما تسبب انسداد المصارف، بغرق مفترقات وشوارع وإعاقة حركة سير المواطنين والسيارات، فشهدت مدينة غزة العام الماضي ارتفاعا لمنسوب المياه خلال المنخفضات الجوية، وكان السبب الرئيسي هو انسداد المصارف، مما أحدث أزمة مرورية خاصة بالمفترقات الرئيسية والمكتظة بالسكان.
كانت هذه المشاكل، دافعًا للمهندسين التوأمين أحمد ومحمود صوان لابتكار فكرة مشروع لحل مشكلة مصارف المياه القائمة بالشوارع، والتي تهدف لمساعدة مهندسي النظافة وحمايتهم من المخاطر الصحية من أثر الانحناء والتنظيف في الأجواء الماطرة، وحل مشكلة ارتفاع منسوب المياه في الشوارع نتيجة انسداد مصارف مياه الأمطار وتنظيفها بشكل دوري.
وتكمن الفكرة بوضع سلة من الحديد المجلفن تعمل مرشح مائي، وتهدف لالتقاط المخلفات بحيث توضع داخل مصارف المياه لمنع انسداد المواسير الداخلية الرئيسية.
غرق متكرر
يقول المهندس أحمد صوان لصحيفة "فلسطين"، إن" الفكرة نبعت بعد تكرار حادثة غرق الشوارع الرئيسية والفرعية لقطاع غزة ومن خلال سلسلة الزيارات الميدانية مع أخي"، معتقدًا، أن السلة تحل نسبة كبيرة من مشكلة انسداد المصارف.
وأضاف "طرحنا مشكلة انسداد مصارف مياه الأمطار، نظرا لوجود فجوة بين التصميم المستقبلي للمصارف وكيفية التصريف، فنحن عندما نصمم الشوارع نأخذ معيار زيادة السكان لسنوات قادمة، وايضًا معيار هطول الأمطار من نسبة التوقع حسب المناخ العالمي، ثم نصمم أقطار المواسير وكمية التحمل للتدفق خلال كل عام بحسب المعايير التصميمية لها ولكل منطقة".
وتابع:" تعرفنا على المشكلة وأسباب حدوثها، وتبين وجود خلل في ميل الشوارع وآلية توجيها الخاطئ تجاه مصارف مياه الأمطار، تراكم المخلفات المنزلية التي يجرها سيل المياه داخل مصارف مياه الأمطار مما يؤدي إلى انسدادها، تقصير البلديات في متابعة ميول المواسير الداخلية بين الجاليات (مصارف مياه الأمطار) وصولا لبركة تجميع".
وتابع "حملنا على عاتقنا وضع حلول هندسية بسيطة لحل مشكلة الانسداد من خلال طرح مقترح لبلديات القطاع بعام2019 إلى أن وصلنا لتنفيذ المقترح بعد سلسة نقاشات واجتماعات بين وكيل وزارة الحكم المحلي سمير مطير، ورؤساء البلديات".
في شهر يناير/ كانون ثاني 2022، جرى تنفيذ العينة الأولى بوضع السلال الحديدية أسفل مصارف مفرق "الشعبية" بمدينة غزة.
عن مدى نجاح الفكرة، قال: "تابعنا الأمر على مدار أربع منخفضات جوية، وجرى تقييمها بشكل هندسي ووضع العقبات والعمل على حلها، حيث يم تنظيفها بشكل دوري وبصورة سهلة، وحققت نجاحا كبيرا وجرى رفع توصيات المهندسين لوزارة الحكم المحلي والبلديات".
عقبات عديدة
واجه المهندسان عقبات كبيرة، أولها عدم اقتناع البعض بالفكرة، ولكن صمما على تنفيذ الفكرة بهدف حل المشكلة التي يعاني منها قطاع غزة مع كل موسم امطار.
واستضافت وزارة الحكم المحلي المهندسين ضمن خطتها في تطوير ومتابعة طاقات الشباب، وتأتي متابعة المشروع بالتعاون مع بلدية غزة ووزارة الأشغال ونقابة المهندسين لتعزيز الآراء ودعم المشروع.
وقالت الوزارة في تقرير نشرته عن المشروع، إن المهندسين صوان قدما لوزارة الحكم المحلي تنفيذ مقترح مستقبلاً للمناطق الساخنة التي تتعرض لارتفاع منسوب المياه بشكل دوري من خلال عمل مانهول بقطر 1_2 م بعمق لا يقل عن 5 م ويتم وضعه بالرصيف بغطاء سكب على أن يتم وضع سلة كبيرة بداخله يسهل فكها وارجاعها بعد التنظيف مصنعة من الحديد المجلفن حيث يتم تصريف المياه مع أي عوالق للمصارف الموجودة على حفة الشارع ثم يتم تصريف المياه المرشحة للمانهول الموجود بالشارع المتوجه لبرك التجميع والترشيح.