فلسطين أون لاين

ما زالت النيران مشتعلة في المسجد الأقصى

يستمر إحراق المسجد الأقصى ومدينة القدس بأشكال أكثر حدة، وإنه لأمر عجيب أن تسارع الأنظمة الشمولية العربية المطبعة إلى حماية صورة الاحتلال الصهيوني ودعمه أمام المجتمع الدولي وتحسين صورته في الوقت الذي ما زالت النيران مشتعلة في المسجد الأقصى أو حتى أو يومنا هذا أو تهويداً وتهجيراً وقتلاً للفلسطينيين كل يوم ومن خلال الممارسات الإجرامية التي تنتهجها الإدارة الصهيونية بسياساتها وفي ظل ازدواجية المعايير الغربية وسياسة الكيل بمكيالين حيث صدرت قرارات إبعاد لما يزيد على 700 فرد من سكانها الفلسطينيين عن مدينة القدس أو وسط صمت من المؤسسات الدولية والحقوقية مع أن ما يحدث مخالفة صريحة لمئات القرارات والقوانين الدولية وسط ذلك كله لا تزال مدينة القدس تواجه عددا كبيرا من الصعوبات المفروضة على سكانها منها فرض ضرائب عليهم ومحاولة الاستيلاء على أراضيهم وهدم بيوتهم وتهجيرهم منها بالقوة الجبرية.

رغم التحديات المعقدة في مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين فإن شعبنا الفلسطيني يدرك حجم التحدي الكبير الذي يتعرض له المسجد الأقصى ومستمرون في رباطهم الذي يمثل ذروة سنام المقاومة بحمايتهم للمسجد الأقصى.

وحقيقة إننا اليوم أو بحاجة إلى أكبر قدر من الوحدة الوطنية لمواجهة مخالب التوسع الشيطاني الصهيوني وجرائمه المستمرة ولعل أفضل سبيل لوقف ذلك هو المقاومة بكل صورها وأشكالها التي أدت دورا فاعلا في تدفيع الاحتلال الثمن والتكلفة لجرائمه ابتداء من العمليات الفردية وليس انتهاء بمعادلة سيف القدس التي صاغتها المقاومة ولا تزال حاضرة بقوة في وجدان القيادة الصهيونية ومثلت جرحا غائرا في الوعي الصهيوني من خلال وحدة الوطن في مختلف تشكيلاته وأطيافه وساحاته خلف قضية المسجد الأقصى باعتبارها قضية جامعة لكل الوطن والإسلامي.

لقد مرت اليوم أو 53 عاماً على إحراق المسجد الأقصى على يد مسيحي صهيوني متطرف يدعى مايكل دينيس روهان أسترالي الهوية صهيوني الفكر آمن بأن إحراق المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي سيعجل بظهور المسيح، ومن هنا علينا أن ندرك الدور الحقيقي لدول كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا في خدمة المسيحية الصهيونية المتحكمة فيها والتي تعمل من أجل خدمة التوسع الصهيوني وتؤدي دورا حاسما في تعاظم قدراته العسكرية وتدعمه بالمليارات، وما صفقة القرن الصهيوأمريكية إلا بعض من هذه المؤامرات التي تخطها المسيحية أو الصهيونية، من جانب آخر هنالك عدد من الصعوبات التي تواجه أهالي مدينة القدس التي بات الاحتلال ينتهج سياسات أكثر تطرفا بالتعاون مع أدواته من الصهيونية العربية التي تعمل في الخفاء بتسريب العقارات الفلسطينية للاحتلال من خلال عملاء وخونة كل هذا يأتي في إطار تعزيز التفرد الصهيوني أو وتغيير الواقع السكاني والديموغرافي والوضع التاريخي لمدينة القدس والمسجد الأقصى في ظل صعود اليمين الصهيوني والسير نحو تطبيق مشروع القدس الكبرى وصولا لبناء الهيكل المزعوم فما يحدث اليوم من ارتفاع وتيرة الاقتحامات الصهيونية وأداء الصلوات التوراتية والتقسيم الزماني والمكاني ما هو إلا دليل على ذلك يوضح لنا أن النار لا تزال مشتعلة في المسجد الأقصى بفعل سياسات الاحتلال وصمت المنسقين أمنيا والمطبعين أو العرب المتخاذلين.

إن شعبنا الفلسطيني يوما بعد يوم يبدع في أساليب مقاومة الاحتلال ولعل المقاطعة الاقتصادية للاحتلال وصلاة الفجر العظيم بالمسجد الأقصى باتت نقطة بارزة في مواجهة الإرهاب الصهيوني ومخططاته وتأكيدا للسيادة الإسلامية الأصيلة التي يجب أن تبقى لنا نحن المسلمين على المسجد الأقصى فلا بد من القول إنه يجب قراءة الواقع قراءة دقيقة أو أن المسجد الأقصى يتعرض لخطر حقيقي بفعل الحفريات الضخمة التي لا تزال مستمرة أسفل المسجد الأقصى من قبل جماعات صهيونية متطرفة تدعمها الإدارة الصهيونية في الحكومات المتلاحقة وأنه يجب استنهاض أحرار الأمة للعمل على نصرة المسجد الأقصى بشكل عاجل وفعال من علماء دين وقيادات شعبية ووطنية وصولا لإطفاء نار الاحتلال من المسجد الأقصى.