قائمة الموقع

جرافات الاحتلال تهدم أحلام عائلة الزغير بالقدس دون سابق إنذار

2022-08-20T18:02:00+03:00

 

صدمة كبرى حلت بعائلة الزغير المقدسية، إذ باغتتهم قوات الاحتلال دون سابق إنذار وهدمت بيتهم وقلبته ومحتوياته رأسًا على عقب، ليصبحوا وبلا مقدمات دون مأوى مع أنهم يدورون في فلك محاكم الاحتلال منذ عدة سنوات وتحملوا في سبيل الحفاظ على منزلهم مبالغ مالية باهظة.

الأم إيمان الزغير لم تكن في بيتها وقت مداهمة قوات الاحتلال له، تقول: "كنتُ أرعى أم زوجي المريضة في بيتها في رأس العمود، ليأتيني اتصال بأن قوات الاحتلال أحاطت بالمنزل وشرعت في بهدمه".

وتضيف: "لم يخبرونا سابقًا، كان زوجي وبعض أبنائي في أعمالهم وأبنائي الصغار الباقون نائمين في المنزل، طلبوا منها النزول للأسفل وهدموا البيت على ما فيه من أثاث".

وتتملك الحسرة قلب "إيمان" بعدما رأت كسوة المدرسة التي اشترتها لأبنائها الصغار تحت الأنقاض، فهم لم يلبسوها ولم يفرحوا بها، كما أن التشرد أصبح مصيرهم، إذ إن بيت جدتهم صغير، وأسرتهم مكونة من ثمانية أفراد.

وتتابع: "لقد غدروا بنا، لدينا أمر محكمة بإيقاف الهدم ونتابع الأمر قضائيًا منذ سنوات، لم يبلغوا أحدًا بنيتهم هدم البيت حتى المحامي الذي يتابع القضية، ولم ينذروننا ولم يسمحوا لنا بإخراج أي شيء من الأثاث، دقائق فقط سمحوا فيها بخروج من كان من أبنائي في المنزل ثم شرعوا في هدمه".

ولا تدري "إيمان" أين يمكن أن تذهب في ظل الغلاء الفاحش في أسعار الإيجارات في القدس المحتلة، التي تزيد على 4000 شيقل شهريًا.

وتمضي إلى القول: "يريدون تهجير كل أهل سلوان لقربنا من المسجد الأقصى ودفعنا للخروج من القدس، فهم يرهقوننا بالضرائب والغرامات دون جدوى وفي النهاية يهدمون المنزل".

"نريد خيمة"

وفي المنزل المهدوم تعيش "إيمان" وزوجها وستة من الأبناء منهم طالبة ثانوية عامة لهذا العام، "لا ندري كيف يمكن لها أن تدرس بعدما رأت بيتنا يهدم أمام عينيها، هي وأشقاؤها الذين كانوا يستعدون للعام الدراسي بكل شوق".

وتستدرك "إيمان" قائلة: "كنا قد انتهينا مؤخرًا من أعمال ترميم في المنزل لكنهم اغتالوا فرحتنا سريعًا".

ففي الساعة الثامنة والنصف من صباح 16 أغسطس الجاري حاصرت قوات الاحتلال منزل عائلة الزغير في بلدة سلوان وخلال ساعتين كانت قد حولته إلى ركام.

والبيت ورثه زوج إيمان، صلاح الزغير عن والده، وهو بناء أرضي يضم ثلاث غرف ومطبخًا وحمامًا، وأقر الاحتلال في عام 2006 مخالفة بحق والد زوجها، قدرها 60 ألف شيقل، وتم سدادها بالكامل، ثم سكنت أسرتها المنزل بعد وفاة حماها، إلا أن بلدية الاحتلال عادت وأصدرت قبل 6 أعوام، أمرًا بهدم المنزل.

وتبين أن الأسرة قامت بتعيين محامٍ وأُجِّلت القضية، على أن يقوم بإصدار رخصة للمنزل، وتم تعيين مهندس مختص للعمل على ذلك، إلا أن الاحتلال باغتهم بهدمه.

أما ابنها عمر الزغير (24 عامًا) فقد كان في عمله حينما جاءه اتصال يفيد بأن قوات الاحتلال حاصرت سلوان وتريد هدم منزلهم، لم يصدق الأمر وهرع للمكان فإذ بحشود هائلة من قوات الاحتلال تغطي البلدة، لم يسمحوا له بدخول المنطقة وسارعوا إلى هدم المنزل.

ويؤكد صلاح أن عائلته لن تترك أرضها، مطالبًا المؤسسات الدولية بمنحهم خيمة لينصبوها فوق أنقاض المنزل، قائلًا: "نحن لم نرتكب أي جرم، يلاحقوننا منذ سنوات، أرهقوا كاهلنا بالمخالفات، وكنا نسددها كاملة كي نظل في منزلنا، ولكنهم غدروا بنا وهدموه فجأة".

ويبين أن العائلة دفعت قرابة 15 ألف شيقل مؤخرًا لإجراء إصلاحات في المنزل ليصبح صالحًا للسكن، "كانت صدمة كبرى لنا، فقد أجرينا الإصلاحات بعد استصدار أمر من المحكمة بوقف الهدم".

اخبار ذات صلة