فلسطين أون لاين

مساعي تهجير أهلها وسلب أملاكهم لا تتوقف

تقرير مسافر يطا.. صراعٌ من أجل البقاء

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ أدهم الشريف:

يعدُّ الوصول إلى مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، عبر طرقها الوعرة تحديًا كبيرًا بحد ذاته، أضيف إليه انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي وما نتج عنها من تدمير لأجزاء واسعة من هذه الطرق؛ جعلت من الوصول مهمة شاقة.

وتقع مسافر يطا جنوب الخليل وهي تمتد لتفصل بين الضفة والأراضي المحتلة منذ نكبة 1948، ويريد جيش الاحتلال هدم قراها بالكامل استنادًا إلى قرار صادر عن محكمة الاحتلال العليا بزعم أنها منطقة تدريبات عسكرية.

وتضم مسافر يطا قرابة 12 قرية فلسطينية يقطنها أزيد من 3 آلاف نسمة ومساحتها 30 ألف دونم، يتعرضون لجرائم وانتهاكات مستمرة من جيش الاحتلال ومستوطنيه.

وتعدُّ الزراعة المهنة الأولى لأهالي المسافر ومصدر دخلهم الوحيد، لكن انتهاكات (إسرائيل) ومحاولات السيطرة على المزيد من الأراضي المحتلة لصالح المستوطنين لا تتوقف على الإطلاق.

ويملك المزارع سعيد عوض وعائلته في مسافر يطا 286 دونمًا لكن في الحقيقة لا يتحكم بمترٍ واحد منها، بعد أن لجأت سلطات الاحتلال إلى تقسيمها بالكامل إلى 3 أجزاء؛ "أراضٍ خاصة"، "أملاك دولة"، والجزء الأخير بقي تحت عربدة المستوطنين.

طي النسيان

وقال عوض لصحيفة "فلسطين": إن مستوطنين أقاموا بؤرة لهم على أراضينا بحماية كاملة من جيش الاحتلال، لكننا نحن أصحاب الأراضي لم نتلقَّ أي دعم من السلطة أو أي جهةٍ كانت.

وأضاف: في السنوات القليلة الماضية تضاعف حجم الانتهاكات بحقنا بنسبة كبيرة، وشملت اقتلاع الأشجار وإحلال الخراب والدمار بالأراضي الزراعية وأصبح الأهالي غير قادرين على تحمل المزيد.

وأشار إلى أن المستوطنين يمارسون مضايقات يومية عنيفة ضد الأهالي لدفعهم إلى الرحيل عن المنطقة وتنفيذ مخططاتهم.

والعام الماضي، أصيب عوض في أثناء تصديه لانتهاكات قطعان المستوطنين ونقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وكان كل ذلك على نفقته الخاصة دون أن تقدم لهم الجهات المعنية في السلطة أي مساعدة سوى وعودٍ بتعويضه ماليًّا لم تنفذ بعد.

ويقيم الاحتلال على مقربة من مسافر يطا معسكرات تدريب لجيشه، يعمل على توسيعها بالسيطرة على أراضٍ جديدة.

وتتعدد انتهاكات المستوطنين لتشمل ضرب المواطنين في قرى مسافر يطا بالعصي وإلقاء الحجارة عليهم، وامتطاء الخيول والمركبات الجبلية لإخافة قطعان الماشية وترويعها وتفريقها، وإطلاق كلاب تهاجم الرعاة وأغنامهم.

كما يتعرض أهالي هذه القرى المنكوبة لإضرام النيران في حقولهم الزراعية.

لكن مع ذلك قال عوض إن انتهاكات الاحتلال والمستوطنين مهما تضاعفت وزادت شراستها، لن تجبرنا على ترك هذه الأرض.

وقال جهاد النواجعة من أهالي مسافر يطا: إننا "نراسل مؤسسات السلطة والمنظمات الحقوقية للضغط على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها".

وأضاف النواجعة: "سنبقى في أراضينا ولن نهجرها، لقد هُجِّرنا مرتين قبل ذلك 1948، 1967، ولن نخوض هذه التجربة مجددًا (...) صامدون ولن نترك أملاكنا".

صمودٌ ومقاومة

وهذا ما يؤكده لصحيفة "فلسطين" منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور.

وأوضح أن قوات الاحتلال والمستوطنين لا يتوقفون عن الاعتداءات والانتهاكات بحق أهالي يطا، وممارسة الضغوط عليهم لدفعهم إلى الرحيل من المسافر وإتاحة الفرصة أمام المستوطنين للاستيلاء على المزيد من أملاك الفلسطينيين.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال ومستوطنيه يقمعون أي فعاليات شعبية في المسافر حتى يتسنى لهم الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية.

وبينما يكثف الاحتلال عمليات القمع ومحاولات السيطرة على مسافر يطا، ينشر المزيد من المستوطنات حولها من جهات عدة، في وقت يواصل فيه الأهالي فعاليات المقاومة منذ ما يزيد على 10 سنوات ردًّا على انتهاكات وجرائم الاحتلال، حسب الجبور.

وطالب المؤسسات الدولية المختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان، وخاصة حق الإنسان في التعلم، بضرورة التحرك العاجل والفوري وكبح جرائم الاحتلال بحق المؤسسات التعليمية في مسافر يطا بعد أن لجأ إلى إزالتها.

ووفقًا للحقوقي كريم جبران من منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية فإنه في أي وقت ممكن أن يُتم الاحتلال جريمة تهجير أهالي مسافر يطا.

وبين أنه على مدى سنوات طويلة جمَّد الاحتلال الحياة في المسافر؛ بمنع تزويد الأهالي بالخدمات من كهرباء ومياه، وتدمير خطوط المياه في القرية.

يشار إلى أن الغالبية العظمى من أهالي قرى مسافر يطا تسلموا إخطارات هدم.