قائمة الموقع

توصف بالقوارض الطائرة.. ماذا تعرف عن طائر المينة الهندي؟

2022-08-19T10:39:00+03:00

"غريبٌ وشرسٌ وسريع الانتشار"، هي المواصفات الأكثر تداولًا بين خبراء التنوع البيولوجي عن طائر المينة الذي يغزو فلسطين من شمالها إلى جنوبها 

ينتمي الطائر ذو المنقار الأصفر والريش الأسود لعائلة الزرزور، وهي طيور نشيطة، اجتماعية، ودودة، ذكية، سريعة التأقلم في البيئات الجديدة.

يسميه بعض مربي الطيور بالببغاء الرمادي. يُربى في أقفاص حول العالم لجمال تغريده وقدرته على تقليد الأصوات، إذ يمكن تدريبه على التحدث مع البشر وتقليد أصواتهم، لذا يلجأ البشر إلى تربيته والاستمتاع به، كما يبين د. عبد الفتاح عبد ربه، أستاذ العلوم البيئية المشارك في قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية في غزة.

وعن وصوله إلى فلسطين، يقول عبدربه لـ"فلسطين" إن هناك أكثر من رواية، لكن الأكثر منطقية أن الطيور انفلتت من حديقة حيوان داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وانتشرت في كل أنحاء فلسطين، حتى وصلت إلى قطاع غزة، وسهول جنين في الضفة الغربية المحتلة.

ويصف عبد ربه الطائر ذا الأصول الآسيوية الهندية التي أخذ منها اسمها "المينة الهندي"، بأنه بحجم اليمامة تقريباً، ويعد من أخطر الطيور على مستوى العالم.

ويشير إلى أن منظمة البيئة العالمية صنفته ضمن أكثر ثلاثة طيور إضراراً بالنظام البيئي، وفي أستراليا حيث ينتشر بالملايين، يطلق عليه محلياً بـ"القوارض الطائرة"، من شدة الأذى الذي يلحقه بالنظام البيئي.

ويوجد من طائر "المينة" أنواع عدَّة لكل منها له سمات خاصة به، تبعًا لاختصاصي علوم الأحياء، ورغم وجود سمات عامة تجمع فيما بينها، يصعُب التفريق بين الذكر والأنثى لتشابههما في شكل الجسد، ويوجدان معاً باستمرار.

ويرمز طائر المينا للحب الخالد في بعض مناطق العالم مثل الهند لأن علاقة الأزواج تدوم مدى حياة الطائر التي تتراوح ما بين 12-25 سنة.

ثلاثة مخاطر

وعن مخاطر "المينة الهندي"، يعدد د. عبدربه ثلاث مخاطر متنوعة، فالطائر يمتاز بعدوانية مفرطة تجعله لا يتوانى عن مهاجمة أعشاش الطيور المستوطنة مثل الدوري واليمام، ويقتل فراخها ليحتل أعشاشها، وهذا يشكل تهديدا حقيقيا على التنوع الحيوي ووجود الطيور الأخرى، التي استوطنت البلاد منذ آلاف السنين.

أما عن الخطر الثاني، فيبين أن لـ"المينة الهندي" القدرة على نقل أنواع من الطفيليات والجراثيم، التي قد تسبب أمراضاً قاتلة للإنسان والحيوان.

ولأنه متعدد التغذية فتعد تلك السمة خطرًا ثالثًا، وفق عبد ربه، إذ يقتات على المحاصيل الزراعية والحبوب والحشرات وبقايا طعام البشري والحيوانات الصغيرة.

ويقول: "تكاثره المتسارع وتأقلمه مع مختلف البيئات يؤسس لأسراب يمكن أن تهاجم الحقول والمزارع، وهذا قد ينتج عنه خسائر اقتصادية كبيرة، كما لا توجد للمينة أعداء من الطبيعة تحد من انتشاره، ولا يميل الصيادون لصيده؛ لاعتقادهم بعدم جواز أكله".

طائر غازي خطير

مدير دائرة التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية في سلطة جودة البيئة محمد محاسنة، يقول إن طائر المينة الهندي مصنفٌ لديهم -ضمن دراسة أجروها- على أنه من الأنواع الغريبة الغازية، ومن أخطر الطيور الغازية التي دخلت إلى فلسطين، وأصوله هندية.

وأوضح محاسنة لـ"الترا فلسطين"، أن هذا الطير أدخله الإسرائيليون في تسعينيات القرن الماضي كطائر زينة، لأنه يقوم بأصوات جميلة، إلا أنه هرب من الأقفاص وسرعان ما انتشر بشكل كبير جدًا خلال التسعينيات، وظهر في الضفة الغربية لأول مرة في سنة 2000، ومنذ ذلك الحين بدأ بالتكاثر سريعًا.

ويقول إن هذا الطائر ينتشر عند النفايات بشكل كبير، ويهاجم مختلف أنواع العصافير الأصيلة المتوطنة في فلسطين؛ خاصة الصغيرة منها، وينافسها على غذائها، ويعشش في أماكنها سواءً على النوافذ أو أسطح البيوت والمعرشات، ويضع في أقل مرة في العش الواحد خمس بيضات، لذلك فهو يوصف بأنه سريع الانتشار.

ويضيف أن طير المينة أصبح مزعجًا للمواطنين بوقوفه على النوافذ وبسبب الأصوات التي يصدرها، كما أن له تأثيرا على بعض أنواع الفواكه والمحاصيل والخضار التي يتغذى عليها بطريقة شرسة ويخربها.

ويفيد محاسنة بأن سلطة جودة البيئة، ومن خلال مشروعها لدراسة الأنواع الغريبة والغازية من الطيور والحيوانات، وضعت استراتيجية لمكافحة هذه الأنواع، وهم الآن في نهاية هذا المشروع، مبينًا أنهم في المرحلة القادمة يحتاجون إلى مشاريع كبيرة حتى يتمكنوا من مكافحة هذه الأنواع.

ويؤكد أنه بدون تعاون الدول الإقليمية في مشروع إقليمي موحد بنفس الخطط والاستراتيجيات، لن يتم القضاء على طائر المينة، "لإنه إذا لم يتم القضاء عليه بشكل جماعي سوف ينتقل من جديد ويعاود الانتشار ويسبب ضررا كبيرا".

اخبار ذات صلة