قائمة الموقع

"بطاطا كابس".. مقطورات تتخطى البطالة من رام الله إلى الخليل

2022-08-19T10:33:00+03:00
فلسطين أون لاين

بطريقة مبتكرة، وبتفكير خارج الصندوق، اختارت ديالا مشروع (Batata Cups بطاطا كابس) وهو عربات متنقلة تصنع البطاطا وتقدمها بأنواعها وأشكالها وأطعمة مختلفة، وتطمح أن تمتلك سلسلة من العربات ليس على المستوى المحلي فقط بل والعالمي.

ديالا قواسمي (23 عامًا) أنهت دراسة الصحافة والإعلام من جامعة بيرزيت في عام 2020، وقبل أن تحط أقدامها عتبات التخرج قررت التفكير في فكرة لمشروع لتستبق ظروف وأحداث البطالة التي قد تمر بها ككثير من الخريجين.

تقول لصحيفة "فلسطين": "قبل التخرج بفترة قصيرة أشغلت تفكيري في البحث على فكرة لمشروع خاص بي، حيث كنت أفكر في الخطوة التالية في حياتي الخاصة بعد مرحلة التخرج".

وتوضح أن فكرة المشروع راودتها قبل عامين حيث كانت تشهد مدن الضفة الغربية المحتلة كغيرها من بقاع العالم أزمة كورونا، وفرض هذه الظروف إغلاقات وإجراءات سلامة لم تكن في مصلحة نمو المشروع.

تصف قواسمي تلك الفترة بـ"الصعبة" على الجميع لما فرضته من ظروف وتداعيات إغلاق، وبعض المؤسسات والشركات أوقفت موظفين عن العمل؟، "وإلى جانب ذلك فأنا خريجة صحافة وإعلام وكنت أتوقع ألا أحصل على فرصة عمل في مجال تخصصي في ظل ارتفاع نسبة البطالة فيه، لذلك قررت التوجه إلى سلك المشاريع الصغيرة بدلًا من البحث عن وظيفة ضياع الوقت دون الوصول إلى الهدف".

"البطاطا المقلية" وجبة ديالا المفضلة التي تطلبها أينما حلت سواء في وطنها أو حين سفرها، وفي فترة الإغلاق التام أرادت شراء وجبة بطاطا كالتي تناولتها في إحدى مطاعم الأردن، وبعد بحث في قوائم المطاعم الموجودة في السوق المحلي لم تجد أحدًا يختص في عمل البطاطا المقلية بنكهاتها المختلفة وأشكالها.

التخطيط للسوق

وتشير قواسمي إلى أنها قررت أن تخصص فكرة مشروعها في البطاطا المقلية، رغم أن الأمر لم يكن سهلًا إذ وقفت على أكثر من فكرة بينما كانت تبحث عن مشروع يلائم البيئة التي تعيش فيها، إذ كان أن تأخذ بالحسبان الوضع السائد وحالة الطوارئ المفروضة، وبالتالي لا يمكن لها أن تفتح مطعمًا خاصًا داخل محل تجاري، لتستقر على بيع المنتج عبر العربات المتنقلة وبواسطة موصلي الخدمات "الديلفري" أو الطلب السريع حيث يمكن للناس الحصول على المنتج دون الجلوس في المكان.

استطاعت قواسمي الحصول على قرض مالي يتناسب يحقق متطلبات فتح مشروع صغير، فكانت "بطاطا كابس" فكرة تتناسب مع الوضع القائم، وقد استغرق تنفيذ المشروع فترة ثلاثة أشهر، "لأحقق حلمي في أن يكون لي البزنس الخاص بي".

وتلفت قواسمي إلى أنها تقدم من خلال مشروعها "بطاطا كابس" 10 أنواع من البطاطا بأشكال مختلفة وأطعمة متنوعة منها ما يوضع في الساندويش أو القرطاس الكرتوني، ومنها ما يوضع على السيخ وكل واحد له طريقة تقديم وطعم مختلف.

وترى أن مشروعها مختلف عن كثير من المشاريع الموجودة على أرض الواقع كونه يقدم شيئًا مختلفًا، وموجودًا في الشارع وعلى بسطة وعربة متنقلة، حيث يبعث الفضول لدى كثيرين لمعرفة من هي ديالا التي تواجه ثقافات المجتمع والعادات والتقاليد وليتعرفوا على المشروع ويخوضوا التجربة. 

واجهت قواسمي بعض المشاكل في الحصول على ترخيص من البلدية، واستخفاف بعض التجار بوجودها في هذا المجال، فكانوا يبيعون لها البطاطا بأسعار مرتفعة عن التي تباع في الأسواق، إلى جانب سماعها تعليقات من الناس من قبيل "شو بدك بشغل الشارع وانت بنت ومعك شهادة بتقدري تشتغلي فيها وتقعدي على مكتب"، منبهة إلى أنها لم تسمح لتلك المشاكل أن تعيق طريقها نحو المشروع، واستطاعت تجاوزها وإكمال طريقها.

طموح

من رام الله إلى الخليل، تمكنت قواسمي من فتح إنشاء المقطورة الثانية لمشروع عربات البطاطس وتجهز حاليًا لافتتاح ثالثة، وسجلت اسمًا تجاريًا خاص بها، وأصبح لها مشغل مرخص لـ"بطاطا كابس"، وتطمح أن يكون لها تواجد في كل المدن الفلسطينية، ويصبح منتجها علامة تجارية عالمية.

وتؤكد أن "بطاطا كابس" مشروع ريادي صغير، يدمج بين اللغتين العربية والإنجليزية، ويعبر عن طريقة تقديم البطاطا.

وتحلم بأن يتوسع مشروعها ويوفر فرص عمل لكثير من الشباب، إذ ترى نفسها بعد 10 سنوات صاحبة سلسلة مقطورات في العالم.

اخبار ذات صلة