كشف تسرُّب المياه من أحد "مواسير" شبكة المياه والصرف الصحي في المسجد الأقصى، عن حجم تهالك تلك الشبكة التي مضى عليها أكثر من 50 سنة، الأمر الذي يعكس مخاطر عدَّة على الأساسات والبنية التحتية للأقصى، ما يتطلب تدخلًا عاجلًا لوضع خطة إصلاحية.

وقد تسرَّبت المياه في الأسبوع الأخير من تموز يوليو الماضي، أسفل بلاط المسجد الأقصى، ما دفع طاقم لجنة إعمار الأقصى للإسراع وتحديد مصدر التسرُّب وإصلاحه، تفاديًا لحدوث أعطال أخرى في قادم الأيام، ولا سيَّما أنّ الشبكة تحتاج إلى صيانة عاجلة، وهو ما ترفضه سلطات الاحتلال.

وأظهرت بعض مقاطع الفيديو التي انتشرت من باحة المسجد الأقصى، أنّ ثقبًا كبيرًا أصاب أحد "مواسير" المياه أسفل بلاط الأقصى، ثم تسرَّبت المياه، الأمر الذي استدعى تدخلًا عاجلًا من لجنة إعمار الأقصى.

يقول عضو لجنة الإعمار في المسجد الأقصى بسام الحلاق، إنّ شبكة المياه والصرف الصحي في المسجد الأقصى "متهالكة"، إذ مضى على إنشائها أكثر من 50 سنة، دون أيّ إصلاحات.

ويوضّح الحلاق في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أنّ شبكة المياه قديمة جدًّا، وتتكون من "مواسير" مدفونة في الأرض على عُمق 60 سم، محذرًا من أن تسرُّب المياه يُشكّل خطرًا على باحات الأقصى.

وأكد ضرورة تجديد الشبكة في القريب العاجل، تفاديًا لحدوث أيّ انعكاسات سلبية قد تصل إلى أساسات الأقصى والبنية التحتية.

لم يختلف مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني عن سابقه، إذ يؤكد أنّ عُمْر شبكة المياه في الأقصى فاقت الـ50 عامًا، ما يستوجب إعادة تجديدها عاجلًا، حفاظًا على أساسات الأقصى والبنية التحتية.

وقال الكسواني لصحيفة "فلسطين": "نحن لا نريد أن يحدث عطب هنا وهناك في الشبكة، ثم يتم ترقيعه فقط دون حلول جذرية"، مشيرًا إلى أنّ لجنة إعمار الأقصى والأوقاف الأردنية تطالبان بتجديد شبكة الصرف الصحي منذ 20 عامًا، "دون استجابة".

ولفت إلى أنّ مخططات الشبكة تُشير إلى أنها منتشرة ومتشعبة في كلّ باحات الأقصى، الأمر الذي يحتاج إلى جهودٍ مضاعفة، خشية تسرب كميات كبيرة من المياه، ما يلحق الضرر بأساسات المسجد الأقصى.

وتبرز المخاطر الكامنة من تهالك الشبكة كما يقول الكسواني، بأنه قد يكون هناك ثقب غير مكشوف وتتسرب المياه وتصل إلى التربة، ما يُعرّض المسجد الأقصى للهبوط، داعيًا إلى ضرورة الإسراع في تجديد الشبكة.

ولفت إلى أنّ أوقاف القدس تتواصل باستمرار مع عمّان من أجل الضغط على الاحتلال لإصلاح الأعطال التي تحدث في الأقصى وضرورة توفير الحماية اللازمة له.

ونبّه إلى أنّ مهندسي لجنة الإعمار وضعوا خطة لشكل شبكة المياه الجديدة في الأقصى، وستُخاطب الأوقاف الأردنية بشأنها من أجل القيام بدورها والضغط على الاحتلال للسماح بإنشائها.

وأضاف: "خاطبنا الأوقاف الأردنية من أجل التواصل مع الدول العربية والإسلامية الأخرى بضرورة القيام بدورها تجاه المسجد الأقصى ووقف اعتداءات الاحتلال بحقه".

وختم حديثه: "الاحتلال يريد أن تكون له السيادة على المسجد الأقصى ويزعم أنه يريد المساعدة لكنّ الحقيقة عكس ذلك، فنحن نقول الأقصى لنا ولا شأن للاحتلال فيه".