لا تتوقف الجمعيات الاستيطانية بدعم من الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة الحفر أسفل المسجد الأقصى المبارك، ومحيطه السكني، في محاولة للوصول إلى ما يثبت مزاعمهم بـ"يهودية" القدس.
وتقع الحفريات الإسرائيلية بالدرجة الأولى حول المسجد الأقصى من الجهة الغربية، والجوار القريب الجنوبي وبلدة سلوان، وهو ما أدى إلى انهيارات وتشققات في المباني المقدسية والبيوت، خاصة أن الحفريات تصل إلى أعماق تبلغ 20 مترًا تحت الأرض.
وتهدف الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى إلى طمس وتدمير الآثار الإسلامية والعربية التي تشكل الدليل الحقيقي على الحضارة العربية والإسلامية العريقة في القدس، وإيجاد بقايا وأدلة مزعومة على وجود الهيكلين الأول أو الثاني، لنسج رواية استعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم.
وعلى مدار السنوات الماضية أدت الحفريات إلى إحداث تشققات وهدم في جدران وأرضيات ومباني المسجد الأقصى، ومباني القدس القديمة، وسلوان، إضافة إلى تدمير كثير من الآثار فوق الأرض وتحتها، وهدم طبقات أثرية من كل الحقب (العربية، ثم الإسلامية، من الأموية حتى العثمانية).
بدوره يؤكد الخبير في شؤون القدس جمال عمرو أن الاحتلال يريد من الحفريات أسفل المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة إثبات رواية وتاريخ مضللين لهم، في مكان حساس هو أقدس المقدسات للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية.
ويقول عمرو لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال والجمعيات الاستيطانية فشلا عبر أكثر من 60 حفرية إثبات وجود الهيكل المزعوم، وتقديم أي رواية لليهود أو العالم، لذلك يعمق حاليًّا الحفر أسفل الأقصى وبلدة سلوان".
ويضيف: "بعد الفشل في الوصول إلى أي آثار يبحث عنها اليهود يريد الاحتلال حاليًّا إثبات روايته بالقوة، عبر تعميق الحفر أسفل المسجد الأقصى، وبلدة سلوان، وتقديم عاصمة على مستوى الوعود الباطلة التي حصل عليها من رؤساء الولايات المتحدة".
ويبين عمرو أن علماء الآثار لدى دولة الاحتلال يؤكدون عدم وجود أي أثر لهم في الأراضي الفلسطينية وأسفل المسجد الأقصى، ومع ذلك يواصل الاحتلال البحث عن أي شيء يثبت مزاعمه بـ"يهودية" القدس.
ويشير إلى أن مدينة القدس المحتلة تقع تحت حماية يونسكو، ومع ذلك لا يسمح الاحتلال للمنظمة الأممية بكشف أو مراقبة ما يجري تحت الأرض، ويمنع أي خبراء من الأوقاف أو أي جهة.
من جهته يؤكد رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر أن الهدف السياسي من تكثيف الاحتلال الحفريات أسفل المسجد الأقصى هو الهيمنة الكاملة على المقدسات الإسلامية الفلسطينية.
ويقول خاطر لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يعمل بالحفريات في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة متخذًا ذرائع دينية بزعمه البحث عن الهيكل، ولكن يوجد أهداف سياسية واضحة من وراء الحفر والعبث بالمقدسات، وهي السيطرة الكاملة".
ويضيف: "يعمل الاحتلال منذ سنوات على الحفريات، وبدأت آثارها تظهر أمام الجميع حاليًّا، إذ شهدت بعض المناطق في المسجد الأقصى انهيار حجارة كبيرة، وتصدعات وانشقاقات".
ويتوقع خاطر أن تشهد المدة القادمة انهيارات لأسقف داخل مباني المسجد الأقصى، وانهيار جدران، نتيجة تكثيف الحفريات أسفل المسجد ومبانيه، وهو ما يشكل حالة خطرة جدًّا على أقدس الأماكن الإسلامية.
ويبين أن الاحتلال لا يسمح لأي لجنة هندسية من الأوقاف أو أي جهة بتقييم مباني وجدران المسجد الأقصى، والتحقق من سلامتها، لمنع نقل أي حقائق بشأن ما يحدث داخل المسجد، وإظهار آثار الحفريات بدقة.